الباحث والاعلامي :قاسم بلشان التميمي
سائق الكوستر فرحان الغضبان خاطب الركاب (العبرية) بالقول ممنوع أي كلام عن أي شيء وعن أي موضوع فقال له احد الركاب يعني حتى كلمة (نجمع الكروة لا نقولها) فرد عليه فرحان الغضبان (عمي لعد شوكل الجهال حصو) ، وهنا تدخل راكب اخر وقال ما رأيكم ان (احجي لكم قصة) فقال له الجميع (عمي احجي ولو احنة عبارة عن ملحمة موقصة بس احجي) لكن الرجل لم يتكلم الا بعد ان اخذ الاذن من فرحان الغضبان وقال بعد اسم الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين واله وصحبه المنتجبين.يروى انه كانت هناك مجموعة مخلوقات ناطقة تعيش على بقعة محددة من الارض وابتليت هذه المخلوقات بوحش كاسر اذاقها مر القتل والعذاب ، وجعل ايامها جحيما فما كان من هذه المخلوقات الا الخضوع والخنوع والركون لنزوات هذا الوحش الكاسر، ومرت الايام والاعوام وشاء القدر ان ياتي من وراء البحارمارد عملاق الى منطقة المخلوقات هذه فطرد الوحش الكاسر وازهق روحه واستبشرت هذه المخلوقات خيرا خصوصا وان المارد العملاق قد وعدها بانه سيمكنها من ان تحكم نفسها بنفسها وان من حقها ان تختار من يقودها عن طريق توافقها وتراضيها ،وتم الاتفاق الى اختيار (نخبة) من هذه المخلوقات تمثلها وتتخذ القرارات وتقف بوجه الحاكم الجديد وتحد من صلاحياته ولم تترك له عنان الامور حتى لا تتكرر مأساتها ، و تعهدت هذه ( النخبة ) للمخلوقات بان جميع القرارات التي سوف تتخذها ستكون للصالح العام ومن غباء هذه المخلوقات او من طيبتها انها وافقت على هذه (النخبة) ، وجاءت النخبة التي تمثل هذه المخلوقات الى مجلسها الجديد وكان جل عملها(النخبة) هوكيف تامن مستقبلها ولم تتخذ اي قرار لصالح المخلوقات بل على العكس كانت تعارض او تعرقل اي قرار من شانه ان يعود بالنفع على المجموعة التي اختارتها وبعد كل تصويت على قرار جديد يزيد من مأساة المخلوقات تخرج هذه (النخبة) تستنكر وتشجب هذا القرار وتطالب بمصلحة المجموعة ، والمخلوقات هذه اصبحت في حيرة من امرها وهي ترى ان القرارات التي حطمتها ودمرتها كانت تتخذ عن طريق (النخبة) هذه ، كما ان عملية الشجب والاستنكار لهذه القرارات كانت تقوم بها (النخبة) نفسها وهنا بدأت المخلوقات تتساءل وكذلك النخبة (من اغبى المخلوقات ام من يمثلها ؟) ،وبعد اقتراب نهاية فترة الربيع وعصر ( البحبوحة) لهذه (النخبة ) واقتراب اختيار (نخبة ) جديدة قررت المخلوقات بعدم ترشيح من ينوب عنها بسبب ما اصابها من اذى شديد من (النخبة ) السابقة ولكن اذا لم يتم اختيار( نخبة) جديدة فهذا يعني بقاء الحال كما هو عليه ، والحقيقة ان الحال سيبقى كما هو عليه والسبب هو وجود هذا المارد العملاق ، وان المسالة ليست غبى واغبى وانما ان هناك من يتغابى عن افعال هذا المارد ، كما ان هناك سؤال يطرح نفسه وهوهل تستطيع (النخبة الجديدة )ان تكون ذكية بحيث تسحب البساط من تحت ارجل المارد ؟ وهنا قاطع فرحان الغضبان الراكب مطالبا أياه بعدم اكمال القصة لأنها وحسب رأي فرحان الغضبان انها قصة مدسوسة ولها غايات فقال له راوي القصة (عمي شنو غايات هو بقى كم كلمة وتخلص) فقال له الغضبان عمي ( اكفينا شرك وكافي لا تحجي وهاي كروتك ما اريدها بس انزل وخلصني).فقال له الركاب عمي فرحان الغضبان يعني اذا نزل راوي القصة من الكوستر ينتهي الامر وتابعوا القول لا والله ياعمي ما ينتهي سوف تبقى الكلمات لها اعمق اثر بل ان اثرها اشد من السيف ولكن هل هناك من يعتبر؟ والى هذا الحد اعلن الغضبان الوصول الى نهاية خط الكوستر وان لكل شيء نهاية الا قصة مخلوقاتنا مع من يمثلها رغم انفها فأنها مستمرة ومستمرة !.
https://telegram.me/buratha