بقلم / اسعد عبدالله عبدعلي
في الملتقى الثقافي الاخير اشار السيد عمار الحكيم إلى موضوع غاية في الاهمية الا وهو المتملقين الذين يجملون افعال المدراء والقادة والسياسيين , وهم يمثلون الخطر الاكبر , فهم يتجهون بالقادة او المدراء او السياسيون نحو الاسفل ,عبر استيعابهم وفهم ماذا يريد ويرغب ويحب القائد والمدير والسياسي لكي يرضيه , وهذا هو الداء الذي عطل مؤسساتنا الحكومية والفعل السياسي , وقد ذكر السيد الحكيم حديث مهم للامام علي ( عليه السلام ) :{ انما يحبك من لا يتملقك } فمن يراه يتصوره يحب , لكن انه مكر وغطاء لنيات داخلية للمتملق , واضاف السيد الحكيم انما المتلق انتهازي . فاعطتني الجلسة في الملتقى الثقافي تصور ما من الاعلى للموضوع .وبعد يومين ذهبت انا وصديقي ابو الحسن إلى ندوة فكرية يقيمها احد الاحزاب السياسية الفاعلة في الساحة العراقية ,وكان موضوع الندوة جدير بالاهتمام لكن الذي شدني امرا اخر , فالتملق داخل قاعة الندوة بين اعضاء الحزب وصل للذروة! الاعضاء صغار السن يتملقون كبار السن ! والاعضاء كبار السن يستغلون الاعضاء الجدد! فسئلت صديقي بتعجب ما كل هذا التملق يا اخي ؟ فاجابني بسرعة لم اعهدها في اجاباته: ان المبدء الاهم في الحياة الحزبية اليوم هو التملق ! ومن دونه لن ترتقي سلم الحزب ! فليس الامر بالكفاءة او العقلية او ما تملك من سعة افق وفكر! بل الامر تابع بمدى مهارتك في التملق ! فتملق مسؤولك الحزبي ستجد نفسك في الصفوة والمقدم على غيرك .. فمقامات الاحزاب لا سبيل لصعودها الا بسلم التملق والعلاقات !فكانت هذه صورة من داخل الموضوع .بقيت حائرا إلى ما بعد انتهاء الندوة حاولت ان اجد حلولا لما افكر به . دخلت صفحات الفيسبوك لاعرف حقيقة ما يجري فوجد المصيبة منشورة على الصفحات فاحد المسؤولين الحزبيين قام بنشر صورته وهو واقف إلى جانب رمز من رموز الساحة العراقية , فما كان من اعضاء خليته الا سطروا كلمات المدح والتكبير والتهليل على جمال مسؤولهم وسحر سحنته واعتبروها دليل الفكر والرقي العلمي والجهادية العليا ! مع انها مجرد صورة؟ وقد يجد من يترفع عن التعليق على صورة من اعضاء خليته ممن هم تحت مسؤولية المسؤول الحزبي امور لا تسرهم ابسطها تحجيم دورهم داخل الحزب ؟وهنا اكتملت الصورة لي عن عالم المتملقيين .ان اشارات السيد عمار الحكيم فاضحة للمتملقين فهم لا يحبون بل هم مجرد انتهازيون يعتاشون على صفات المكر المغطى بوشاح الحب والعمل الصالح ,وهذه حالة عامة للساحة السياسية والمؤسساتية , ومع هذا الوضع ( المقيت ) ترى أي جيل من الكوادر الوظيفية ننتظر ؟ وماذا سيكون فعلهم الوظيفي وقد اوصلهم التملق لكرسي الادارة ؟ ويا ترى أي جيل سياسي ننتظر بالغد ؟ صعد بوسائل التملق ؟ والتملق كما هو معروف تتبعه سلسلة من الاخلاق الذميمة مثل الكذب , و قبول الباطل ,وتضييع الحقوق , والخيانة .اعتقد ان المؤسسات التي بنيت على هذا المبدء ستسقط لامحالة . فعلى المؤسسات ان تجعل العمل والكفاءة هي اساس الاستحقاق.وكذلك ارى في الجانب السياسي ان بنيان هذه الاحزاب غير قوي ولا يحمل صفة الصلابة لذا سيكون عرضه للسقوط مستقبلا . لذا اعتقد ان على الاحزاب ان تزيل هذا المبدء من حياتها السياسية من الان, وان يكون الامر تابع للكفاءة والاستحقاق واداء الواجبات .
https://telegram.me/buratha