سعيد البكاء
أستفز الجميع خبر قرار مجلس النواب بتخصيص سبعمائة وخمسين ألف دينار شهريآ لكل نائب لشراء صحف وقرطاسية. باعتبار ان ذلك يشكل هدرآ للمال العام ، اذ ان مجموع ما سيحصل عليه النواب خلال سنة واحدة لا يقل عن تسعة مليارات دينار . هذا المبلغ يمكن لو استغل لصالح العاطلين لأمكن توظيف ستمائة عاطل عن العمل براتب شهري لايقل عن خمسمائة الف دينار . ثم ، وهذا ما اغضب الناس ، ان النواب في معظمهم لا يقرأون الصحف، ولو كانوا يقرأون او حتى يفهمون ما يكتب عنهم لما اتخذوا هذا القرار الذي سيجلب عليهم السخرية وحتى الشتائم !
يوم الأحد قبل الماضي ظهر مقرر مجلس النواب على شاشة ( قناة الحرة عراق ) ليبشر العراقيين بهذا الخبر الذي زاد من غيظهم وغضبهم على مجلس النواب . وقد برر الخالدي بلسانه ذلك بتوسع ووصف حاجة النائب الى هذا المبلغ ضرورية كالماء والغذاء ! وكان مدافعاً، كفوءاً عن قرار المجلس النيابي باضافة هذه المنفعة الى باقي المنافع التي منحها المجلس لأعضاءه طيلة السنتين بل السنوات السبع الماضية .
والمفاجأة ،انه وبعد ثلاثة ايام لاغير نفى مجلس النواب ان يكون قد خصص هذا المبلغ نفياً قاطعاً. وزيادة في تأكيد النفي هذا ظهر السيد المقرر للمجلس ، وهو النائب الخالدي ، ليقول : ان الخبر كاذب وعارٍ عن الصحة قال ذلك بلسانه ايضاً، وعلى وجه بانت تعابير الأسف لما ينسب لمجلس النواب من تهم باطلة!
حقيقة ، لم اصدق نفسي وانا ارى السيد الخالدي يدلي بتصريحه الاخير، فالرجل كان محروق القلب وهو يدافع عن المجلس النيابي الذي لم يرتكب فاحشة ، بل الصقت به ! وشعرت وانا اسمع تصريحه الاخير بأن الرجل لو كان يملك صلاحية او لو كان الذي اطلق هذه الكذبة قريباً منه لضرب على وجهه بالسلاح الاسود !
لكن الحمد لله ان السيد الخالدي لم يرى ذلك الكاذب الذي لفق التهمة ضد مجلس النواب . ومن حسن حظ الكاذب هذا ان قاعة المؤتمرات الصحفية لمجلس النواب خالية من اية مرآة ، وإلا لأمكن للنائب الخالدي التعرف على الكاذب الذي لفق التهمة ضد النواب!
https://telegram.me/buratha