المقالات

البصرة والزاوية والتغييب المتعمد !

543 00:18:00 2012-10-16

بقلم : احمد الحساني

ليس هناك مايبرر تاخير تشكيل الحكومة الليبية اذا كانت قائمة وفق اللعبة الديمقراطية والاستحقاق الانتخابي وهذا مالم يحصل بحسب سير الامور في ليبيا بعد نجاح الانتخابات الديمقراطية الاولى في هذا البلد الذي يعتبر احد اقطاب الربيع العربي المنتصر على الديكتاتورية العربية .

من خلال متابعاتي لاحداث هذا البلد اندهشت كثيرا عندما اعلن رئيس الوزراء الليبي المكلف بتشكيل الحكومة بأنه أجّل اعلان تشكيل حكومته بسبب اعتراض ورد اليه من اهالي مدينة الزاوية حيث اعترضوا على تشكيل الحكومة التي تخلو من وزير ينتمي الى مدينتهم ... ووعدهم بأنه سيعيد النظر بتشكيل الحكومة وسيحرص على ان يكون فيها من يمثل اهالي الزاوية ولما لم يفي بوعده رفض البرلمان تشكيلته الحكومية وسحبوا منه الثقة ليفقد اول فرصه منحت له لتشكيل اول حكومة ليبية بعد سقوط الدكتاتور السابق معمر القذافي لتسجل الاحداث لأهالي الزاوية سابقة خطيره في تأريخ المدن العربية ولتكون بذلك اول مدينة عربية تعزل رئيس حكومة .

عندما سمعت هذا الخبر قفز الى ذهني التغييب المتعمد او غير المتعمد لمدينة البصرة التي مارسته اربعة حكومات عراقية بعد سقوط النظام حيث تشكلت تلك الحكومات برئاسة الدكتور اياد علاوي والدكتور ابراهيم الجعفري والحاج نوري المالكي من دون ان يكون فيها ولا وزيرا واحدا ينتمي الى هذه المدينة العريقة ذات المليون صوت انتخابي والغنية بالبترول حيث يعود اليها الفضل في اكثر من 80 % من اموال الميزانية العراقية .

لست ممن يدعوا الى التظاهر والاعتصام وغيرها من الاساليب الديمقراطية التي اقرها القانون العراقي لا لكوني لست ديمقراطيا بل لاني اعلم وكذلك يعلم غيري من العراقيين بأن اركان السلطة في العراق لم تهضم العمل الديمقراطي بعد ! والادلة على ذلك كثيرة وليس آخرها الشهداء الذين تضرجت بدماءهم ارض البصرة الفيحاء اولئك الذين سقطوا بنيران الاسلحة الاوتوماتيكية للشرطة العراقية بأمر الحاج نوري المالكي رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة ومدير المخابرات العامة ورئيس مجلس الامن الوطني ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالوكالة تلك الاسلحة التي تم شراءها بأموال النفط المستخرج من ارض هذه المدينة الغائبة المغيبة .

ربما هذا هو السبب الذي جعل اهل البصرة يترددون كثيرا قبل ابداء اي اعتراض ومهما كان ديمقراطيا او وفق اساليب العمل الديمقراطي فأهل البصرة يختزنون في ذاكرتهم صور مؤلمة لما تحملوه من متاعب في كل مره يقومون بها بتحمل اعباء المسؤولية وبالنيابة عن العراق بأجمعه .ومن المؤسف ان الديمقراطيين الجدد في العراق لم يكتفوا انهم غيّبو اهل البصرة في القرار العراقي بل انهم عمدو الى زج مرشحين الى البصرة ليمثلو اهلها بالرغم من انهم لم يزوروا البصرة اصلا ولا مره في حياتهم ... ترى ايحق لنا ان نعترض كما فعل اهل الزاوية ام ان البصرة " قملتها بيضاء " كما يقول المثل العراقي الدارج ؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك