بقلم صباح الرسام
فلسفة البهلول مع ابو حنيفةصباح الرسامالبهلول شخصية شهيرة بالحكمة وكان قريبا من هارون الرشيد فهو ابن خالته وهو عالم حكيم لكنه تظاهر بالجنون وقال فيه الرشيد البهلول ليس مجنونا بل فر بدينه لانه اراد ان يسلمه منصب الوزارة فاستمهله سنة فلم يقبل فاستمهله شهرا فلم يقبل فاستمهله اسبوعا فلم يقبل وكان يعرف انه يريد ان يرجع الى الامام الكاظم ع لكي يستفتيه في ذلك فاستمهله يوما فقبل فلما ان جن عليه الصبح وضع خشبة بين رجليه واخذ يركض في الشارع فقالت الناس جن البهلول فجاءت راكظة الناس فاستفسر هارون فقيل له جن البهلول فقال: ما جن البهلول ولكن فر بدينه وكان موالياً لآل بيت المصطفى (ع ) وكان من المدافعين بقوة عن الأئمة وله من المناظرات التي حيرت مخالفيه لدرجة السكوت والبهتان امام طرحه للادلة وكان يتجرأ على هارون الرشيد لقربه منه ويدخل عليه بدون أستأذان ، مستغلا جنونه لتوضيح بعض الاشكالات التي تحدث في قصر الخليفة للدفاع عن الحق فكان فخراً لموالي أهل البيت ع وهذه احدى مواقفه التي حدثت مع ابو حنيفةدخل البهلول الى المسجد يوما ورأى ابو حنيفة يقرر الناس علومه وقال في جملة كلامه ان جعفر بن محمد تكلم في مسائل لا تعجبني .الاولى * انه يقول ان الله سبحانه وتعالى موجود لكنه لايرى في الدنيا ولا يرى في الآخرة وهل موجود ولا يرى ما هذا الا تناقض .الثانية * انه يقول ان الشيطان يعذب بالنار مع انه مخلوق من نار فكيف الشيئ يعذب بما خلق منه .الثالثة * انه يقول ان افعال العباد مستندا اليهم مع ان الآيات دالةعلى ان الله تعالى فاعل كل شيئ .فلما سمعه البهلول اخذ مدرة ( حجارة )وضرب بها راسه وشجه فصار الدم يسيل على وجهه ولحيته فبادر الى (الخليفة) يشكوا البهلول فلما أُحضر البهلول وسئل عن السبب فقال ان هذا الرجل غلط جعفر بن محمد الصادق في ثلاث مسائل.الاولى ان ابا حنيفة يزعم ان الافعال كلها لا فاعل لها الا الله فهذه الشجة من الله وما تقصيري انا .الثانية انه يقول كل شيئ موجود لابد ان يرى فهذا الوجع في راسه مع انه لايراه احد .الثالثة انه مخلوق من تراب وهذه المدرة من تراب وهو يزعم ان الجنس لايتعذب بجنسه فكيف تألم من هذه المدرة ، فأعجب ( الخليفة) من كلامه وتخلصه من شجة ابي حنيفة .
https://telegram.me/buratha