صلاح شمشير البدري
مع اقتراب موعد الانتخابات تبدأ القوى السياسية باعادة رص صفوفها وترتيب اوضاعها وتهيئة قواعدها الجماهيرية من اجل كسب اكثر عدد من الاصوات مستخدمة لذلك كافة الوسائل ،كما وتعمد الى عرض مظلومية الكورد الفيليين ضمن برنامجها ومستعدة لذرف الدموع امام وسائل الاعلام لتثبت الواحدة للاخرى بانها الاحق باصواتهم ،وهنا تبدأ عملية العرض والطلب في سوق الانتخابات ولفترة محدودة ،والفيليين انفسهم منتشرون في هذه الاسواق لايعرفون مايريدون في جملة احزاب وحركات قديمة وجديدة وقيد التأسيس ويسارعون ان يكونو اللبنة الاساسية للتأسيس ويكونو معبرا لهم كما كانوا دائما،التجربة نفسها والنتائج معروفة،وتراهم مستميتين للاحزاب المنتمين اليها اكثر من مؤسسي تلك الاحزاب او المقربين والمنتفعين ،وهم على اهبة الاستعداد ليقاتلوا اهلهم من الكورد الفيلين في سبيل ارضاء اسيادهم،وينسى انه بذلك سيخسر اهله ويفقد احترام من حوله،فمصلحته الشخصية فوق كل اعتبار ،ويضرب عرض الحائط دماء اكثر من ستة عشر الف شاب قضو نحبهم على ايديي اللانظام الدموي ولم يعثر لحد الان على شاهد لقبورهم ،مع صمت رهيب لكل الهيئات الرسمية والغير الرسمية في البحث الجاد عنهم مثلما يحث مع بقية ضحايا الشعب العراقي،وكأنهم خارج مديات الزمن والانسانية،وهذا طبيعي وسط احزاب وكتل سياسية تبحث عن مصالحها ولكل حزب اصبح هناك رمز تلتف حوله جماهيرها،وتقيم الدنيا اذا مسهااي طارىء ،الا الكورد الفليين اصحاب النضال والفكر الثوري والعقل المدبر في تأسيس الاحزاب واقامة الثورات والانتفاضات لكل الاحزاب انذاك والتي اصبحت اليوم احزاب السلطة، ولكن الفيليين وحدهم يتحملون ماوصولوا اليه من تهميش دورهم في العملية السياسية وان يكونو شركاء في اتخاذ القرارات المصيرية لمستقبل العراق ،بدلا ان يكونو اتباعا لاحزاب ماانزل الله بها من سلطان ،وتراهم سباقون لخدمة الغير دون جزاء ولاشكورا، لكنهم مع انفسهم يحثون عن الف سبب عند تكوين حزب او حركة تحاول لملة شتاتهم ،فيعمدون لكافة الوسائل للانتقاص من اصحاب تلك المحاولات وليجهضوها قبل ان ترى النور،فتأتي انتخابات وتذهب اخرى وهم لايحركون ساكنا،فمتى سيشعر الكورد الفيليين ان لامناص من تكاتفهم واخذهم فرصة الانقلاب على واقعهم الذي يبعث على الغثيان ،وانهم يمتلكون كل مقومات ليكونوا كتلة او حركة من عدة وعددلايستهان به،فقط هم بحاجة الى مراجعة اخيرة وسريعة ليقارنو بين تجاربهم السابقة ومآلت اليه امورهم ،ويستهضوا قواهم مرة اخرى كما كانو للغير ،بدلا من ان يبقوا اتباعا لهذا الحزب او ذاك وان يباركو محاولات تأسيس اي تجمع تكون غايته لم وحدة الصف الفيلي من اجل مستقبلهم ومستقبل اجيالهم ،وان يخرجو من عزلتهم وسترى الكثيرين سينحون لهم بدل ان تبقى هاماتهم خاضعة للغير،فسوف لن يرحمهم التاريخ ولاشعبهم .
https://telegram.me/buratha