*المهندس لطيف عبد سالم العكيلي / باحث وكاتب
تستدعي التنمية البشرية النظر الى الانسان هدفا في حد ذاته حين تتضمن كينونته والوفاء بحاجته الانسانية في النمو والنضج .وتحظى المؤسسة التربوية بدور متميز في احداث وضمان استمرارية التنمية .اذ بوسع التربية التي تشكل احدى الغايات التي تحققها التنمية القيام بدور بارز في تحقيق التنمية من خلال تأهيل القوى البشرية واعدادها للعمل على كل المستويات من خلال تزويدها بالمهارات والمعارف والقيم اللازمة للعمل المستهدف وبما يضمن تهيئة الشباب للتعايش مع العصر التقني وتطوير وسائله بما ينسجم مع خدمة الوطن ،اضافة الى تحقيق التوازن في تأهيل القوى العاملة على وفق الاحتياجات المتغيرة .ولعل من المهم الاشارة هنا الى أن ما زاد من علاقة التربية بالتنمية وخاصة في منتصف القرن الماضي هو بروز الاقتصاد كمحور مهم على خلفية ظهور بعض النظريات المهمة مثل نظرية رأس المال البشري التي يمكن اعتبارها بمثابة الإطار النظري المسؤول عن التبني الكامل للعلاقة الجدلية بين التعليم وسياسات التنمية وهو الإطار الذي أصبح التعليم بمقتضاه الحاسم الأول في النمو الاقتصادي للدول . ولا يخفى على احد ما تعرض له قطاع التربية والتعليم في العراق من تحديات كبيرة افرزتها سنوات الحروب وتداعياتها الكارثية التي يقف في المقدمة منها حصار جائر اكتوى بنيرانه شعب جريح على مدى اكثر من عقد من الزمان ،ما يتطلب من ادارة التربية استثمار كل الامكانيات المتاحة وتوظيفها في ترميم واصلاح مدارسها وتأهيل المتضرر منها ،فضلا عن اجراء التوسعات المطلوبة . وبعيدا عن مشكلة المختبرات والابنية المدرسية ،ولاسيما الطينية منها ،فان من جملة ما رشح من نقاط ضعف سير العملية التربوية في بعض مدارس البلاد خلال الموسم الدراسي الماضي التي جرى تأشيرها باعتماد اسلوب الملاحظة غير المباشرة ،هو ان بعض المدارس لم تباشر بتدريس بعض المواد على الرغم من اقتراب امتحانات نصف السنة ؛نتيجة معاناتها من نقص حاد في بعض الاختصاصات الانسانية والعلمية المتأتي من النقص الحاصل في الكوادر التدريسية او في المناهج او بفعل سوء توزيع التدريسيين في المدارس ،حيث تجلى لنا بوضوح احتواء الهيئة التعليمية لبعض المدارس على عدد من المدرسين في اختصاص واحد مع افتقار مدارس اخرى الى مدرس يحمل نفس الاختصاص .في امان الله اغاتي ..
https://telegram.me/buratha