ربما يبدو العنوان مستفز قليلا، وهو يستفز بصفة خاصة أهل الحكم..لكننا وقد أمضينا كل عمرنا الإفتراضي تحت نمط من الحكم المركزي لا نعلم سببا لقبول آبائنا وأجدادنا به، اللهم إلا لأنهم مغلوبين على أمرهم، راضين بمن حكمهم بهذا النمط من الحكم وفقا لعقيدة القسمة والنصيب التي تزوجت بها جدتي بجدي وأمي بأبي، وزوجتي بأنا! ـ أرجوكم لا أحد يخبرها فأنا كما أخبرتكم سابقا أخاف إثنين: الله جل في علاه وزوجتي، وزوجتي أخافها أكثر من خوفي منه تعالى، لأنها شديدة العقاب بينما ربي الذي خلقتي غفور رحيم، ومع ذلك فأنا أفضل حالا من الساسة الذين يخافون زوجاتهم فقط، ولا يخافون الله الذي يرى ما يأفكون كل لحظة! ـ
في هذا النمط من الحكم، المركز مُهيمِن على ثروة الدولة وسُلطتها، وجهاز الدولة ومؤسساتها، وكان المركز والى حد ما لما يزل مزيفا لهوية الشعب، وفارضا لثقافته على الجميع، معيدا إنتاجها فيهم، فهو يتصرف في مكونات الدولة تصرف المالك، متّبعا سياسة قوامها حد أدنى من الخدمات مقابل منحنا "شرف" المواطنة والتبعية!
وظل هذا المركز مستعمرا للشعب يَحكُم ويتحكّْم ويُكرِس نفوذه ويوطِّد سطوته من خلال عاملين، الأول هو القوة التي يمتلكها متمثلة بالعسك رالذين استخدمهم كأسوأ ما يكون الاستخدام والاستغلال، والثاني هو الثروة الوطنية التي حولها ملكا عضوضا لتثبيت أركان سلطته، ولإطعام ذاته وتنميتها وتقويتها..ولمحاربة القوى المناهضة له التواقة الى التحرر من سلطته، بوضعها خارج سياق الدولة، وتغريبها بضرب بؤر الوعي التي ترفع رأسها ضد سياساته، وقمع وإبادة من يناهض أو يقاوم تلك السياسات..والأمثلة في تاريخنا القريب والبعيد أكثر من أن تحصى: الشيعة في الجنوب والكورد في الشمال، والفيليين من الكورد أكثر لأنهم كانوا من الأثنين!!..
ورغم أن الجميع يعلمون مسيرة ومصب هذا الاستغلال وتوظيف السلطة المُدمِر، لكن يجمُل تناول الأمر من خلال عناوين جانبية محددة مرتبطة بفترات زمنية أو أحداث سياسية.. وظل المركز يمارس العبودية السياسية والاستغلال الوطني العاطفي، للذين لم يستفِيقوا من أثر شعارات مُشبَّعة بمخِدر أنه المحور الأوحد للتماسك الوطني، عبر ترويجه الدائم لهلامية معدومة الملامح لإقامة دولة العنقاء والغول..!
مثل هذا الشعب المُقيّد والمُقعَّد بخرافات هلامية وقيود من صُنع المُستغِلين في المركز لن يتقدم قيد أنمُلة. لأن مزاج المركز ورغبته لا تمُتُ إلى نبض الشعب بصِلة، ولأن قضايا الشعب الوطنية مرتبطة بثلاثية قوامها الحرية والخدمات والمشاركة بحكم البلاد، وبتعريف هوية واقعية واضحة للدولة، وبالتوزيع العادل للثروة، وإنهاء مشاكل الإقصاء الثقافي..
كلام قبل السلام:المركز هو العُشب الملوث بالدم والذل الذي يقدمه لشعب إعتقده شعب من الأغنام...
سلام....
https://telegram.me/buratha