حافظ آل بشارة
اقترح اصدقاء الهروب الوقتي من صداع السياسة الى عالم المرأة والجمال والمكياج ، ابتدأ الموضوع عندما قال أحدهم ان دولتنا الحالية تشبه امرأة دميمة استخدمت المكياج وكل وسائل الزينة للظهور بمظهر الجميلات الفاتنات ، ثم بدأ الهروب جانبا فسأل أحدهم : وهل الجمال هدف أم وسيلة ، وعلاقة الجمال بالسفور والحجاب ما بين العرف الاجتماعي والحكم الشرعي ، ووسائل زينة المرأة وما بلغتها من منجزات صناعية . ظهر سؤال آخر : عندما تستيقظ من النوم هل الافضل لك ان يسرح بصرك في وجه زوجة جميلة تفتتح بها صباحك لتشيع في اجواءك المسرة ؟ ام انك تفضل ان يصطدم نظرك بـ(سعلوة) مرعبة ؟ هناك تفسير علمي لميل الانسان الى تذوق الجمال ، يقال كلما ابتعد الانسان في تركيبه الجسدي عن الحيوانات وصف بانه جميل ، ويقال ان الجمال والوسامة مقترنان بالذكاء فمن النادر ان تجد جميلا غبيا ، وهي عملية ترتبط بالتطور والارتقاء الآدمي على الأرض ، الا ان الاديان اهملت المواصفات الجسدية للانسان ولفتت انتباه البشرية الى المحتوى الاخلاقي ، فاصبح الجمال معنويا لا حسيا فقط ، الجمال يهم النساء أكثر كلما اقتربن من أجواء المملوكات والجواري ورواسبها التربوية ، المسلمون سبقوا الغرب غير المتدين الى هذه المعاني لكنه سبقهم سلوكيا فالمرأة هناك غالبا قوية الشخصية بسيطة المظهر لا مكياج ولا ذهب ، هم اخترعوا اشكالا من المكياج والعطور فتركوها لغيرهم وعوائدها المالية كالنفط عندنا ، يقول الاسلام ان جمال المرأة لزوجها حصريا ، الرجل الطبيعي صاحب الغيرة والفطرة السليمة منسجم مع ذلك وغيرته ايمان ، وعكس ذلك هو الديوث ، فتجد احداهن تعتضد ستة اساور وتتختم باربعة خواتم وتتقلد ما ثقل وزنه وغلا ثمنه من سلاسل واقراط كأنها أحدى مهربات الذهب عبر الحدود ، كذلك زينة المرأة تغيرت عناوينها ، كانت سابقا تعني اصلاح بعض عيوب الوجه بوضع مواد صبغية مؤقتة ، ولكن تحولت هذه الفكرة البسيطة الى كارثة ، وظهر المكياج الحديث ليشكل مدرسة مرموقة في صناعة الجمال ، مستحضرات تطمر الحفر في الوجه (تبليط) وأخرى لتغيير لونه ، ومستحضرات لوضع ظلال تفصل بين الحاجب والعين ، واهداب عيون اصطناعية ، واعادة رسم الحاجبين على الجبهة ومحو الحاجبين الاصليين ، ثم تغيير لون العيون بوضع عدسات لاصقة ، وصبغ الشعر وتغيير تصفيفه ، أو ترك الشعر الاصلي واعتمار الباروكة ، وتكبير الاثداء والارداف باضافة كتل السليكون تحت الجلد ، والشفاه يحقنونها لتضخيمها ، قد تعجب بامرأة وتسحرك بجمالها وتتقدم لخطبتها وتعقد وتحتفل وتنفق مالا كبيرا وعند العودة الى المنزل تبدأ بفحص مكونات العروس فتجدها كلها مختلقة ، ان زينة بهذا المستوى هي تغيير لهوية المرأة ، فالمرأة بعد نزع هذه الاشياء هي شخصية جديدة غير شخصية المرأة نفسها بعد تلك الاضافات ، هذه الطريقة في التزين تجعل المرأة دمية (لعابة) ملونة تتوقف قيمتها على وجود هذه الأجزاء فان فقدتها فقدت قيمتها ، عندها اخترعوا دمية السليكون التي هي بشكل امرأة للجنس لم يشعروا بفرق كبير لان الدمية الآدمية لا تختلف كثيرا عن دمية السليكون ، فضل الانسان بعقله ، واذا رحل العقل فالجميع مجرد دمى . مرة الح أحد المحافظين على امرأته ان تستخدم المكياج فذهب ليشتريه وهو علبة فيها دوائر زيتية ومعها فرشاة كمواد الرسم ، وقد ذهل لرؤيته فبادر البائع قائلا : هذه المواد هل هي عازلة لماء الوضوء ، فبقي البائع فاغرا فاه لايفهم السؤال ولا الجواب ، فسأله صاحبنا : انت مسلم ؟ قال : نعم ، قال : لماذا لا تفهم سؤالي اليس واجبك ان تتفقه في شؤون مهنتك ؟ قال البائع : الآن عرفت مرادك ، هات العلبة واذهب الى تلك البسطية تجد ما تريد فذهب فوجد عطارا يبيع كحل الاثمد والقرنفل وقشور الجوز والبخور ، مكياج وعطر من ميراث السلاجقة ، وبدونه يجب على المراة ترك الصلاة حفاظا على مكياجها . الدمية لا تصلي ... أمور أخرى لايكفي الوقت لبحثها ، موضوع كهذا افضل من مناقشة الأزمة السياسية او الفساد او الارهاب لانها أزمات ليس لها حل ، في دولة اثقلها المكياج السياسي ، وكثير من رجالها الاشاوس هم دمى بشرية ... لا تصلي .
https://telegram.me/buratha