المقالات

فن ترميم المرأة ... صناعة دمية لاتصلي /

712 14:10:00 2012-10-19

حافظ آل بشارة

اقترح اصدقاء الهروب الوقتي من صداع السياسة الى عالم المرأة والجمال والمكياج ، ابتدأ الموضوع عندما قال أحدهم ان دولتنا الحالية تشبه امرأة دميمة استخدمت المكياج وكل وسائل الزينة للظهور بمظهر الجميلات الفاتنات ، ثم بدأ الهروب جانبا فسأل أحدهم : وهل الجمال هدف أم وسيلة ، وعلاقة الجمال بالسفور والحجاب ما بين العرف الاجتماعي والحكم الشرعي ، ووسائل زينة المرأة وما بلغتها من منجزات صناعية . ظهر سؤال آخر : عندما تستيقظ من النوم هل الافضل لك ان يسرح بصرك في وجه زوجة جميلة تفتتح بها صباحك لتشيع في اجواءك المسرة ؟ ام انك تفضل ان يصطدم نظرك بـ(سعلوة) مرعبة ؟ هناك تفسير علمي لميل الانسان الى تذوق الجمال ، يقال كلما ابتعد الانسان في تركيبه الجسدي عن الحيوانات وصف بانه جميل ، ويقال ان الجمال والوسامة مقترنان بالذكاء فمن النادر ان تجد جميلا غبيا ، وهي عملية ترتبط بالتطور والارتقاء الآدمي على الأرض ، الا ان الاديان اهملت المواصفات الجسدية للانسان ولفتت انتباه البشرية الى المحتوى الاخلاقي ، فاصبح الجمال معنويا لا حسيا فقط ، الجمال يهم النساء أكثر كلما اقتربن من أجواء المملوكات والجواري ورواسبها التربوية ، المسلمون سبقوا الغرب غير المتدين الى هذه المعاني لكنه سبقهم سلوكيا فالمرأة هناك غالبا قوية الشخصية بسيطة المظهر لا مكياج ولا ذهب ، هم اخترعوا اشكالا من المكياج والعطور فتركوها لغيرهم وعوائدها المالية كالنفط عندنا ، يقول الاسلام ان جمال المرأة لزوجها حصريا ، الرجل الطبيعي صاحب الغيرة والفطرة السليمة منسجم مع ذلك وغيرته ايمان ، وعكس ذلك هو الديوث ، فتجد احداهن تعتضد ستة اساور وتتختم باربعة خواتم وتتقلد ما ثقل وزنه وغلا ثمنه من سلاسل واقراط كأنها أحدى مهربات الذهب عبر الحدود ، كذلك زينة المرأة تغيرت عناوينها ، كانت سابقا تعني اصلاح بعض عيوب الوجه بوضع مواد صبغية مؤقتة ، ولكن تحولت هذه الفكرة البسيطة الى كارثة ، وظهر المكياج الحديث ليشكل مدرسة مرموقة في صناعة الجمال ، مستحضرات تطمر الحفر في الوجه (تبليط) وأخرى لتغيير لونه ، ومستحضرات لوضع ظلال تفصل بين الحاجب والعين ، واهداب عيون اصطناعية ، واعادة رسم الحاجبين على الجبهة ومحو الحاجبين الاصليين ، ثم تغيير لون العيون بوضع عدسات لاصقة ، وصبغ الشعر وتغيير تصفيفه ، أو ترك الشعر الاصلي واعتمار الباروكة ، وتكبير الاثداء والارداف باضافة كتل السليكون تحت الجلد ، والشفاه يحقنونها لتضخيمها ، قد تعجب بامرأة وتسحرك بجمالها وتتقدم لخطبتها وتعقد وتحتفل وتنفق مالا كبيرا وعند العودة الى المنزل تبدأ بفحص مكونات العروس فتجدها كلها مختلقة ، ان زينة بهذا المستوى هي تغيير لهوية المرأة ، فالمرأة بعد نزع هذه الاشياء هي شخصية جديدة غير شخصية المرأة نفسها بعد تلك الاضافات ، هذه الطريقة في التزين تجعل المرأة دمية (لعابة) ملونة تتوقف قيمتها على وجود هذه الأجزاء فان فقدتها فقدت قيمتها ، عندها اخترعوا دمية السليكون التي هي بشكل امرأة للجنس لم يشعروا بفرق كبير لان الدمية الآدمية لا تختلف كثيرا عن دمية السليكون ، فضل الانسان بعقله ، واذا رحل العقل فالجميع مجرد دمى . مرة الح أحد المحافظين على امرأته ان تستخدم المكياج فذهب ليشتريه وهو علبة فيها دوائر زيتية ومعها فرشاة كمواد الرسم ، وقد ذهل لرؤيته فبادر البائع قائلا : هذه المواد هل هي عازلة لماء الوضوء ، فبقي البائع فاغرا فاه لايفهم السؤال ولا الجواب ، فسأله صاحبنا : انت مسلم ؟ قال : نعم ، قال : لماذا لا تفهم سؤالي اليس واجبك ان تتفقه في شؤون مهنتك ؟ قال البائع : الآن عرفت مرادك ، هات العلبة واذهب الى تلك البسطية تجد ما تريد فذهب فوجد عطارا يبيع كحل الاثمد والقرنفل وقشور الجوز والبخور ، مكياج وعطر من ميراث السلاجقة ، وبدونه يجب على المراة ترك الصلاة حفاظا على مكياجها . الدمية لا تصلي ... أمور أخرى لايكفي الوقت لبحثها ، موضوع كهذا افضل من مناقشة الأزمة السياسية او الفساد او الارهاب لانها أزمات ليس لها حل ، في دولة اثقلها المكياج السياسي ، وكثير من رجالها الاشاوس هم دمى بشرية ... لا تصلي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-10-19
موضوع يبعدنا عن هم السياسية ليرمي بنا الى احضان كارثة يعيشها المجتمع . المرأة تائهه فلا لباس الثقافة يسترها ولا ثوب التقليد يغنيها تشعر بانها فارغة تماما سواء كانت ملونة ام ابيض واسود . الالوان والذهب والصوت العالي والكلمات الخشنة باتت ما يميز الموظفة التي هي انعكاس لنساء المجتمع بشكل عام . التلفاز جعلها تنهار امام تصميم جديد يقدمه لها الغرب الناطق بالعربية والحل في العودة الى احضان العباءة والحجاب الدافىء والى خيمة الاخلاق وروعة الهدوء النفسي الناتج من عدم الشعور بالذنب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك