المقالات

اسرائيل فشل استراتيجية الضربة الاستباقية

613 11:33:00 2012-10-20

بقلم / عبد المنعم الحيدري

منذ حرب عام 1948م دأبت اسرائيل على المبادأة بشن الحرب انطلاقا من استراتيجية هجومية لم يكن بحساب العرب يوما ان يحدث اي تفييرا على تلك الاستراتيجية التي تعتمدها اسرائيل بحكم التطور التقني والتكنو لوجي المستمر للسلح التقليدي الذي تستخدمه في الحروب التقليدية.يقول جنرال سابق في الجيش الاسرائيلي " علينا ان نشن حربا هجومية يكون الهدف خلالها تنفيذ العمليات الحربية في اعماق ارض العدو" وهذا القول يدل على ان اسرائيل لم تفكر يوما ان تتراجع عن استراتيجية الضربة الاستباقية.لربما يسأل احد لماذا تعتمد اسرائيل هذه الاستراتيجية ؟ والجواب هو ان الوجود الغير شرعي لها هو الذي دفعها بهذا النسق من التفكير.هناك ثلاث متغيرات تاريخية وسياسية واقتصادية غيرت من موازين اللعبة مما دفع باسرائيل ان تقف في لحظة مصيرية وتطرح السؤال التالي على نفسها.اسرائيل الى اين؟.اما المتغبرات الثلاث فهي اولا: مرور اكثر من ستين عاما على وجود اسرائيل على ارض فلسطين المحتلة وهذا المتغير التاريخي لم يغير او يضيف شيئا لها وبقيت كما هي في عيون الشعب العربي والمسلم اضافة الى بعض الانظمة الشسياسية التي ترفض وجود اسرائيل مما اثر ذلك على الوعود التي كان قد اطلقها المؤسسون الاوائل للكيان الاسرائيلي حينما اطلقوا كذبة ارض الميعاد وهذا ما اثر على نفسية الرأي العام الاسرائيلي وبين ادعاء وزيف الاعلام الاسرائيلي لانه على الرغم من االقوة التي تمتلكها اسرائيل لم تتمكن من اقناع شعبها بتلك الشعارات التي اطلقتها ابان الدعوة الى الهجرة الى فلسطين.وهذا الامر قد اثر على صلابة الداخل الاسرائيلي والذي من اجله بنيت استراتيجية الضربة الاستباقية لغرض توفير حماية اقليم امن.اما المتغير الثاني فهو متغير استراتيجي سياسي بامتياز حيث الثورة الاسلامية في ايران على يد الامام الخميني قدس سره وتاسيس جمهورية اسلامية على انقاض نظاما كان مواليا بالمطلق لاميركا واسرائيل.وعلى الرغم من كل المحاولات التي سعى اليها الغرب بقيادة اميركا وغالبية الانظمة العربية لاسقاط الثورة الفتية الا انها باءت بالفشل لان الثورة اصلا تقف على ارضية صلبة وتقوم على فكر سياسي اسلامي يناهض وبشدة كل سياسات الاستكبار والظلم والهيمنة وقضيته الاولى والمركزية هي فلسطين وتحريرها ونصرة المستضعفين باعتباره واجبا شرعيا واخلاقيا يقع في كنف وعهدة الاسلام .وهكذا تنامت قدرة ايران العلمية والسياسية والاقتصادية وحتى الاعلامية على المستوى الخارجي والداخلي اما على المستوى الخارجي مد يد العون للمستضعفين في العالم وحركات المقاومة من اجل تحرير ارضهم من الاستكبار العالمي .بينما نجدها في الداخل بدأت ببناء قدراتها الدفاعية ( من المضحك ان الغرب عندما قام بدفع صدام بالحرب على ايران كان يقصد سقوطها. الا ان ايران خرجت اقوى مما يتصور الجميع مستفيدة من تلك الحرب) وعلى هذا الاساس بنت قدراتها الدفاعية تاركة خلفها الاعتماد على سلاح الدول المصنعة للسلاح لان تلك الدول كانت قد تخلت عنها في حرب صدام على الجمهورية الاسلامية في الثمانينات. وهذا ما دفع بها الى توظيف الكفاءات العلمية من اجل التصنيع المحلي فوصلت اليوم الى ما وصلت اليه.اما المتغير الثالث فهو متغير اقتصادي حيث نرى ونلمس كثير من المؤشرات والمعطيات التي تدل على بداية انهيار الاقتصد الراسمالي في تلك الدول التي تعتمد انظمتها على الراسمالية وخير مثال ما يحصل في منطقة اليورو وبوادر فرط عقد الاتحاد الاوروبي ، كما ان خروج الاحتجاجات الغاضبة في الولايات المتحدة ضد السياسات الاقتصادية التي تعتمد النظرية الرأسمالية . وبما ان الولايات المتحدة والدول الغربية هي تدعم وبقوة وجود اسرائيل وان انكفاء الاقتصاد في تلك الدول وعلى راسهم واشنطن لاشك انه سوف يؤثر سلبا على الاستراتيجية العسكرية الاسرائلية.هذه المتغيرات الثلاثة قد جمدت حركة اسرائيل ولو لساعات لانها جعلتها تطرح ذلك السؤال الذي سقناه في بداية الحديث وهو اسرئيل الى اين؟.وهذا السؤال يضع اسرائيل امام امرين لاثالث لهما.الامر الاول هو ان تذهب اسرائيل وفقا لاستراتيجية الهجوم الى ضربة استباقية ضد ايران كما فعلتها في السابق ضد عديد من الدول العربية في رقعة جغرافية مترامية الاطراف من مساحة ايران تساعدها على رد الضربة بضربة ثانية وهذا يعني سقوط الاف الصواريخ الايرانية على مساحة جغرافية هي الاصغر في المنطقة كما صرح العديد من قادة حرس الثورة. وبالتالي زوالها يصبح حتميا نتيجة كثافة الصواريخ التي ستسقط على ارضية داخلية غير صلبة.او تذهب الى الامر الثاني وهو الارجح اذا كان صانع القرار يتمتع بالعقلانية وهو الذهاب الى استراتيجية الدفاع وهذ ما يجعلها تتجنب ولو لحين ردة الفعل الايرانية .لكن السؤال الاهم الذي يطرح نفسه هنا هو هل ان الاستراتيجية الدفاعية سوف تنقذ اسرائيل؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك