سليم الرميثي
بسبب غياب الرقابة الصحية وعدم تفعيل القوانين من قبل الدولة ووزارة الصحة وانعدام الشعور بالمسؤولية المهنية والاخلاقية لدى الكثير ممن يعملون في الصيدليات الاهلية وحتى الحكومية وانعدام الوعي الصحي في مجتمعنا كل ذلك ادى الى تفشي اخطر ظاهرة لاتقل خطورة عن ظاهرة الارهاب الىي تفتك بالمجتمع العراقي منذ فترة طويلة وهي ظاهرة بيع الادوية بدون وصفة من قبل الطبيب بل وهناك اطباء يبيعون ادوية خطيرة مقابل مبالغ من المال حتى لو كان المراجع سليما معافى يستطيع ان يحصل على اي دواء او حبوب يطلبها وماعليه الا ان يدفع مبلغا من المال مقابل حصوله على مايريد حتى لو كان من الادوية الخطرة والقاتلة..واكثر الادوية التي تباع هي من المسكرات والمنومات والتي تسبب حالات من الهلوسة واللاشعور بما يفعل متناوليها وهذا ما ادى ايضا الى تفشي حالات من العنف الشديد في المجتمع العراقي بين الناس وكثرة حالات الاغتصاب للاطفال الذكور منهم والاناث..وانتشرت في مجتمعنا كثير من الظواهر الغريبة التي لم يعرفها مجتمعنا سابقا ومنها مثلا كثير من الذين يعملون في الصيدليات هم ليسوا مهنيون ولا يحملوا شهادات تؤهلهم للعمل كصيدلي ..اي اصبحنا لانميز بين الصيدلي والعطار وانتشرت الصيدليات في كل مكان وماعليك الا ان تعرف اسم الدواء وتطلبه من اي صيدلية وستحصل عليه بسهولة لايمكن تصورها حتى في الدول المتخلفة وهناك ايضا حالة انتشار الادوية المنتهية الصلاحية وبيعها على المرضى وخصوصا كبار السن والذين لايجيدون القراءة والكتابة فهم يكونوا عادة اول الضحايا لهذا النوع من الارهاب.ونصيحتي لكل من يشتري دواء ومن اي صيدلية كانت عليه ان يعرف مصدر الدواء وتاريخ انتاجه وانتهاء صلاحيته قبل ان يستخدمه.نرى في الدول المتقدمة ان الصيدلية تعتبر من اهم المؤسسات الصحية والتي يجب ان تكون متكاملة من كل النواحي و هي من احرص الاماكن التي تُؤخذ منها الارشادات الصحية والصيدلاني لايقل مستواه عن مستوى الطبيب المعالج في معرفة الادوية وكيفية استعمالها ومعرفة الاثار الجانبية لاستخدام الادوية دون استشارة الطبيب وكثيرا مايكون الصيدلي الكفوء هو الملجأ الآمن والموثوق لدى المرضى لما يملك من معلومات ارشادية مهمة تساهم بشكل فعال وايجابي في مساعدة المرضى وشفائهم.. هذا بالاضافة الى الارشادات المرفقة مع الدواء والتي ترشد وتثقف المواطن الى اهمية قراءة كيفية استخدام الدواء قبل استعماله والمحاذير التي يجب على المريض تجنبها والحذر منها.اما في العراق فكل شيء اصبح بيعه مباحا حتى السموم دون النظر الى النتائج الخطرة المترتبة على ذلك والغريب ايضا عندنا مع الاسف حتى الطفل دون العاشرة يستطيع ان يذهب الى الصيدلية ويشتري اي دواء يعجبه وكانه يشتري حلوى او لعبة من لعب الاطفال.ان الصيدلاني بافعاله هذه لايقل خطرا عن اي ارهابي يفخخ نفسه ويقتل الناس في الشوارع فالقتل واحد وان تعددت الوسائل..فبلدنا اصبح حقا يعاني من هكذا ظواهر مدمرة تفتك بمجتمعنا وعلى الدولة التعامل بحزم وشدة وسن قوانين تجرم كل من يعمل في صيدلية ولايملك الكفائة العلمية والمهنية ومعاقبة كل صيدلاني يبيع الدواء دون اذن الطبيب الا الادوية المسموح في بيعها مثل المسكنات وغيرها ويجب ان يكون البيع والتعامل مع البالغين فقط ويمنع بيع الادوية للاطفال والمراهقين.. وغلق جميع الصيدليات التي لا تملك اذن او ترخيص من الجهات المختصة والا ستكون نتيجة الاهمال من قبل الدولة لهذه الظواهر فتاكة وقاتلة وسيعاني المجتمع من ارهاب اخر هو ارهاب الصيدليات والصيادلة..
https://telegram.me/buratha