علي محمد الطائي
أن الانسان في رأي الاسلام خليفة الله على الارض ِمسجود له من جميع الملائكة اي استقلال البشر على الارض في حرية التصرف في الخيرات التي سخرها الله له ، لان الانسان صنيعة الله على الارض وفيه روح الله . اذ جعل الله الانسان من بين الموجودات كلها ميزة كبيرة تمكنه ان يتخلق بأخلاق الله ولهذا خلق الله الانسان حرا يتمكن من العلم والمعرفة . لا ان يظلم ويسلب حقه في ظل دولة اسلاميه من المفروض ان تعرف حدود الله وتحكم بشرع الله وتسن القوانين في خدمة هذا الانسان الذي كرمه الله على الملائكة . يجب ان يكون هناك دستور مفعل يحمي حقوق المواطنين وينظم ممارسات السلطة ان دولة القانون والمؤسسات هي التي توفر العيش الكريم لكل مواطن فيها من الضمان الكافيه لحماية حقوقه وحرياته ان حقوق المواطن قيد على الدولة . اذا كانت الدولة لا تحفظ حق المواطن فلا جدوى من هذه الدولة . من حق اي سلطة ان تحقق مصالحها ولكن في نفس الوقت تمنح المواطن حقوقه . يعني من مسؤوليات الدولة توازن مابين المصلحة العامة للدولة وما بين حقوق المواطنين . ان كرامة العيش التي صدحت بها حناجر المسؤولين من توفير العيش الكريم من سكن لائق يأويها ويقيها من برد الشتاء وحر الصيف . ان هذه المشاريع التي تهدد الدولة فيه وتتوعد المواطن لم نراه على ارض الواقع . هناك الاف من الاسر التي مازالت تعيش في بيوت الطين ( والحواسم ) التي لاتصلح حتى لحفظ الدواب من منظور حقوق الانسان والعيش الكريم والعراقيين في بلد يتربع على احتياطي هائل من النفط . لا نعلم هل ضمير الحكومة يصحوا عند قرب الانتخابات وبعدها يخذ اجازة مفتوحة . اذا ماتت الضمائر عند الساسة ماتت الرحمة واذا ماتت الرحمة كثر الفساد والظلم والقسوة اتجاة الشعوب . لاشك ان السياسين والحكام هم بشر قد يزدهر عندهم الضمير وقد يموت اذا ازدهر عندهم الضمير السياسي مارسوا كل العدل والانصاف للشعوب واذا مات الضمير مارسوا كل اشكال الظلم . لذلك لا مشكلة ان يبادر الشعب الى المصالحة مع الدولة اذا كان هذا الخيار يوفر لهم العيش الكريم . واما اذا كان هذا الخيار فية اذلال للشعب وسلب لكرامتهم وعزتهم فهذا الخيار يجب ان ترفضة الشعوب .في كلمة لأمير المومنين علي عليه السلام ضمن رسالة وجهها الى واليه على مصر مالك الاشتر ، وهذه الرسالة حافلة باغنى التوجيهات في بناء سياسة الحكم مما يصلح شأن الرعية . ورغم تقدم ديمقراطيات هذا العصر فهي عاجزة ان تجاري هذا النمط من المبادئ والقيم والسياسات..
( واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم اكلهم فانهم صنفان اما اخ لك في الدين واما نظير لك في الخلق )متى يكون الحاكم سبعا ضاريا على رعيته وعلى شعبه حينما تموت الرحمة من قلبه . فما احوج الحكام والساسة ورعاة البلاد والعباد الى الرحمة ويقظة الضمير الذي يحاسبهم حينما يظلمون ويعبثون بمقدرات الشعب وينشرون الفساد ويستأثرون بالسلطة وبالآموال وثروات البلاد . اذا صلح الراعي صلحت الرعية واذا فسد الراعي فسدة الرعية . لماذا لا تبادر الدولة الى الاصلاح والتصحيح وهذا هو الخيار الأسلم والاسهل والاقرب والاقل كلفة .
علي محمد الطائي
https://telegram.me/buratha