الحاج هادي العكيلي
ليس أحد منا لا يعرف البصرة ومناطقها ومنها منطقة الشعيبة ،حيث كانت الخردة والسكراب تجمع في مكان واحد ولعل اشهر منطقة كانت (الشعيبة ) التي اصبحت مضرباً للامثال لشهرتها لتجميع سكراب الانكليز عندما احتلوا العراق بداية القرن العشرين .وبعد سقوط النظام البائد عام 2003 اصبحت كل البوابات الحدودية مفتوحة لاستقبال كل شىء واي شىء حتى الملابس الداخلية ( اللنكات ) من مختلف المناشىء والدول رديئها ومستعملها ، حيث استطاعت دول الجوار التخلص من نفاياتها وموادها المستهلكة وسلعها البائرة وتحويلها الى عملة صعبة عن طريق تصدريها الى العراق .فملئت اسواقنا وشوارعنا الضيقة انواع السيارات والعجلات التي لم يعد يسمح لها بالسير في شوارعهم لانها استهلكت وسقطت موديلاتها ،فقد اصبح العراق من وراء هذا السيل الجارف من السيارات السكراب المستوردة (جبال ) في كل محافظة من محافظاته للخردة ومكباً لسكراب ونفايات دول الجوار ودول العالم على مختلف قارات العالم السبعة .لقد مارس النظام البائد حماقات كبيرة ادت الى هدر المال العراقي باستراد اسلحة على مر اكثر من ثلاثين عاما ً خاض خلالها حروب عديدة مما جعل العراق البلد الاول في استيراد السلاح ونفق المليارات من الدولارات وشعبه يئن من وطئت الحصار الجائر الذي فرض عليه بسبب سياسية النظام البائد العنجهية .فكان العالم يطور سلاح جيوشه والعراق يستخدم الاسلحة التقليدية التي استخدمت بالحرب العالمية الاولى والثانية ،فكان ما كان للجيش العراقي .و مارس النظام البائد لعبة الخداع باعلان منشأءات التصنيع العسكري وهي اكذوبة النظام للتطور العسكري لامداد الته الحربية فكانت خزينة العراق تهدر على مشاريع التصنيع العسكري ،فصاروخ العابد عندما طار وعلك وهدر معه اربع مليارات دولار لكي يظهر (الصنم ) بطولاته امام العالم بان من البلدان صانعة السلاح والمتطورة .ان الحكومة الحالية تمارس حماقات كالحماقات التي يمارسها النظام الصدامي بتوقيع على عقود صفقات شراء الاسلحة بمليارات الدولارات قديمة الطراز وغير حديثة وقد عفى عنها الزمن واصبحت تلك الاسلحة عند تلك الدول مثل سكراب الشعيبة فوجدوا العراق متلهف في بناء جيشه الجديد وتسليحه لتعرض عليه تلك الاسلحة بابخس الاثمان واحيانا تقدمها عربون صداقة لعقد صفقات اسلحة اخرى لا يريد هذا البلد ان يملىء مخازنه بها فوجد العراق مكان رحبا لتصديرها اليه وفق وسطاء السلاح الشياطين .ان استيراد العراق للاسلحة من اي مصدر كان امراً ضرورياً ولكن يجب ان تكون تلك الاسلحة من الطراز الحديث والمتطور تكنلوجياً وليس سكراب الحروب العالمية والحرب الباردة المتكدسة في مخازن العالم العسكرية وفي مناطق الالتلاف والمحارق العسكرية ،فان استيراد تلك الاسلحة يؤدي الى هدر المال العام ولم يجدي نفعاً من تطور قدرات الجيش العراقي الدفاعية .نتمنى على الحكومة ان تخرج من غفلتها وتقوم باستيراد الاسلحة المتطورة والحديثة وان لاتجعل العراق ان يتحول تدريجياً الى (الشعيبة) كبيرة واسعة لاسلحة العالم القديمة والغير متطورة ويصبح مثل يضرب به (سكراب العراق ).
https://telegram.me/buratha