خميس البدر
لايخفى على من يعيش الاجواء العراقية و تشابك اطرافها وتعقيدات ملفاتها ان العملية السياسية الجارية اليوم وما نتج عنها وبكل متبنياتها تحتاج الى اكثر من وقفة ولحظة تروي ودراسة معمقة كي تعود الى طريقها الصحيح واتجاهها المستقيم وهذا واضح لكل متتبع للمراحل التي قطعتها الدولة على صعيد بناء مؤسساتها في السنوات العشر الاخيرة وطريقة تكوينها ومسيرتها ومستويات انجازها لتؤكد حقيقة لايمكن تجاوزها او التغاضي عنها بان التطور والنجاح الحاصل بطيء وفي بعض الاحيان بطيء جدا (اشبه بسير او جري السلحفاة ) 0خاصة اذا ما اريد لهذه الدولة الناشئة ان تواكب ما وصلت اليه تجارب الاخرين ثم الانطلاق نحوالعالمية 0ومع ان العراق يمثل الريادة في المنظومة العربية بهذا المجال كونه سبق الجميع بفارق زمني لايستهان به على مستوى التكوين الديمقراطي والتحول في بناء الدولة واعادة تشكيلها لما عاشته المنطقة من تجربة متشابه سواء ببقائها تحت رحمة انظمة دكتاتورية تحكم بالدم والحديد ،او على مستوى تشابه طرق التغيير والخلاص من تلك الانظمة وطبيعة القوى التي خلفت وتقود الدولة اليوم فاغلبها قوى معارضة لتلك الانظمة وكون خلفياتها اسلامية وغض النظر عن تفاوت تجاربها واولوياتها الا انها تتشابه ايضا بانها حديثة عهد بادارة وقيادة الدولة والتصدي للشؤون السياسية من وجهة نظر خارج عن وجهة نظر المعارض 0وهنا كانت الريادة للتجربة العراقية لكن وبما ان التطور بطيء يجعل من القائمين على الدولة والمتصدين للمشروع وانجاحه والوصول به الى افاق جديدة ان يعطى دفعة نحو الامام0وتقريبا فالجميع متفق على هذه النقطة ولكن يختلف بالتفاصيل وبالطريقة 0فمنهم من فهم الامر واطلق فكرة الاصلاح (وهو لايملك ارادة واليات ذلك الاصلاح ) ومنهم من بقى على الاستمرار بالتطور الطبيعي واتباع نفس الطروحات والسير بنفس السياق من قناعة ان التطور انما ياتي من التراكم والقدم أي فرض الامر الواقع (متناسي الظروف المحيطة وان التجربة لازالت قلقلة وغير مستقرة )والاخر اخذ التنظير على السطح والترويج لثقافة الكلام والتلاعب على العواطف (يريد تغييب او غائب او مغيب عن التفاصيل وتعقيدات المرحلة ) ومنهم لازال يحن الى الماضي لكن لايستطيع الا مسايرة هذه التجربة واجهاضها من الداخل (فهو يرقص ويعزف على وتر الاصلاح والتغيير كسلم للوصول لغايته )ومنهم من بقى يردد نفس الخطاب المعارض وهو في صلب قيادة البلد ويدور في فلكها (ازدواجية الخطاب وغياب الهدف )وصنف اخر لا يريد من الحديث عن التغيير الا الاستمرار بلغة الفرد والاستمرار بنغمة القائد الضرورة ورجل المرحلة لكن بواجهة وابجديات واليات الديمقراطية (وهو القسم والتيار الاوسع ومن مختلف الاصناف )0وسط كل هذه الاصناف والاشكال وغيرها غاب الحل وبقت عمليات بناء الدولة بعيدة عن طموحات ابناء الشعب العراقي ويعبر عنها بغياب التخطيط او الدراسة المعمقة او تزاحم الاولولويات لذى نرى ميزانيات لم يشهدها العراق الحديث في تاريخة الذي قارب على المائة عام تهدر وتبدد واستشراء ظاهرة الفساد الاداري والمالي والمحسوبية والشخصنة وكذلك نلاحظه من كمية المشاكل واستمرار الازمات اضافة الى ما يعانيه الشعب من استنزاف وتجريد وابقاءه في دائرة الحرمان والظلم والشكوى و00و000و000 لذا ولاجل ان ينجح المشروع نرى ماطرحه السيد عمار الحكيم من مبادرات وفي المرحلة القليلة السابقة وعلى جميع الاصعدة الاجتماعية (رعاية الايتام وذوي الاحتياجات الخاصة ) والسياسة الاقتصادية (البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ) والتنمية وتعويض المتضررين من سياسة الانظمة السابقة (اعادة تاهيل ميسان ) والمشاريع الاستراتيجية (درج نهر دجلة من ضمن الارث العالمي والانساني )واخرها التطرق الى مشاكل حيوية ومزمنة يجب معالجتها وتخليص العراق منها كونها من اولويات الحياة (شحة المياه والتصحر )بالاضافة الى المبادرات السياسية لحلحلة الازمة الخانقة (واخرها طرح حكومة الاغلبية السياسية كحل فرضته الازمة وروادها ) كل هذه الامور والمبادرات وتشعبها انما تاتي من قرائة جديدة وواقعية من قبل السيد الحكيم على كيفية بناء الدولة وما وصلت اليه وما يجب ان يحدث في دولة وبلد يؤمن بقوة الشعب وانه مصدر كل السلطات واساس التجربة دولة مواطن ودولة ديمقراطية امر طبيعي فيها التداول السلمي للسلطة 0فقراءة السيد الحكيم مهما قيل عنها بانها انتخابية او سياسية او دعاية شخصية او 000و000فانها لاتخرج عن قناعة ابناء هذا الوطن وما بتنا نردده في كل مكان بان الوضع لايمكن ان يستمر بالطريقة الحالية ويجب ان تدرس مراحل التغيير والاصلاح او أي اسم اخر او مفهوم 0فكما يقراها الحكيم وهو يسجل سبق يجب ان تستفاد منه الحكومة العراقية ان العراق يجب ان يتغير وان طريقة التفكير وعقلية ادارة الدولة يجب ان ترقى لمستوى التحديات ومعاناة المواطن وان تكون متلائمة ومتناغمة ومواكبة لما يجري في العالم وان تبتعد عن السير في خط متوازي لايلتقي مع المحيط او العالم 0ولان العراق صاحب ريادة في المنطقة فيجب ان يكون نموذج صالح وراقي للاخرين لا ان يكون اسوا نموذج وحتى تعم الفائدة ويكتمل المشروع فيجب ان يرتكز على التخطيط المدروس والمبرمج وان تفرق امكانيات الدولة لخدمة شرائح الشعب وان توزع ميزانياته على تلك الشرائح بما يخدم المجمع ويرقى بالبلد وان ينعكس كل تطور في أي قطاع على المجمل واول هذه القطاعات او الشرائح هي الطفولة لذا فان السيد الحكيم بدا من القاعدة لتشكل ركيزة صلبة للمشروع وانجاح التجربة حتى يكتمل التأسيس عندما نصل الى قمة الهرم 0نعم اعيدها ثانية هكذا قراها الحكيم فاقرأوها كما قرأها الحكيم او قتربوا من هذه القراءة0
https://telegram.me/buratha