حافظ آل بشارة
مشهد جديد من الانحطاط الاعلامي ، واستخدام مباشر للاشاعة والكذب المطلق لتشويه الآخر واعلانه عدوا ، مع انه ليس كذلك ، نهج احمق لصناعة الخصوم ، و عدم التقيد بأي معيار اخلاقي ، صحيفة سعودية تسمى (عكاظ) ، و(عكاظ) سوق في زمن الجاهلية ، الصحيفة مقربة من البلاط السعودي ، ومع انها تعيش في الالفية الثالثة الا انها تتعامل باخلاقية سوق عكاظ الجاهلية ، فهي اطلقت كذبة بدوية كبيرة ومكشوفة تثير السخرية ، قالت ان متفجرات ارسلت الى القطيف يقف وراءها عمار الحكيم ! ونسبت الصحيفة الخبر الى (وكالات انباء) ، لا مهنية ولا موضوعية ولا حياد ولا مصداقية مصدر ، يا سلام على الاعلام المهني ، هذا الافتراء يجعل الصحيفة بوقا ضمن مجموعة الاعلام الموجه بسذاجة ، ويعرضها الى المسائلة القانونية ، ويثير اسئلة عن مدى تطابق سياسة الاكاذيب مع الخطاب الرسمي السعودي ، تقول الرياض في اعلامها انها تحتضن حجاج بيت الله الحرام ، وتحرص على الوحدة الاسلامية وما الى ذلك ، فهل الذي يستضيف الحجاج مستعد لانتاج كذبة بهذا الحجم ، اين التقوى ؟ لماذا يرجمون الشيطان اذن ؟ ماذا يعني ان تتولى صحيفة تصدير اكاذيب بهذه السذاجة تضر ببلدها ومتبنياته وشعاراته المعلنة ؟ هذه الكذبة لها آثار ونتائج والسعودية هي المتضرر الاكبر منها للاسباب الآتية : 1- السيد عمار الحكيم قائد اسلامي معتدل ولايصح شن حرب عليه في وقت تحتاج السعودية وغيرها الى تشجيع الاعتدال كما تدعي . 2- علاقته بدول المنطقة ايجابية وقد سبق ان زار السعودية والكويت وغيرهما وكانت هناك انطباعات حسنة عن الزيارة . 3- السيد شخصية جامعة تتجاوز الحواجز المذهبية والعرقية ويتبنى برنامجا وطنيا ولديه حضور سياسي فاعل في كافة الاوساط وعلاقات حسنة بكافة المكونات وافتراء عكاظ اثار حفيظة السنة قبل الشيعة في العراق والكرد قبل العرب . 4- السيد يقود تيارا سياسيا كبيرا رسالته بناء الدولة العصرية الموحدة عبر الحوار والتفاهم ونبذ العنف واعادة الثقة بين مختلف الاطراف . 5- لم يعرف عن السيد عمار الحكيم او تياره انه دعا الى استخدام العنف كوسيلة لتحقيق اهدافه . 6- يشارك السيد وتياره حاليا قوى وشخصيات معروفة في مساعي جادة لحل الأزمة السياسية الراهنة في العراق وهناك نتائج طيبة . 7- السيد عالم دين جذوره الاسرية والمهنية تمتد عميقا في تأريخ الحوزة والمرجعية بكل ماعرف عنهما من جهود في مجال التقريب والوحدة الاسلامية ودعوة التعايش والحوار . هذه الصحيفة بكذبتها غير المبررة قدمت خدمة نادرة للسيد الحكيم فوضعته في دائرة المظلومية التي تستدعي تعاطفا وطنيا واقليميا معه في وقت قد تأخذ هذه التحولات بعدا تعبويا ايجابيا مع السيد في اجواء انتخابية اي عكس مايريده هؤلاء الحمقى ، الا ان هذه الكذبة تسهم ايضا في القاء الزيت على نيران الازمة الاقليمية المتداخلة وطنيا واقليميا من حول العراق والسعودية معا ، خاصة وان السعودية راهنا في وضع تحتاج معه الى مزيد من التريث واعادة النظر في دورها الاقليمي وسياساتها ، حيث يقول المراقبون ان الرياض تقمع مواطنيها في المدن الشرقية على اساس طائفي ، وتحتل دولة ثانية هي البحرين على اساس طائفي ، وتستولي على قرار دول مجلس التعاون الخليجي وتثير حفيظتها ، وتقود عمليات القتل واثارة الفوضى والدمار في سوريا ، وبذلك تعرض نفسها لاستحقاقات مستقبلية واثمان خطيرة مؤجلة الدفع في وقت يصف اشخاص من الأسرة المالكة وضع المملكة الداخلي بأنه على كف عفريت ، فلو توفي الملك الحالي عبد الله وهو مسن ومتعدد الامراض ستندلع حرب قاسية داخل الاسرة الحاكمة قد تضع نهاية تأريخية لحكممها في ركاب عاصفة التغيير في العالم العربي . يفترض ان تسهم هذه الحقائق في جعل السعودية تتصرف بطريقة ثانية ولا تصنع المزيد من الخصوم . لماذا لم يتصرف الاعلام العراقي مثل (عكاظ) وهو غير محتاج للاكاذيب فيعرض المعلومات الحقيقية عن الجرائم التي ارتكبتها العصابات الارهابية في العراق والتي يشكل السعوديون نسبة ساحقة فيها ، لماذا ؟ لسبب بسيط ان العراق يميز بين السعودي المجرم وبين السعودية كبلد عربي قد لا يتبنى ذلك المجرم ، العراق يبحث دائما عن خطوط رجعة مع اشقاء مفترضين لا يحتاجهم ، بينما يفعل الحمق عندهم فعله في فقدان الاصدقاء وطرد الاشقاء وصناعة الاعداء .
https://telegram.me/buratha