بهاء العراقي
تستمر جهود العديد من الاطراف السياسية لحل الازمة عبر الحوار وتقريب وجهات النظر ولعل النشاط الكبير الذي يقوم به رئيس الجمهورية جلال طالباني وجهوده تسير بهذا الاتجاه عبر اجتماعات مكثفة وارسال وفود تعرض وجهة نظرة ورأيه في الحل انطلاقا من قناعة معينة وثوابت لايمكن تجاوزها في مقدمتها الدستور وحالة التوافق التي سادت في اتخاذ القرارات رغم سلبيتها وتعطيلها للكثير من المفاصل المهمة والمؤسسات لكنها كانت مقبولة نسبيا بسبب مسألة فقدان الثقة التي سادت بين ممثلي المكونات وقد يتصور البعض ان اعادة انتاج نظام سياسي جديد يرتكز الى المركزية سيكون سهلا بمجرد ان تكون هناك اغلبية واقلية بين الحكومة والمعارضة وهذا خطا فادح وفهم خاطىء قد يقود الامور الى التعقيد, فهناك جهود ووساطات وعمل دؤوب نتمنى ان يثمر عن شيء .لكن ماذا عن التصريحات والتكهنات والتحليلات التي تقودها بعض الاطراف وتطلقها في حركة باتت مكشوفة هي جر النار الى قرصها ولافشال بعض المساعي حين تقترب من معالجة المشكلة وتقترب من جذورها واصلها وكأنها تريد القول ان الوضع الحالي وبقاء الامور معطلة وهشة في مصلحتها وان ما حققته من مكاسب خلال الازمة لن تفرط به وتعود ادراجها لبناء مشروع جديد ينسجم مع رغبات وطموحات الاخرين وهذا ما نفهمه بالضبط عقيب كل اجتماع او مقترح للحل ومن يؤدي هذا السلوك جهات بعينها مستفيدة من بقاء حالة التعطيل مستمرة والازمة السياسية المتفاقمة تراوح في مكانها بلا حلول. لذا كانت دعوة الرئيس طالباني في ايقاف التصريحات والحملات الاعلامية بين الاطراف لمتصارعة دعوة جيدة تنم عن قراءة صحيحة لطبيعة ما يدور خلف الكواليس, اذا ما تاكدنا ان حركة التصريحات وتناغم البعض معها مخطط لها ومقصودة 100% والمطلوب هو الالتزام بهذه الدعوة وفسح المجال امام الحوار بعيدا عن التأجيج والتصريحات والتصريحات المضادة التي لم تقدم حلولا حقيقية واقعية للازمة اما مع عدم الالتزام وتبييت النية بضرب كل جهد خير ستكون له تبعاته ولن يقدمنا خطوة للامام. اذن نحن مع ايقاف الفوضى وحسم الامور عبر الحوار كما نرحب بكل وساطة يمكن ان تخدم عملية ترميم البيت العراقي باتجاه الانطلاق حتى مع انقسام البرلمان الى كتلتين حاكمة ومعارضة الاصل ان تبقى حالة الوئام والتفهم مستمرة فالكتلة الحاكمة يمكنها ان تستفيد من اراء المعارضة وهو لايعني انها ستسير بالبلاد على هواها دون مرجعية معينة كالدستور او مع عدم احترام رأي ممثلين اخرين للشعب كما ان المعارضة لاتعني ايضا ان نحمل سلاحا ونشن حربا او نقف معطلين لكل شيء بهذه الحجة او الالية التي تفرضها ضرورات العمل السياسي . ومع ان الدعوة لوقف حملات التصريحات المستفزة وايقاف حالة الصراع الاعلامي لم تكن الاولى لكننا ننتظر ان تاخذ مدياتها وينجح الرئيس ومن يسعى معه للملمة الاوضاع بالنجاح رغم ان الوقت مازال مبكرا للحكم على جهوده بالنجاح او الفشل لان هذا مرهون بمدى استجابة اطراف الصراع لنداء مصلحة الوطن العليا بعيدا عن مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة .
https://telegram.me/buratha