الشيخ حسن الراشد
تمر الكويت اليوم باوضاع حساسة للغاية بعد ان تلقى سلفيوها وقاعديوها ضوءا سعوديا اخضرا بضرورة التمرد والعصيان و((الثورة)) ولكن ليس على طريقة الثورة التونسية ولا الليبية ولا حتى المصرية وبالطبع ولا على طريقة ثورة اهلنا في البحرين الناصعة والنظيفة والتي وقف الاعراب جميعا ضدها ومنهم سلفيوا الكويت وعلى رأسهم الدعي وليد((طبطبائي) مجوسي الاصل ووهابي النطفة! ولكن بالطبع وبلا شك ثورة على طريقة ((الثورة)) السورية وشبيهة في المحتوى بـ((ثورة)) الارز اللبنانية الني يقودها سمير جعجع الموسادي وسعدو السلولي نسبة لال سعود!
(ثوار) الكويت رفضوا ثورة شعب البحرين والصقوا بها عن حقد وضغينة مكينة تهما طائفية وعنصرية وما اشبه ورفضوا التعاطي معها بل حتى الاعتراف بوطنيتها ولم يقبلوا قطعا حتى بمطالب جمعياتها الدستورية التي هي عين تلك المطالب التي يرفعها اليوم زورا ومواربة سلفيوا الكويت في وجه اميرها وحاكميها والمتمثلة في (امارة دستورية)
بمعنى ان الامير يملك ولا يحكم وان من حق (شعب الكويت) ان يختار رئيس حكومته من افراد الشعب وليس من الاسرة الحاكمة ! كما انه ولاول مرة يطالب نواب سلفيون سابقون الامير بالكف عن ظلم الشعب(...) والانصياع لحقوقه ومطالبه بل ورفعوا سقف مطالبهم لدرجة التحدي للاسرة الحاكمة حيث طالب بعضهم بازاحة ال الصباح عن الحكم وتسليم مقاليده للشعب !
المراقبون يلمسون اصابع سعودية في الاحداث الجارية في الكويت خاصة وان هذا البلد يتمتع بديمقراطية نسبية جيدة تضاهي ديمقراطية ال خليفة وال هيان وال ثاني رغم كل سلبيات نظام الاسرة الواحدة الا ان الكويت كانت من اوائل البلدان في المنطقة التي تبنت النظام البرلماني وانتخاب نواب الشعب عبر صناديق الاقتراع ولم يطالب شعبها بتغيير اساس الحكم واصل النظام كما هو حال البحرين التي تطالب الاغلبية باسقاط النظام الخليفي المستبد والمجرم والذي تلطخت ايادي حكامه بدماء المئات من البحرانيين الابرياء.
النظام السعودي غاضب من حكام الكويت لامرين مهمين ‘ الاول عدم مسايرتهم لمخططات ال سعود بما يخص عدد من الملفات الحساسة في المنطقة وخاصة الملف السوري واللبناني ورفضهم الدخول في حالة العداء مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.. الامر الثاني رغم دخول ال سعود في مشاريع التدمير الصهيونية في المنطقة وبمشاركة قطرية ومباركة امريكية ورغم العلاقة الحسنة والاستراتيجية القائمة بين ال الصباح والامريكيين من جهة اخرى الا ان السعوديين ينظرون الى تلك العلاقة الامريكية الكويتية بعين التوجس وعدم الرضى لكون ان المشروع التدميري الصهيووهابي الذي يحظي بمباركة امريكية هو مرحلي يريد ال سعود من وراءه تحقيق حلمهم في اقامة الدولةالوهابية الكبرى من انطاكيا ومرورا بسوريا ولبنان وامتداد ا من الغرب والشمال الافريقيين وانتهاءا بنقطة الارتكاز والمحور الوهابي وهي النجد! وتحالفه مع القطريين والامركيين هو تكتيكي وجسر للعبور نحو ذلك الهدف لذلك
جاءت الضربة الامريكية الاستباقية لال سعود على رأس حربتهم في لبنان في تصفية احد عملاءهم وهو وسام الحسن الذي فتح ابواب لبنان على مصراعيه لتدفق السلفيين والظلاميين من القاعديين واتباعهم الارهابيين وحولوا شماله الى اوكار للارهاب والقتل وكقاعدة للانتشار .
ومن هنا ايضا فان ال سعود يسعون من وراء توتير اوضاع الكويت عبر الوهابي المجوسي الاصل وليد الطباطبائي وشلة السلفيين الحاقدين لضمان خاصرتهم في شمال شرق مهلكتهم الوهابية وبالتالي ضرب عدة عصافير بحجر واحد وليس مستبعدا ان يكون العراق هو احد اهدافهم وبالتالي تهديد امنه وايصال رسالة في ذات الوقت الى الجمهورية الاسلامية التي تحتفظ بعلاقة ممتازة مع دولة الكويت حيث ان ال سعود يرون ان اي تحالف ايراني عراقي هو تهديد لهم وهو بالضرورة يعني تماسك الكويت وعدم سقوطها بيد الوهابيين وال سعود لذلك ارتأو على ان يزعزعوا امن الكويت تمهيدا لاسقاط نظامه والحاقه بمهلكة ال سعود واعلان الوحدة الاندماجية التي كانت في الاساس بين البحرين والسعودية وتاخر اعلانها لانضاج الطبخة في الكويت بعد ان تبين لهم عدم جدواها مع البحرين من دون الكويت
ولذلك يرى المراقبون ان تصريح المجوسي الطبطبائي الاخير ودعوته للوحدة مع الكويت يدخلان ضمن المخطط السعودي المذكور ‘ السلفيون يتصورن في مخيلتهم البائسة والعفنة ان الشيعة في الكويت اقلية وانهم يسعون وبدعم ايراني عراقي وبتنسيق مع حكام الكويت اي ال صباح بامساك زمام الامور في البلاد وحكمها ! كما هم اليوم يحكمون بزعمهم وعبر الطائفة العلوية سوريا ! ونسوا ان الشيعة في الاساس كانوا حماة الوطن الكويتي من الاعتداء الصدامي البعثي وانهم قاوموا ببسالة حتى استطاعوا ان يخرجوا عصابة البعث منها بعد ان فر السلفيون وحتى الاسرةالحاكمة الى خارجها فيما الكويتيون الشيعة بقوا يقاومون فيها حتى تحريرها وقدموا في طريق هذا الهدف عدد من الشهداء والعشرات من المفقودين .
والغريب ان بعض كتاب النفاق والتزلف وخاصة اؤلئك الذين يمجدون اليوم بالعصابات الارهابية في سوريا ويدعون الى تشكيل جيش طائفي في العراق على غرار الجيش الكر المنهزم قد اصابهم الخرس عما يقوم به السلفيون في الكويت وينأون بانفسهم عن التدخل (الكتابي) في الشأن الكويتي وهم جالسون على ضفاف بحر الشمال يحرضون البلهاء والحمقى والطائفيين على الارهاب في العراق وايران علما ان اقلامهم لم تكن تتوقف في اوقات سابقة عن التسبيح بحمد ال صباح والتمجيد بالازدهار والتقدم والحكم الديمقراطي الذي تحقق في عهدهم ! وفي المقابل ينالون من ثورةشعب البحرين المظلوم ويقفون مع حكام الخيانة والعمالة والاستبداد في المنامة والرفاع .
فهل ينجح السلفيون والارهاب القاعدي في اسقاط ال صباح ؟ وهل يستمر مشروع زعزعة امن الكويت حتى النهاية خاصة بعد ان جاهر الطباطبائي باهدافه ضد ال صباح وضد الحكم القائم ولم يكن لمثل هذا التحدي قبل زيارته مع شلة من النواب والمتطرفين الى معسكرات عصابات جيش السوري الحر في تركيا وحلب ؟
المعلومات تتحدث عن ان عدد كبير من السلفيين في الكويت قد ذهبوا الى معسكرات جيش السوري الحر في تركيا وفي لبنان وقد شاركهم نواب وسلفيون من البحرين وقد تم تدريبهم على مختلف الاسلحة القتالية وتدربوا على فنون الاقتحام والاغتيال والقتل وعلى ايدي عناصر من تنظيم القاعدة وتحت غطاء ذلك الجيش وبتنسيق سعودي قطري قد لا يكون الامريكيون يعرفون بذلك ان او انهم كانوا على علم ولكن خدعوهم بانهم جاءوا من اجل القتال في سوريا ضد نظام بشار الاسد ولكن وبعد عودتهم تكشف ان الجماعة رفعوا لافتة (دعم الجيش الخر والشعب السوري) كغطاء وتمويه وان هدفهم الاساسي هو اسقاط ال صباح والالتحاق بربيع السلفي او القاعدي ودعم مخطط ال سعودفي ضم الكويت الى مهلكتهم الارهابية .
الا ان حكومة الكويت ادركت سريعا مخططهم وتبين لقادتها ان الجماعة ينوون الشر بالكويت والسير بها على خطى طالبان وسليمان ابو الغيث الكويتي والناطق بلسان القاعدة في افغانستان ابان حكم طالبان لذلك سارعت القيادات الامنية في الكويت باعتقال زعماء السلفيين وتطويق اوكارهم وافشال بعض من مخططاتهم ولعل تصفية وسام الحسن وقيام الجيش اللبناني بفرض سيطرته على مواقع في لبنان وتطويق مناطق بذاتها علم استباقي لافشال ما ينوون عليه!
واخيرا يبقى القول ان العراق يجب ان يلعب دوره في دعم امن الكويت ويكون على اهبة الاستعداد للتدخل في ساعة الحسم لمنع حدوث اي انقلاب سلفي فيها .
https://telegram.me/buratha