اجتمعت كلمة القوى السياسية والدينية والاجتماعية والشعبية العراقية على رفض الاتهامات الباطلة التي ساقتها صحيفة عكاظ السعودية بحق السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي . وليس غريبا ان يكون للسيد الحكيم هذا الثقل الكبير والرصيد الرسمي والشعبي فليس السبب قطعا زعامته لتيار سياسي بل لانه شخصية وطنية لها من المزايا والمقومات والقبول الشيء الكثير فالشارع العراقي خبر وعرف السيد عمار الحكيم ذلك الرجل النشيط المتفاني في اداء مهامه منذ ان كان يتولى ادارة مؤسسة شهيد المحراب التبليغية.ولعل جولاته الجماهيرية ومؤاتمراته وزياراته وامور اخرى اهلته لتبوء موقع ممتاز في قلوب وضمائر العراقيين وحتى على المستوى الدولي والاقليمي وهذا الحضور يبدو جليا في جولاته الخارجية وحضوره المؤثر وقد يكون ذلك متأتيا من دقته في اختيار التعابير وتبني المواقف والتعامل الصادق مع الناس وفي وسطهم وهي من اعطته كل هذا الزخم ,كما ان تجربته في قيادة المجلس الاعلى وتيار شهيد المحراب بعد رحيل المغفور له السيد عبد العزيز الحكيم رضوان الله عليه وتبنيه لخطاب معتدل يجنح لرعاية مصالح المواطن العراقي وطرحه جملة من المشاريع التي استهدفت تحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية والامنية برؤية جديدة يكون فيها المواطن هو محور الحركة والسعي لتحقيق المكاسب له أي المواطن كونه الهدف الاسمى فتوظيف الحكومة والدولة للموارد بنظرالسيد الحكيم لم يكن مثاليا بفعل امور عديدة منها العشوائية وغياب التشريعات وحضور المصالح الضيقة على حساب مصالح اوسع تشمل جميع ابناء البلد على اساس مشاركتهم وانتمائهم له وهذا ما اراد البعض تصويره على انه انكفاء وابتعاد عن السلطة وتاليب المواطن على الحكومة باستغلال ثغرة هنا وغياب تشريع هناك وهذا كلام غير دقيق فالسيد الحكيم وتياره مارسوا دور المرشد والموجه لبوصلة الاداء الحكومي ودور مؤسسات الدولة العراقية عبر مواقف معلنة ومع طرح الاشكالات والاعتراضات والبرامج المفترض تطبيقها يضعون الحلول والاليات ويعملون ذلك لا بدافع التشفي والانتقام والانتقاص بل بدوافع اخرى هي وضع الاصبع على الجرح لتلافي ما قد يفوت او يتم التغافل عنه انطلاقا من حرصهم على الوطن وعموم المشروع السياسي لانهم معنين به قبل غيرهم بحكم التأسيس للعملية السياسية وهم مع هذا يوضحون موقفهم ويقولون لماذا يجب ان يكون ولا يكون دون ان تحركهم اهداف خفية وصفقات تمررمن تحت الطاولة. وهذا السلوك بعمومه كان موضع ترحيب الشارع العراقي وابناء الوطن بكل توجهاتهم.وحتى مع سيل المبادرات الاخيرة التي اطلقها السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي يمكننا القول انها شكلت مصدرا قلق لعدد غير قليل من حكومات الدول الاقليمية فبعض هذه الحكومات والانظمة ترى انه ومع استمرار طرح المشاريع والمبادرات وتركيزها على الجميع دون استثناء عملا بمبدأ ان ابناء الوطن له وهو لهم ومن يمثلهم ويحمل همومهم ويعبر عن طموحاتهم والامهم ومعاناتهم بصدق وشفافية جدير بالاتباع والوقوف معه والانحياز له خصوصا مع اهمال معظم القوى السياسية لشرائح واسعة وكان جل ما يشغلها هو ادامة الصراع السياسي الذي يرى العراقي انه غير معني به ولا يحل مشاكله وازماته وهذا بطبيعة الحال ان استمر فانه ضرب وتقويض للمشروع الطائفي والتخندق الجهوي الذي تريد ادامته دول بعينها كالسعودية وتركيا ,لذا كانت بعض اسباب توجيه التهم للسيدالحكيم بانه يدعم جهات ذات صبغة شيعية في القطيف ضربة استباقية للحد من نشاطه وتنامي شعبيته الجارفة لئلا تفلت خيوط اللعبة من هولاء فتتغير الموازين وتسحب من ايديهم التبريرات للتدخل في شؤون العراق . وهو ما فهمه اغلب العراقيين جيدا وتنبهوا له مبكرا فكان حجم الرفض الشعبي والسياسي كبيرا حتى فاتنا احصاء عدد البيانات الاستنكارية والتصريحات المنددة بالتطاول على شخصه الكريم على كل المستويات الرسمية والشعبية مما كشف جزءا كبيرا من زيف هذه الانظمة حتى من الذين كانوا يرون انها تدافع عنهم .فالسعودية ادركت انها ارتكبت خطأ كبيرا في مهاجمته بلا مبرر واقعي ولم تجرؤ على اصدار بيان يوضح موقفها الرسمي من مثل هذه التصريحات مع مثل هذا الالتفاف غير المسبوق خلف قيادة سياسية غير حكومية ولكي اكون دقيقا فقد اعادت موجة التنديدات داخل العراق وخارجه بما نشرته عكاظ السعودية للاذهان تلك الصورة المشرقة عندما تناخى العراقيون وهم يدافعون عن المرجعية الدينية الرشيدة مستنكرين اكاذيب واساءات قناة الجزيرة القطرية المأجورة .وكما قلت فان لهذا الموقف وهذا الدفاع ما يبرره ويعززه فشخصية بهذا المستوى والنضج والقدرة على كشف الحقيقة وتوظيف الامكانيات لخدمة الوطن والمواطن تستحق اكثر من ذلك, ناهيك عن التعامل الحكيم للسيد الحكيم فترفعه عن الخوض في هذا الموضوع بشكل شخصي وتجاهله بشكل تام زاد من رصيده فالترفع عن الخوض في التفصيلات الصغيرة والتعامل معه على اساس رد الفعل هو ما ينتظره اولئك المتصيدون في الماء العكر وهو ماكشف بشكل عملي عظمة هذا الرجل الذي نتمنى له التوفيق في اداء واجبه تجاه الوطن واستحقاقاته المقبلة كما نتمنى له الاستمرار على هذا النهج الثابت الرصين, لانه اهل لثقتنا جميعا كما كان دائما .
https://telegram.me/buratha