حيدر عباس النداوي
تباينت ردود الافعال الرسمية والشعبية حول دوافع الاتهامات التي أطلقتها صحيفة عكاظ الرسمية السعودية ضد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم والتي جاءت وفق منظور طائفي تمثل باتهام الزعيم الشيعي بمحاولة امداد الثوار في القطيف بالاسلحة والمتفجرات وفق سيناريو مغاير للواقع والحقيقة وابعد ما يكون عن المهنية والطرح الموضوعي في الاعلام المهني اضافة الى حقيقة توجهات السيد الحكيم التي تتنافى واتهامات الصحيفة السعودية،وان كانت جميع ردود الافعال تصب في اتجاه واحد وهو الرفض المطلق لهذه الاتهامات الكاذبة،الا ان الاختلاف انصب بشكل اساس عن الدوافع التي تقف وراء هذه التخرصات الطائفية المفضوحة.ويمكن استرجاع دوافع الصحيفة السعودية الطائفية الى عوامل داخلية وخارجية،اما العوامل الداخلية فهي حالة الحراك والغليان التي تشهدها المملكة خاصة في المنطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية من احتجاجات تدعوا حكام المملكة الى تحسين الاوضاع الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وضرورة المساواة بين ابناء الشعب السعودي والخروج من نطاق سطوة العائلة المالكة الى التعددية والسير في ركب التعددية والديمقراطية وبالتالي فان من الاهمية بمكان ايجاد عدو خارجي يتم على أساسه اتهام المعارضة بالتبعية له وكان من سوء حظ المملكة ان تختار رجل السلام والاعتدال لهذه المهمة الشائكة والمعقدة،وهذا الاختيار يمثل فشلا كبيرا في مسعى الصحيفة والجهات التي تقف خلفها لان تسويق هذه الفكرة لن يكون امرا مقبولا ومنطقيا لان مواصفات العمالة للخارج وامداد المعارضة بالمال والسلاح امر غير قابل للتصديق وغير متوفر في شخصية السيد الحكيم المعتدلة.ويمكن ان تكون العوامل الخارجية أكثر التصاقا بتفكير الصحيفة الخليجية لانه من المعروف ان للسعودية ودول الخليج مشروع طائفي في العراق تعمل على إقامته وتثبيت أركانه وتبذل الغالي والنفيس من اجله وبالتالي فان اسباب قلق السعودية ودول الخليج يعود الى هذا التناغم والمقبولية لخطاب السيد الحكيم إقليميا وعربياً ودوليا والخشية من تنامي دور سليل المرجعية ورجل المرحلة داخل العراق وخارجة وهذا التنامي يؤشر بروز مشروع سياسي يمكن ان ينهض بالعراق ويجعل منه قوة اقتصادية وسياسية فاعلة في المنطقة ً مع ما يمثله ظهور هذا القطب في العراق باعتبار انه سيكون جاذب لكل مكونات الشعب العراقي بما يملكه من مشروع وطني ناهض يمكنه من خلاله توحيد مكونات الشعب العراقي ويقف بالضد من ولادة المشروع السعودي وهذا المشروع الناهض يقوض مشروع السعودية الطائفي وعليه فان المملكة تحاول الايحاء الى الاخرين بصورة اخرى لا تتطابق مع الصورة الحقيقية لمؤسس المشروع العراقي القادم من خلال الصاق تهمة الارهاب به وهي تهمة جاهزة ومعلبة وصناعة خليجية بامتياز.لم تكن الصحيفة السعودية موفقة في اختيارها للشخص والتوقيت المناسب لتصنع منه عدوا لها وللشعب السعودي الشقيق لان اتهام السيد الحكيم بما ليس فيه تسبب بردة فعل عكسية خاصة وان السيد الحكيم معروف بطرحه الداعي الى اقامة علاقات طيبة مع دول المنطقة وخصوصا دول الجوار والدول العربية حصرا يشهد له بذلك مواقفه وخطابه المعتدل والمتسامح وحزمة العلاقات الطيبة الواقعية مع الجميع،ومثل هذه السقطات لا يمكن ان يقع بها الاعلام المحترف ،لان هذا الاتهام اطاح بمصداقية الصحيفة وزاد من توحد مكونات الشعب العراقي والتفافهم وتعاضدهم مع حكيم العراق وحمايته بالغالي والنفيس وتوضيح اهمية هذا المشروع الوطني لان المستهدف واحد ولان استهداف اليوم اذا لم يوقف عند حده سيتبعه تجاوزات وخروقات تتجاوز كل الحدود والمقدسات.
https://telegram.me/buratha