سعيد البدري
من الغريب جدا ان يصرح شخص ما ينتمي للمؤسسة الدينية السعودية بأرائه وبكل وقاحة متهجما على رئيس دولة خليجية لو لم تكن هناك نية مبيتة لامر ما او لتأجيج الصراع في هذه الدولة وباشارة من اعلى هرم السلطة في السعودية نفسها كون المؤسسة الدينية هناك لاتجرؤ على ان تقول كلمة واحدة لو لم تكن هناك اوامر او غض طرف عن تصريحاتها ومواقفها, فكلنا يعرف بأن أي تعد ولو بمقدار ضئيل على نهج العائلة الحاكمة ستكون عواقبه وخيمة عليها كما حصل مع ابن لادن وبعض المنشقين عن هذه المؤسسة المتعجرفة التي بدءت تحتضر فعلا وتفقد نقاط قوتها وسيطرتها بفعل مجموعة من المتغيرات الدولية والاقليمية وبفعل سلوكها المعادي لكن فكرة متنورة او شخصية منصفة تحاول ايضاح الحقيقة.من هنا كان هجوم الشيخ محمد العريفي على امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ووصفه بالحاكم غير الجامع لشروط الولاية !! ولاندري عن أي شروط يتحدث وفي البحرين والامارات وحتى السعودية والاردن والمغرب وعدد كبير من دول العالم حكام يمارسون السلطة ويتعاملون مع شعوبهم احيانا وفق مصلحة العائلة الحاكمة وضرورات الحكم وهذا قد يكون مقبولا ان كانت دوافعه تحقيق الخير للشعوبهم.وقد تكون الكويت وعائلة الصباح من افضل العوائل واقلها بحثا عن المشاكل واثارة الازمات وهي بعيدة عن الانحياز في مواقفها خصوصا بعد حرب تحرير الكويت لطرف في المنطقة على حساب طرف اخر ولعل هذه العائلة الحاكمة ممثلة بامرائها وقياداتها حريصة على عدم التضييق على شعبها بكل مكوناته وهي من اولى الدول الخليجية التي مارست دورا ايجابيا في التعامل مع الحريات كما انها اول دولة اسست مجلسا نيابيا رغم تعطيل عمله لدورات عديدة لكن تبقى الامور في حدود المعقولات بفعل صغر حجم الدولة وامكانياتها وما يحيط بها من مشاكل.وهذا ما نريد التنويه اليه وبيانه فالكويت دأبت على التأسيس لمرحلة جديدة في تعاملها مع احداث المنطقة وكانت موفقة في الوقوف الى جانب القانون ومنع العابثين من خرقه بداعي ممارسة حرية التعبير او الديمقراطية لانها تعلم ان مجرد فتح الباب امام رجالات السعودية الكويتيين سيدفعهم لتصفية الجميع وكأن الوهابية ونهجها البغيض هي الوصي والقيم على الدولة, وهذا ما ترفضه اطياف واسعة في هذا البلد الذي شهد تلاحق الازمات المفتعلة من قبل هولاء.وبكل تاكيد فأن هناك طامعين بالسلطة من بعض اجنحة عائلة الصباح هم من يقف ويدعم وينظر سرا وعلانية لفتح الباب امام التدخل الخارجي السعودي الوهابي السلفي تحديدا ليضمنوا تبوء مواقع مرموقة على حساب اخرين مقابل دعم هذا النهج واستئصال من يرون انهم خصوم السلفية من اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام الذين يرى العريفي انهم محسوبين على الحكومة والعائلة الحاكمة بل واشد الداعمين لها خلال الفترة الماضية التي كثرت فيها الاصوات النشاز المطالبة بالاطاحة بكل من يقف مع الحكومة حتى وان كانوا من الصباح انفسهم .وهذا غاية التطاول وضرب لكل مقومات الوحدة الوطنية ومشروع انصهار الجميع وتساويهم وفق مبدا المواطنة تحت طائلة القانون وحتى متبنيات الاسلام العظيم . وهنا نورد جزءا من تعليقات وتصريحات العريفي المحرضة على الكراهية والقتل والدمار والتي يقول فيها"ان الحراك الكويتي الحُـرّ الذي اجتمع علماء الكويت على تأييده .. واجتمع الرافضة على إنكاره ! هو حراك سلمي جائز ، وأسلوب شرعي للمطالبة بالحق ".ان من المعيب ان ينظر ابناء الكويت باحترام لمثل هولاء كما لابد من التنبيه وإنذار الشعب الكويتي من تداعيات هذا الخطاب الداعي لاذكاء الفتنة الطائفية التي تسعى المؤسسة الدينية في السعودية الى تصديرها في حرب شاملة على التشيع في كل دول الخليج ..وإذا ما عدنا لرصد ظاهرة تاريخ التيار السلفي منذ بداية القرن العشرين نجد انهم يشنون حملاتهم التي لا هوادة فيها على كل مايمت للتشيع بصلة .. ..فاحذروهم .يا ابناء الكويت احذروهم فهم الفتنة والشر بل انهم أُقنُوم الفتنة والشر وان تمكنوا من غايتهم هذه فسيحولون بلادكم الى ساحة حرب كالتي تشاهدونها اليوم على شاشات الجزيرة والعربية في سوريا وليبيا ولبنان فهم دعاة فتنة لادعاة اصلاح والله من وراء القصد .
https://telegram.me/buratha