سليم الرميثي
حسب التقديرات هذه الميزانية قُدرت على ان سعر البرميل 90 دولار وليس كما هو سعره الحالي وهذا يعني ان الميزانية ستكون اكبر بكثير من الرقم المذكور وماندري وين راح يروح باقي الميزانية وبأي حساب سري ينزل ويذوب كما ذابت اموال العراق سابقا في افواه الحيتان اللي ماتشبع.كيف يكون الجور والظلم وكيف يكون السلب والنهب؟ ..امام هذه الارقام المخيفة من الاموال والثروات الهائلة ورغم كل ذلك يعيش اغلب العراقيين في حالة يرثى لها من الفقر والعوز الذي ينتشر في كل دربونة من درابين المدن العراقية ويمزق الوطنية في قلب كل محروم..اليس هذا هو القتل العمد لروح المواطنة والوطنية؟ كيف نستطيع ان نبني انسان يحب وطنه و كيف نستطيع ان نبني وطنا خالي من الانانية والمحسوبية ومن يتصدون لامر البلاد والعباد هم من يعبد المال الحرام وكيف نستطيع ان نضع حدا للحرامية واللصوص الذين ملؤوا بنوك دول الجوار والعالم بأرصدتهم القارونية وياليتهم يستثمرون هذه الاموال في بلدهم فهم يسرقونها ويبنون فللهم وفنادقهم ومؤسساتهم خارج البلد؟فلنترك العقلاء واصحاب الكفائات والشهادات وحساباتهم لاننا يأسنا منهم ومن حساباتهم ولنخاطب المجانين وبائعي الحطب والصرافين على الارصفة ونسألهم احسبوا كم من الاموال تكفي لاشباع جياع العراق وكم من الاموال تكفي لبناء المدارس والمستشفيات ..والله انهم سيجيبوك بكل سهولة وبراءة نستطيع ان نبني العراق كل العراق بثلاث سنوات من الاخلاص والجد في العمل وبهذه الميزانية الخيالية والتي تحلم بها كثير من دول العالم ..الآن وبعد عشر سنوات من المعانات والحرمان واليأس الذي اصاب العراقيين من جراء صراعات السياسيين الذين تسلطوا على اعناق العراقيين مرة بأسم الدين ومرة بأسم الوطنية واستطاعوا من خلال المكر والخداع ان يتسلقوا على اكتاف المساكين الذين صدقوهم وانتخبوهم .. اصبح الشعب امام خيارات صعبة احلاها أمر من العلقم.واصبح يًمَنّي نفسه ويقول لحكومته الرشيدة والمنتخبة وللاحزاب الحاكمة..ياليتكم تأخذوا مئة مليار من الميزانية واتركوا لنا الباقي اي ان الشعب يحصل على نسبة اقل من عشرين بالمئة من مجموع الميزانية واما مايتبقى فهو يصبح من حصة الاربعين حرامي الذين يحكمون البلاد والعباد وكل ذلك من شدة اليأس والاحباط الذي اصاب هذا الشعب المبتلى.انها والله قسمة ضيزى اي انها جائرة وبعيدة كل البعد عن العدالة الالهية والانسانية ولكن افضل من سرقة كل الميزانية وافضل من ان لايرى منها الشعب شيء..لا في خدمات ولا في بنيوات تحتية ..سمعنا هذا الرقم من الذين يجيدون حساب المليارات والترليونات وعدها بشكل دقيق وسيحسبونها بشكل أدق عندما تأتي لحظة التوزيع على الكتل الحزبية التي مسخت من كل خير وما على الشعب الاّ ان يسمع بالارقام فقط ولكن ليس له الحق ان يرى خيراته وليس له الحق ان يتمتع بثرواته وليس له الحق ان يحاسب سراّق قوته..نعم نحن في بلد لاتشبع فيه الاّ عندما تكون في السلطة وعلى رأس السراق ..نحن في بلد سلطته لاتحترم الاّ من يشهر السيف بوجهها ..سلطة ادارت ظهرها لكل من ينشد السلام ويطالب بحقوق المواطنة.. وركعت بل وسجدت لكل السفاحين وسافكي دماء العراقيين بل وتلهث ورائهم في البلدان لاقناعهم بالعودة و بنعمٍ هم لايستحقوها بل وشكلت وزارة لهذا الغرض تحتضن عودة قرود البعث وخنازير القاعدة باسم المصالحة وربما تكون هذه الوزارة من انشط الوزارات منذ سقوط النظام ولحد الان صرفت مليارات الدولارات من ميزانية البلد وحرمت الفقراء والمساكين من ابسط حقوق العيش الكريم لغرض ارضاء حثالات صدام وزبانيته والمفارقة العجيبة والغريبة ان هناك من شرده النظام العفلقي منذ عشرات السنين وهم ثلة من الخيرين والمناضلين الذين قارعوا ورفضوا ظلم صدام وهم الان يتمنوا العودة الى بلدهم ولكن نرى الدولة تغض الطرف عنهم وعن كفائاتهم وتلهث خلف كلاب البعث المسعورة اينما كانوا وتقدم لهم مايشتهون ومايطلبون وتمنحهم كل الحقوق التي لايستحقونها اصلا اي ان الحكومة اسست وزارة للمصالحة مع البعثيين ووزارة مناطحة مع ضحايا البعث الصدامي.نقولها وبمرارة نحن نعيش الآن في دولة اللامعقول وفي دولة اغلب قادتها هم من المعطلين لاي تقدم ولاي بناء ولايجيدون الاّ سياسة الندية والعدوانية لبعضهم البعض وجعلوا من الشعب وثرواته فريسة لاطماعهم وجشعهم واستهتارهم بكل القيم.. استطاعوا ان يبنوا قصورهم وفللهم ومزارعهم في ازمان قياسية.وتركوا ابناء هذا الشعب يكابدون العيش في اصعب الظروف..نحن في دولة برلمانها مشلول بقوانين هم كتبوها ولايريدوا الخروج منها وتصحيحها ..يتباكون على الشراكة في الوطن وهم اول من باع الوطن وشعبه بابخس الاثمان لاجندات رخيصة ومريضة..لك الله ياشعب العراق..
https://telegram.me/buratha