ج1
عزيزى القارىء لم نلتقى فى ساحة الحكاية منذ مقالى " شيعة محمد وعلى "، وربما جرى فى النهر مياة فما حدث فى حادثة قناة " الحافظ" التى حدثت مساء يوم 3/10، ثم تقديمنا لبلاغ للنائب العام، وما بين البلاغ والنائب العام .. سقطت هيبة الدولة ، الدولة التى سمحت أن يتحول الاعلام فيها إلى أفخاخ طائفية كانت لابد أن تسلك مثل هذا السلوك مع ممثل الادعاء العام الذى هو مسئول عن التحقيق فى الوقائع التى تحفظ الوطن من الانفلات والضياع .
وايضا جرى أن الأزهر ولاول مرة فى تاريخه يتحول للاعب رئيس فى معركة المذهبية والطائفية، فيستضيف مؤتمرا لعدة أيام ووصلات من "الردح المستمر"، فأين الأزهر فضيلة الإمام الطيب ... وأين الأزهر فضيلة مفتى الجمهورية؟
فمفتى الجمهورية فضيلة العالم الجليل على جمعة الذى نحفظ له كل ود وخير وتقدير ومحبه، تناسى أنه ممثلا لمؤسسة يرتضيها القاصى والدانى حكما وراح يمسح كل التاريخ والجغرافيا المنحوتة فى قلوب اهل المعمورة ليخرج ويقول " أحذر من التبشير الشيعى ونشر التشيع"، ولا أفهم يا فضيلة المفتى وأظن أن كثيرا من العقلاء لا يفهمون ما معنى " التبشير" و" النشر"، وهل تتعاملون مع أقنان وعبيد صكة عقولهم وسكرة عن الفهم والدرس والجدل والنقاش، وعليهم أن يقولوا لكم " سمعنا واطعنا".
فإذا كان " التشيع" لمحمد وآل بيته مذهبا إسلاميا شرعيا فما الغضاضة أن يصبح المسلمين سنة وشيعة وإباضية إخوانا متحابون، فهل التنوع المذهبى يتطلب حربا مذهبية وطائفية بحكم " أن الشىىء لزوم الشىء"، حدثنى بالله عليك !!!
أيها الافاضل الشيوخ والعلماء ابناء الأزهر الشريف ... بالله عليكم هل التشيع وحب محمد وآله خروجا عن شرع الله؟ وحدثونى بالله عليكم هل جزء من عقيدة التشيع السباب ؟
افتو يرحمكم الله هل أنتم على قناعة أن الشيعة يقولون بتحريف الكتاب المبين والقرآن الكريم ؟
فإذا كانت الإجابة: بنعم، فلما لا تفتون فتوى واضحة صريحة بكفر الشيعة وأهلها، ووجب عليك أن يزيلوا فتواكم بكفر من تولى الشيعة من أهل السنة لقول الله تعالى ( ومن يتوله منكم فإنه منهم)، ويجب أن يحدد بالاسم كل من "تولى " الشيعة وأحبهم عن قناعة أو خداع، وهم التالى اسمائهم حصرا :
- فضيلة الشيخ / سليم البشرى
- فضيلة الشيخ / عبد المجيد سليم
فضيلة الشيخ / محمود شلتوت
فضيلة الشيخ / عبد المتعال الصعيد
فضيلة الشيخ / محمد أبو زهرة
فضيلة الشيخ / محمد محمد مدنى
فضيلة الشيخ / محمد الغزالى
فضيلة الشيخ / حسن البنا
فضيلة الشيخ/ محمد متولى الشعراوى
فضيلة الشيخ / جاد الحق على جاد الحق
فضيلة الشيخ / أنور الجندى
وهؤلاء جميعا عرف عنهم أنهم تولوا الشيعة وتراضوا عنهم وتعاونوا معهم وماتوا وهم على ذلك ... فنرجوا الفتوى . فهل تعبرون تلك الاسماء والقامات علماء من علماء الأزهر أم أنهم – حاشاهم – صبية سفهاء تم التلاعب بهم، أم إنهم من نظر البعض عملاء للشيعة وتم رشوتهم بالمال أو بالمتعة حتى يقولوا ما قالوا ويفعلوا ما فعلوا .... أم إنهم فوق هذا وذاك هم أئمتنا وعلمائنا وأفاضلنا وأهل الرأى فينا ويجب إتباع منهجهم والاقتداء بسلوكهم فى التقارب والتفاهم والتحاور.. فمن يجرؤ على الكلام ؟؟
وللحديث بقية
ج/2
ـــــــــــ
من يجرؤ على الكلام 2/2..... بقلم / محمود جابر
يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم " المؤمن كيس فطن" ....
وفى المقابل تقول جماعة الوهابية :" المؤمن كيس قطن "....
نقول هذا الكلام بمناسبة دخول الاحتلال الوهابى مرحلة الاستيلاء على الأزهر الشريف، والبدء فى هدم رموزه وعلمائه، وهذا يحدث الآن فى الازهر الشريف، فقد تحول رئيس تحرير مجلس الأزهر إلى قائد أعلى لعملية الغزو الوهابى وبدأ فى تنفي خطط هدم رموز الأزهر، أقول هذا الكلام على مسئوليتى وعلى استعداد للمثول أمام أى جهة تحقيق وفى أى مستوى ...
ونعود لنسأل السؤال الذى سبق أن قلناه : من يجرؤ على الكلام؟
هل علماء الأزهر الأفذاذ كانوا " فطنين" أم " قطونيل"؟؟؟
فحين خرج سعد الغامدى فى 16/6/2010 مهاجما الأزهر الشريف على فتواه فى جواز " التعبد على المذهب الجعفرى" التى اصدرها الأزهر الشريف بخاتم فضيلة الإمام الاكبر محمود شلتوت، رد عليه فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بقوله : " ان السنة والشيعة هما جناحا الامة الاسلامية، وانه عبر أربعة عشر قرنا هي عمر الاسلام لم يحدث ان اقتتل السنة والشيعة، لافتا الى ان ما يحدث بينهما الآن هو محاولة للنيل من المسلمين عبر سلاح التقاتل المذهبي.
واكد شيخ الازهر" ان التقريب بين المذاهب الاسلامية احد اهم اهتمامات الازهر الشريف خلال الفترة المقبلة. مشيرا الى" ان الاختلاف بين السنة والشيعة في الفروع فقط وليس في الاسس والثوابت التي يقوم عليها الدين.
وقال د. احمد الطيب" ان الازهر لا يفرق بين سني وشيعي طالما ان الجميع يقر بالشهادتين فذلك يأتي ضمن منهج الازهر الشريف في نشر مفاهيم الاعتدال الفكري والعقائدي.
ورحب شيخ الازهر د. احمد الطيب بالطلاب الشيعة من ايران ومن انحاء العالم المختلفة للدراسة في الازهر منوها الى" وجود توافق مع عدد كبير من العلماء الشيعة داخل ايران فيما يخص مسألة عدم التبشير للمذهب الشيعي في اوساط السنة او العكس.
وأكد د. احمد الطيب" أن الأزهر يسير ويتمسك بدعوة التقريب بين السنة والشيعة التي قادها شيخ الازهر الراحل محمود شلتوت مع المرجع الشيعي تقي الدين القمي عندما أسَسا دار التقريب بين المذاهب الاسلامية.
فهذا كلام فضيلته، أما رئيس تحرير مجلة الأزهر الذى نصب نفسه حامى حمى الأزهر وراح يدعى أن " المؤمن ليس كيس فطن، ولكنه كيس قطن، واعتبر أن ما تم على يد فضيلة الامام محمود شلتوت نوع من الخداع، وهنا نعرض جزء من السيرة الذاتية لشلتوت حتى نعرف هل مثل شلتوت يمكن خداعه ؟
نال فضيلة الشيخ شلتوت عضوية " جماعة كبار العلماء" عام 1941م بالإجماع إثر تقديم رسالته عن "المسئولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية"، وفي عام 1946م عُين عضواً في مجمع اللغة العربية، وانتدبته جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) لتدريس فقه القرآن والسنة لطلبة دبلومة الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق، وفي سنة 1950م عُين مراقباً عاماً للبحوث والثقافة الإسلامية بالأزهر، ثم عُين مستشاراً للمؤتمر الإسلامي، وعضواً في اللجنة العليا للعلاقات الثقافية الخارجية ووكيلاً للأزهر عام 1957م، وفي العام التالي اختيراً شيخاً للأزهر وبقي بالمشيخة حتى استقال منها في أغسطس 1963م إثر خلاف مع الوزير المختص بشئون الأزهر، وفي نهاية العام نفسه لقي ربه.
كانت قضية إصلاح الأزهر من القضايا التي حملها الشيخ شلتوت على عاتقه طيلة حياته الوظيفية، وقد تعرض للفصل من عمله بسببها في فترة الإمامة الأولى للشيخ المراغي، كما ذكرنا، وفي عام 1941م بعد اختياره عضواً في جماعة كبار العلماء تقدم بمشروع لتطوير تلك الهيئة، لمواكبة احتياجات العصر، ورغم الترحيب بالمشروع، فإنه لم يخرج للنور كما أراده صاحبه، واقتصر تنفيذه على بعض التفاصيل الشكلية، وهو ما جعله يعيد تنفيذه حين تولى مشيخة الأزهر، ليخرج "مجمع البحوث العلمية" للنور.
من الإنجازات التي تحسب للشيخ شلتوت، إدخال اللغات الأوربية في مناهج التعليم بالأزهر وجعلها مادة أساسية وذلك عام 1958م، وإدخال "الفقه المقارن بين المذاهب الإسلامية" في مناهج الأزهر في نهاية عام 1959م، وقد كان الشيخ شلتوت من أول الداعين لذلك، وقد التزم بذلك في فترة تدريسه في كلية الشريعة، وأصدر كتاباً في هذا المجال.
وفي عام 1961م، وبجهد كبير من الشيخ شلتوت، صدر قانون إصلاح الأزهر، الذي أضاف التخصصات العلمية (الطب، والهندسة، والإدارة، والزراعة) لكليات الأزهر، وسمح للفتيات بالدراسة في الأزهر لأول مرة في تاريخه، وأنشأ "مجمع البحوث الإسلامية"، كأول مجمع فقهي يضم كل المذاهب الإسلامية في التاريخ الإسلامي.
أما عن جهود الشيخ في التقريب بين السنة والشيعة، كمدخل لعودة الوحدة الإسلامية، فقد حرص على إدخال الفقه المقارن في مناهج الأزهر، وهو ما يعني دراسة المذهب الفقهي للأمامية الاثنا عشرية، وكان في تدريسه للفقه المقارن حريصاً على إيراد آراء المذهب الشيعي، ولا يتردد في ترجيحها إن كان دليلها أقوى، كما شارك مع مجموعة من كبار علماء الشيعة والسنة في مصر وإيران بتأسيس دار للتقريب بين المذاهب الإسلامية بالقاهرة عام 1948م، وكان من الكتاب الدائمين بمجلة "رسالة الإسلام" التي بدأت الدار في إصدارها منذ عام 1949م، وسعى لإعداد مؤلف يتضمن الأحاديث النبوية الصحيحة المشتركة بين السنة والشيعة، وظل حتى وفاته عضواً بارزاً في أنشطة دار التقريب وبرامجها.
بيد أن الجهد الأكبر والأشهر للشيخ شلتوت في هذه القضية، هو فتواه الشهيرة بجواز التعبد بمذهب الإمامية الاثنا عشرية كسائر مذاهب أهل السنة، فقد كان ـ رحمه الله ـ يؤمن بأن الخلاف بين السنة والشيعة خلاف في الفروع الفقهية لا في الأصول العقدية، وبأنه خلاف سياسي في أصله وفي حقيقته، لذا فمن الجائز للمسلم أن يتبع في العبادات والمعاملات أياً من مذاهب أهل السنة الأربعة المشهورة، أو المذهب الإمامي، فكلها لها مناهجها وأدلتها العلمية الملتزمة بالأصول العلمية. وقد تسببت هذه الفتوى في توجيه النقد والاتهامات للشيخ في عقيدته ممن يرون الإمامية خارجين عن المنهج الشرعي في الاعتقاد والاستنباط الفقهي، بينما رحب بها المؤمنون بضرورة التقريب بين السنة والشيعة واعتبروها خطوة شديدة الأهمية في هذا السبيل!!
وفي كل الأحوال لا تزال الفتوى لليوم من أهم الفتاوى وأبرزها في قضية التقريب، ولا يزال الشيخ شلتوت من أهم علماء أهل السنة الذين خدموا تلك القضية وأخلصوا لها.
وفى النهاية نعيد السؤال مجددا: من يوقف عبث رئيس تحرير مجلة الأزهر بتاريخ الأزهر ؟ ومن يجرؤ على الكلام ؟ ؟
1/5/1027ـ تح: علي عبد سلمان
https://telegram.me/buratha