قصة حل المعظلات السياسية الراهنة أصبحت كقصة النمل وبيدر القمح، لا نهاية لها في ظل حوارات أقل ما يقال أنها حوار الطرشان، لا من يسمع ولا من هو مستعد أن يسمع، وليس هناك من يقبل بالتنازل وتقديم التضحية من أجل مصلحة العراق والعراقيين.
وهكذا بات واضحا أن السياسة في العراق فن الخداع في ميدان العقول الضعيفة، والساسة يخادعون ويراوغون ويدعون ما ليسوا فيه، مقدمين أنفسهم على أنهم أبرياء من دم هذا الوطن، فيما هم ينحرونه يوميا، وفي كل حين، ويمعنون في تخريبه وتدميره سياسيا وأمنيا واقتصاديا.
لقد يئس العراقيون من الحديث عن الأزمة السياسية والعقبات التي تعترض حلها، والحجج والتبريرات غير المقنعة التي ترافق عملية التأخير، صارت لا تجد سوقا لديهم،. ففي الوقت الذي يعاني فيه المواطن ما يعاني من ضيق في العيش وانعدام في فرص العمل، وتراجع خطير في ملف الأمن، وفقدان في الاستقرار، نجد أن السياسيين في سعة من أمرهم، والمعنيين في الحكومة الذين يفترض أن يكون دأبهم ملاحقة شؤون الناس وحل المشاكل الاقتصادية والمعيشية والإنمائية قد راقهم الاستمرار في الدائرة المقفلة، مما يعني أن لا تنازل من أحد، ولا نية لدى أحد بأن تكون مصلحة المواطن والوطن متقدمة على المصالح الشخصية والحزبية والطائفية والفئوية .
ولأننا معاشر حملة الأقلام ممثلين لقطاع واسع من الرأي العام ، هو قطاع المحرومين والمستضعفين؛ فاننا نطلق تحذيرا شعبيا ننبه ونحذر فيه المعنيين من الساسة الكبار، بأن المماطلة والتسويف والمرواغة والدوران في الحلقة المفرغة، وعدم التوصل سريعا إلى حل جذري لسلسلة المطالب والمطالب المضادة قد يدفع بالبلد إلى متاهات، تطال بخطورتها كل المؤسسات وتلغي مفهوم قيام الدولة، الذي ينبغي أن يكون محور التلاقي بين مختلف الفرقاء، ومنطلقا لأي ممارسة سياسية من شأنها إنقاذ البلد، وإعادة بناء مؤسساته على النحو الذي يتحسس فيه الناس بأنهم يعيشون في ظل دولة، لا تحت رعاية ووصاية زعامات امتهنت سياسة الارتهان والتسلق على أكتاف الناس لتحقيق أهدافها الخاصة...
واذا عجزت الكتل السياسية عن حل المشكلة الراهنة، فليس امامنا الا ان نستورد ملكا جديدا للعراق كما استوردنا الملك فيصل الاول اوائل القرن الماضي من الحجاز ، ليحل المشكلة العراقية المزمنة!!
كلام قبل السلام: أليس من السخف أن توضع بلاد كاملة بحجم العراق مجدا وتاريخا ومستقبلا بين أسنان الرجال الذين وطأوا رقابنا بأرادتنا في لحظة الخطأ البنفسجي، فتشكلت منهم دولتنا الغبراء بسلطاتها الثلاث حاليا؟!...
سلام...
24/5/1027
https://telegram.me/buratha