بقلم |مجاهد منعثر منشد
قال بولص سلامه :لا تَـقُـل شيـعـةٌ هُـواةُ علـيٍّ .... إنّ فـي كـلِّ مُنـصِـفٍ شيعيّـاهو فَخْرُ التاريخ.. لا فَخْرُ شَعـبٍ ... يَـدَّعيـهِ ويَـصـطفيـهِ وَلـيّـايـا عليَّ العصـورِ هـذا بيانـي..... صِغْتُ فيه وَحـيَ الإمـام جَليّـايـا أميـرَ البيـانِ هـذا وفائـي ... أحـمَـدُ اللهَ أن خُلِقـتُ وَفِـيّـايا أميـرَ الإسلامِ حَسْبـيَ فَخْـراً.... أَنّنـي منـك مالـئٌ أصغَـرَيّـاجَلْجَل الحقُّ في المسيحيِّ حتّـى .....عُـدَّ مِـن فَـرْطِ حُـبِّـهِ عَلَويّـايا سماءُ آشهدي.. ويا أرضُ قُرّي... وآخشَعـي أنّنـي ذكـرتُُ عليّـا.هكذا حال لسان شاعر مسيحي ,فما هو حال المسلم ؟أن مناسبة بيعة وعيد الغدير من المناسبات العالمية ,فكل المسلمين يوالون أمير المؤمنين علياً شرعا سواء في ذلك من يواليه بما هو خليفة الرسول بلافصل ومن يراه رابع الخلفاء، فلن تجد في المسلمين من ينصب له العداء، إلا شذاذ من الخوارج مرقوا عن الدين الحنيف.وأيضا تدخل في هذه الذكرى بعض الاديان السماوية لتعبر عن مشاعرها تجاه شخصية أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام).وهذا التعبير لم يأتي جزافا أو من فراغ ,بل لان شخصية الامام علي (عليه السلام) تميزت بصفات العدالة و الانسانية وتجسدت تلك الصفات بشكل واقعي في المجتمع ,وبدون تميزأو فرق بين الجنس البشري ,فمهما كان دين أو معتقد أو لون الانسان , في نظر الامام علي (عليه السلام) يعامل بالانسانية والعدالة .ويأتي تعبير الديانات السماوية في هذه المناسبة من جانب أخر ,الا وهو الاعتراف بوصي النبي (صلى الله عليه واله وسلم ),وهذا الاقراريستند لوجود سوابق ووصايا في التاريخ والكتب السماوية.. أي إن الأنبياء ينصّون على وصي لأنفسهم وصيّ آدم كان "هبة اللّه"، وهو "شيث" بالعبرانية. وأنّ وصيّ إبراهيم كان "إسماعيل" (عليه السلام). وأنّ وصيّ يعقوب كان "يوسف" (عليه السلام). وأنّ وصيّ موسى كان "يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف" (عليه السلام)، و خرجت عليه صفوراً زوجة موسى (عليه السلام). وأنّ وصيّ عيسى كان "شمعون" (عليه السلام).وهذا الموجز المختصر يرشدنا الى أهمية هذه المناسبة الكبرى ,فلاتكمن في أنها مناسبة تقتصر على الدين الاسلامي فحسب ,بل أنها مناسبة وتراث في تاريخ الاديان السماوية جمعاء .ومن هذا المنطلق ولعظمة تلك المناسبة أخذت الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة على عاتقها التحضير لهذا المهرجان الخالد الذي يليق بحجم ومستوى هذا التراث السماوي العالمي.وقد قامت بأستعدادت مبكرة ودقيقة لأقامة مهرجان الغدير العالمي الاول ,ومنذ أشهر تستعد لاكمال المهرجان على أحسن وجه.وقد أجاد الاخوة الأساتذةالأفاضل في اللجنة التحضيرية لأرسال الدعوات الرسمية الى شخصيات لامعه من مفكرين وباحثين كان لهم جهد ودور كبير في الكتابة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كالاستاذ الكاتب اللبناني الشهير جورج جرداق.وقد تم توجية دعوة من قبل اللجنة التحضيرية للمساهمة ومشاركة الباحثين الراغبين بتقديم مشاركاتهم (بحوث) لهذا المهرجان المبارك ,أذ كانت الدعوة عامة مع وضع فترة كافية لتقديم البحوث .وهذه الدعوة بحد ذاتها فكرة وعمل مميز, لفسح المجال أمام الباحثين الذين لم تتاح لهم فرصة المشاركة في مهرجانات أخرى.ويتضح من خلال موقع المهرجان بأن اللجنة التحضيرية تمتلك مهارات أدارية وفنية واسعة ومهنية ,فالدقة والاعداد لكل امر متعلق بالمهرجان نجده قد تم حسابه بشكل ملفت للنظر ,وهذا يدل على أن هؤلاء الاساتذة قد وضعوا دراسة عميقة مع الاستفادة من تجارب المهرجانات السابقة ,فعلى سبيل المثال دعوة الضيوف من خارج العراق !لم تكتفي اللجنة التحضيرية بزيارة المدعوين رسميا ,بل وضعت اعلان قبل انطلاق المهرجان بشهر تقريبا لارسال متعلقات السفر حيث فتحت في موقع المهرجان ثلاثة وسائل للاتصال ,والتي هي :1. ايميلات لارسال الرسائل2. هواتف .3. اتصال عن طريق الموقع للاستفسارات .وبالنسبة للبحوث ,فقد أعلنت باستلام ووصول البحوث التي وصلتهم أثناء الفترة المقررة .وكانت الطريقة في تسليم واستلام البحوث , عندما يرسل الباحث مشاركته ,يتم تبليغه واعلامه عن الاستلام بنفس اليوم .وكل ذلك يشير بشكل واضح الى المهنية المميزة والرائعة التي تؤديها اللجنة التحضيرية بهذا الشأن .وبراينا الفاصر نعتقد أن هذا المهرجان الذي يجمع الباحثين والمفكرين على مناسبة الغدير من أجل دراسة فكر الامام علي (عليه السلام) ,ماهو الا فرصة كبيرة لمعرفة أعظم شخصية بشرية بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ,فلانظير لعلي من المخلوقات الا النبي (صلوات الله وسلامه عليه واله ).ولقد سمعنا ,ونقرأ ,ونطلع على السلام ,والوحدة والاجتماع ,ومعاملة الانسان بالانسانية ,والعدالة ,لكننا لم نجدها الا عند وفي علي بن ابي طالب (عليه السلام) .فاجواء هذا المهرجان ستجعلنا نعاصر مانقرأ,وما سمعنا وطلعنا عليه ,سنجد الانسانية بعينها ,والعدالة باصلها وأصولها ,وشرطها وشروطها ,تلك وذاك هوعلي بن ابي طالب (عليه السلام) .وأختم القول بأن هذا المهرجان ومنذ البداية بأذن الله سبحانه سيكتب له صفحات تاريخية مشرقة مكلله بالنجاح الباهر أن شاء الله تعالى .
https://telegram.me/buratha