سليم الرميثي
لا ادري لماذا بعض الاحيان الانسان عندما يقرأ خبرا او موضوع ما تمر عليه بعض الكلمات واذا يقراها خطأ ويتغير كل معنى المقال او الخبر لديه وهذا ماحدث معي عند قرائتي لخبر يتعلق بمؤتمر لقادة الجيوش العربية والذي يحاول الساسة العراقيون عقده في بغداد وهم الظاهر بدأوا الاستعداد للتوسل وتهيئة الاجواء لمثل هكذا مؤتمر ليس منه اي فائدة لاعسكرية ولا سياسية..المهم انا في البداية عندما قراته كانت قرائتي له هكذا واقسم لم اكن متعمدا( عقد مؤتمر لقادة الجحوش العربية في بغداد) وبعدها مباشرة اضطررت لاعادة القراءة وتصحيح الموقف وطلب الاعتذار من قادة لم أعرفهم الاّ بأخذ الصور مع حكامهم ولم نسمع عن عبقريتهم الاّ عندما يدعون الى الولائم والمؤتمرات وحفلات اعياد ميلاد الملوك والسلاطين..عندها راجعت نفسي ووجدت ان قرائتي الخاطئة ماهي الاّ القراءة الصحيحة والواقعية لما يسمى بقادة الجيوش العربية..هذه القراءة قادتني بها ذاكرتي الى ايام الحرب الصدامية على الجمهورية الاسلامية وفي يوم من الايام كنت جالسا في احد المقاهي الشعبية في حي الجمهورية في مدينة البصرة الجميلة وجلس الى جنبي على نفس التخت شابا لا اعرفه ولكني سمعت من بعض اصدقائي في المنطقة انه تعرض للاعتقال من قبل رجال امن صدام وبعدها أُصيب بحالة مرضية نفسية واصبح (شبه مجنون) كما يقولون وهذا ليس غريبا وحدث مع الكثير من الشباب المثقف في عهد حكم ابناء العوجة..المهم حاولت ان اتحدث معه لاسمع منه وربما كان فضول مني ولكني والله كنت متعاطفا جدا معه وحاولت ان اساعده بما استطيع في وقتها لان منظره وملابسه كانت رثة للغاية وعندما شاهدت منه عدم الاهتمام بي وبما اقول..قررت ان اجلب له غداء من مطعم هو بجانب المقهى وجلبت له وقتها نفر كباب وعندها نظر لي بنظرات رضا وقبول هكذا كان شعوري عنها استغليت الفرصة لاحصل منه على كلمة ولو بسيطة حتى استطيع معرفة القليل عما بداخل هذا الشاب..تكلمت معه عن الوضع العام وحاولت ان امتدح البعثيين في ذلك الوقت امامه وقلت له( ان الحزب والحكومة سيطورون البلد وسيجعلونه كاليابان) عندها التفت لي وقال جملة واحدة ووالله لحد الان هي لم تفارقني والجملة هي( الجحوش لاتولد الاّ جحوش) وبعد هذه الجملة انتفض ونهض وتركني.. عندها فهمت ان هذا الشاب ليس مجنونا بل هو حكيما لكنه كان يخفي نفسه ربما خوفا من بطش الطغاة والمنافقين ولااعرف لماذا تذكرت هذه القصة عندما قرأت الخبر خطأَ وكيف ارتبط بقصة الامس مع هذا الشاب البصرواي الذي لم اعرف حتى اسمه ولكنه كان من سكنة حي الجمهورية في مدينة البصرة الحبيبة.ومن تلك القصة نفهم ان لاخير في البعث والبعثيين فهم الشر كله وهذا ماأثبتته الوقائع وتاريخها.وكذلك ثبت لنا ان الاعراب ليس فيهم قادة حقيقيون ولايملكوا جيوشا حقيقية تدافع عن الاوطان بل عندهم جحوشا راكعة امام الظلم والطغيان..
https://telegram.me/buratha