المقالات

هل نستطيع العيش بلا عصا..!.....بقلم: قاسم العجرش *كاتب وإعلامي

678 20:59:00 2012-10-30

 

ثمة نقاط سبقتنا شعوب كثيرة أليها ويتعين الوقوف عندها وتبين جدواها في صناعة مستقبلنا؛ أول هذه النقاط أن الدولة الحديثة يحكمها الــنـظــام ولـيس الأفراد، وأن قيادة الأمة تحتاج الى أدوات كثيرة، من بينها المسؤولية التي تحمل عصا!...لكن عصا المسؤولية لا يمكن أن تتحول الى عصى مستبد، بل هي عصا تصون الحرية بمعناها الأوسع لا بمعناها المخصص، وثالثها هي هل أننا مجتمع متحضر؟ ..فإذا كنا كذلك؛ فإن المجتمع المتحضر لا يحتاج فيه المواطنين الى أن ينظمهم أحد في كثير من المواقف بالعِــصيّ، وهكذا دخلنا في متاهة العصي!...مرة نريد عصا تصون الحرية، ونريدها أن "تعمل" الى حد لا تتحول فيه الى عصا  مستبد، ومرة نقول نحن شعب متحضر لا يحتاج في المواقف أن ينظم بالعصي..!

هذا الطرح الذي كما قلت يشبه اللغز هو ليس كذلك لمن يتمعن فيه..، فعصى المسؤولية كما يتخيلها الكثيرين يجب أن تكون غليظة، وهو تخيل يتضمن كثيراً من الإهانة للمواطن، وهنا مكمن الخطأ.! فالعيش في بلادنا ليس كما هو في المدينة الفاضلة، حيث يعرف كل مواطن ما له وما عليه، وحيث تترك فيه البيوت مفتوحة ليل نهار، وحيث السيارات أمام البيوت مفتوحة أيضاً لا تحتاج لحراسة.

العيش في بلادنا كما هو في غيره من البلاد، ولا توجد البتة بلاد ليست فيها شبكات إجرام تلعب بالأمن، بل زد أن بلادنا لها وضع خاص فيما يتعلق بالأمن والفساد السياسي والإداري، وحيث وجدنا أنفسنا في وضع سياسي غاب فيه الوضوح الى حد كبير، وأسدلت ستائر سميكة على أفعال الساسة فغابت الشفافية بشكل يكاد يكون مطلق..والسبب غياب العصا الغليظة، إنها العصا الغليظة التي يحتاج إليها كبار المسؤولين فضلا عن صـغـارهم. لا ليستعملوها بل لتستعمل معهم..!

فالمسؤول الغير الأمين سيكون بالتأكيد مفتقرا إلى وعي المواطنة والشعور السليم بالمسؤولية، تجاه ما مناط به من مسؤولية عندما تغيب العصا.

ولذا تسمع من هذا المواطن أو ذاك أن الأمن كان أكثر إستقرارا قبل 2003 عنه الآن بكثير، وتسمعها أيضا من مثقفين، بل أن كتابا وصحفيين يتداولونها في كتاباتهم، والحق أن الإرث الثقيل الذي نتحمله هو: أن الحرية (التي تنبثق عنها المسؤولية) لم تكـن يومـاً عــنصراً حاضراً في ثقافتنا،  بل كانت ولا تزال هناك العصا الـغـلـيظة بكل أشكالها هي الحاضرة. لوكانت الحرية منذ البداية تشكل العنصر المركزي في تربيتنا، ما تخوفنا اليوم من غياب الإســتـبـداد، الذي لا نرى في غيره الأمـن والأمـان و به نحتمي. إذ تم ربط الأمـن بالإستبداد حيث لا يمكن فصل الواحد عن الآخــر.

كلام قبل السلام: إلى أي مدى يُـعـد هذا التصور صحــيّـاً ومعقـــولاً؟ ذا هو السؤال الذي لا يستطيع أحد الأجابة عليه، مالم نربي مجتمعنا على العيش بلا عصا، وتلك هي المعظلة...

 سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2012-10-30
السلام عليكم للاسف الشديد وما يحز في القلب ما يحدث في بلد كالعراق صاحب الحضارة وبلد الخيرات وبلد الاديان وبلد الثقافات من كل من يستلم السلطة يتسلط على الاخرين ويدعي انه الاوحد وانه من يقود العراق الى البناء والامان والاحترام للذات العراقية والانسانية وبدونه لا يعيش العراقيون ولا يقاد العراق ويجب مسخ وقتل وانهاء السابق بالاضافة الى التمسك بالسلطة والكرسي و هو الفاهم العالم وانه الخالد الاوحد وان حاشيته هم من يستحقون التكريم والعيش الرغيد وغيره لا فهما ولا علما ولا يستحق الحياة الى متى؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك