حيدر عباس النداوي
تعتبر وزارة الكهرباء من اكثر الوزارات العراقية الرائدة واسرعها في الدخول الى موسوعة غينس للارقام القياسية في الكذب والغش والتزير والفساد بتخصص متفرد لم يدخله اي شخص او مؤسسة او وزارة قبلها وبهذا الاسلوب ومًثل ارتباطا روحيا بين الموسوعة ووزارة الكهرباء لا يمكن الوصول اليه خاصة في اطلاق الوعود والضحك على الذقون وعقد الصفقات الوهمية وهروب الوزراء بالموازنة دون قيد او شرط.وما ان يذكر اسم وزارة الكهرباء الا ويقرن هذا الاسم لدى جميع العراقيين بالفساد والكذب ونكث الوعود على خلفية التصريحات اليومية التي تطلقها الوزارة ومسؤولي الطاقة عن توفير الكمية الكافية من الكهرباء والتي ستجعل ايام العراق نورا على نور،الا ان هذه التصريحات لم تصمد ليوم واحد امام الحقيقة الازلية بفشل المنظومة الكهربائية. ولا يمكن اعادة الثقة المفقودة بيسر وسهولة لان الوزارة انفقت عشرات المليارات من الدولارات على مدار السنوات التي اعقبت سقوط نظام صدام في عام 2003 واطلقت عشرات الوعود عن تحسن الكهرباء في كل موسم صيف لكن ما ان يتم تشغيل المراوح والمبردات حتى تتعرى كل الوعود امام الحقيقة الناصعة التي تطلقها حرارة الصيف الجهنمية.وقد تكون افضل الاوقات لدى مسؤولي وزارة الكهرباء لاطلاق الوعود وتصديقها وذر الرماد في العيون والدخول في المجادلات والمناظرات واجراء اللقاءات والحوارات هو نهاية وبداية فصل الصيف لان هذا الاوقات تكون عامل مساعد لوزارة الكهرباء في الذهاب الى ابعد نقطة في الكذب والغش لان المنظومة الوطنية للكهرباء ستكون في افضل حالاتها التحملية بسبب عدم وجود طلب كبير عليها فلا تدفئة ولا تبريد ولكن ما ان ترتفع حرارة الشمس حتى تزداد ساعات القطع وينقطع حبل الكذب وتظهر الشمس على الحرامي كما يقولون.وكان اخر ما اعلنته وزارة الكهرباء في احدث تصريحات كاذبة وغير صحيحة لها هو اعلانها عن تزويد بغداد بطاقة كهربائية لمدة(23) ساعة والحقيقة ان هذا الكلام غير صحيح ولا يصمد امام الواقع الذي يقول ان القطع مستمر لساعات وساعات وان هذا الرقم غير دقيق وهو رقم مبالغ به ويدخل ضمن سياقات الوزارة التي جبلت على الكذب والتدليس وان هذا الرقم سيتلاشى وسيعود القطع الى ما كان عليه وسنعود الى سماع تبادل الاتهامات بين وزارة النفط وبين وزارة الكهرباء بعد اول موجة برد تطرق الابواب،كما ان ما تدعيه الوزارة من تحسن مؤقت لن يرفع عنها تهمة الفساد والكذب لان التحسن بسبب طبيعة المناخ وليس بقدرة الوزارة او بهمة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة.قد تكون الاوقات الحالية الأفضل بالنسبة لوزارة الكهرباء في إمداد الاهالي بالطاقة لان الايام المقبلة ستشهد تراجعا حتميا في هذا الامداد وستعود ريمة الى عادتها القديمة وقد يكون من المناسب التذكير بما ألزمت به الوزارة نفسها من انها ستقوم بتصدير الكهرباء الى دول الجوار والى الصومال ولن تجد وقتا افضل من هذا الوقت وعندها لن يستطيع احد النيل من الوزارة ومن سمعتها "المخزية" في هذا الجانب لانها وعدت ووفت.
https://telegram.me/buratha