المقالات

هل تتذكرون البطاقة التموينية !!

2549 11:06:00 2012-10-31

هادي ندا المالكي

البطاقة التموينية مفردة مهمة جدا في حياة العراقيين ارتبطت بفترة تاريخية قاسية ومؤلمة لم يألفها العراقيون من قبل وعلى مدار قرون وسنوات طويلة وجاءت هذه المفردة على انقاض ارواح الالاف من العراقيين والمتاجرة بهم خاصة الاطفال والنساء وكبار السن من الذين باع النظام ألصدامي واشترى بآلامهم ومشاعرهم في أسوء صفقة عرفها التاريخ اشتركت بها دول ومنظمات انسانية عالمية وتقاسمت ارباحها مافيات ومنظمات وشخصيات ودول لا تزال حتى اليوم تعتاش عليها وتفوح منها رائحة الغدر والخسة والفساد.ولان البطاقة التموينية حقيقة اوجدتها ظروف الحصار البعثي الصدامي قبل ان تكون حصارا دوليا جاءت ردا على سياسات النظام البعثي العدائية خاصة بعد احتلال الكويت عام 1991 وما تبعها من تحرير الكويت وفرض حصار دولي بحجة وجود اسلحة دمار شامل هدد بها طاغية العراق وتبجح بها في اوقات كثيرة واستخدمها ضد ابناء شعبه خاصة ضد الاخوة الاكراد في جريمة حلبجة التي لا تزال شاخصة حتى اليوم وحتى عندما تخلى المقبور صدام عن زهوه وعنجهيته استحكمت حلقات ذله وجبنه حتى وصلت فرق التفتيش الى سرير نومه وتفحصت خزائن ملابس نسائه ومحظياته.والبطاقة التموينية التي تعتبر مرادفة لقرار الامم المتحدة النفط مقابل الغذاء والدواء يمثل نقلة مهمة في حياة الاكثرية من العراقيين خاصة في محافظات الوسط والجنوب حيث انه وفر سلة غذائية مقبولة ومثلت الحد الادنى في وقت كان معدل راتب الموظف العادي لا يتجاوز (3)دولار بينما كانت الاقلية لا تعرف ماذا تعني البطاقة التموينية لان الرواتب التي تتقاضاها هذه الاقلية كان يفوق الخيال وكانت اكياس الطحين "نمرة صفر" تصل الى البيوت بينما كانت الاكثرية تاكل بقايا الذرة وفضلات الحيوانات وقليلا من الدقيق وبكميات محدودة.ورغم اهمية هذه البطاقة التموينية واستمراريتها بين المد والجزر الا ان هذه البطاقة تعرضت الى التقزم والانكماش بصورة فضيعة في زمن العولمة والديمقراطية رغم المبالغ الخيالية المرصودة لها ورغم ان الاموال المخصصة هي اموال الشعب العراقي وليست هبة او مكرمة او منة من احد، وشهدت مفردات البطاقة التموينية تراجعا مخيفا حتى وصل عدد المفردات التي يستلمها المواطن (3) مفردات بينما كانت العائلة العراقية تتسلم (10) مفردات حتى وقت قريب ،وقد تكون المفارقة العجيبة، انه كلما تم زيادة التخصيصات المالية لوزارة التجارة كلما نقصت مفردات البطاقة التموينية،ولهذا شهدت هذه الوزارة اكبر فضائح الفساد والسرقات ويكفي وزارة التجارة عارا وذلا ان يكون المختلس فلاح السوداني وزيرا لها .قد تنقرض البطاقة التموينية في قادم الايام لان اخبارها بدت متقطعة وغير مهمة خاصة لدى المواطن البسيط الذي مل الانتظار وايقن عدم جدوى هذا الانتظار الذي لا يعدو عن كونه مضيعة للوقت لان الحكومة ومجلس النواب غير معنيين بهذا الملف الحيوي كاهتمامهم بخلق الازمات وتشريع القوانين الخاصة التي تحقق مصالحهم الشخصية والحزبية ولم يتغير شيئا في الزمنين وان كان الزمن اللاحق اشد قسوة وتقزما على مفردات البطاقة التموينية حصرا.ليس عجيبا ان تنقرض البطاقة التموينية وتتلاشى وينتهي ذكرها من قاموس العراقيين لان ما تبقى منها مادتين اوثلاثة فقط بينما لم يعد المواطن البسيط يتذكر المفردات الاخرى،لكن العجب كل العجب ان يكون وزير التجارة طبيبا بيطريا ليست له صلة بالتجارة او الاعلاف الحيوانية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيـــــد مغير
2012-11-01
فقط إيضاح للأخ المعلق أحمد الشمري , بدأت زيادة الحصة التموينية في زمن المجرم صديم التكريتي بعد توقيع مذكرة النفط مقابل الغذاء وقبلها كان الشعب العراقي يأكل خبز مصنوع من طحين خليط من كرب النخل والتراب أما السكر فلا يكفي لمدة 3 أيام والصابون الذي كان يأتي من مصر عبارة عن أسوأ صابون . لكن بفضل الأمم المتحدة زيدت الحصة التموينية . وقد أرغم صديم على تلك المذكرة . وكانت بمثابة نعال على رأسه لأنه هو الذي حاصر الشعب ووقتها يبني لنفسه قصور فارهة . وأخيرا ً وجد في جحر الجرذان نتن قذر مقمل
أحمد الشمري
2012-10-31
لا نقول بأن صدام حسين حاكم عادل بل ظالم ولكنه في هذا المجال كان ممتاز رغم الحصار الظالم واسعار النفط المتدنية في ذلك الوقت وكان يعطي حصتين في الشهر الواحد وكما ذُكر في المقال ما لايقل عن 10 مواد . وألان لا حصار واسعار النفط 5 أضعاف ولا توجد حصة أليست هذه معجزة من معجزات الرفيق الهالكي واعوانه .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك