المقالات

ازمة كاملة الدسم

566 19:34:00 2012-10-31

علي العطواني

الازمة السياسية التي تعيشها البلاد تتميز بكونها شاملة لكل ما يتعلق بحياة الناس ولا تقتصر فقط على صراعات بين اشخاص او احزاب او كتل ، فالسياسيون لا يخسرون في هذه الازمة سوى تصريح هنا وتعليق هناك وشتم لهذا وسب لذاك وانتقاد لتلك الحالة ونفي لذلك التصريح، هذا كل ما عليهم فعله، اولئك السياسيين سواء كانوا اعضاء برلمان او حكومات محلية اواعضاء حزب لديهم ادوار معينة يؤدوها حسب توجيهات القيادة العامة للحزب او الكتلة دورهم فيها كالجندي في الوحدة العسكرية الذي لازال شعار، نفذ ثم ناقش، يطبق عليه بكل عنجهية.مايعيشه البلد لا يعدو عن كونه خلاف بين عدد من الاشخاص لا يتعدى عددهم اصابع اليد الواحدة وربما لا يشمل ذلك العد الوصول الى السبابة منها ولكن نتائجه يدفع ثمنها الملايين وقد تصل تلك الملايين الى 34 مليونا من البشر بحسب ما اعلنته احدى الوزارات المعنية بالتعداد السكاني للعراق وادوات هذه الازمة لا تتجاوز الالف منهم بين برلماني وعضو حكومة مركزية او محلية .ازمة سياسية تتسبب في ازمة امنية واقتصادية وخدمية واجتماعية وقانونية وزراعية وصناعية ومالية وثقافية ورياضية وفنية واخلاقية وغيرها الكثير ، ضحيتها ملايين من الرجال والنساء كهول وشباب واطفال لاذنب لهم سوى ان جنسيتهم كتب في الحقل الخاص بمكان الولادة مدينة من مدن العراق يتوارثون الظلم والجور من حاكميهم منذ عقود لا يأتيهم من ينصفهم وان كان هنالك من يعترض فليقدم لنا اسم قرية او محلة تنعم بالرخاء والامن والعيش الرغيد في هذا البلد بأستثناء المنطقة الخضراء التي تنعم بجزء من هذه الامور.لا توجد حالة صحية في هذا البلد فالفقراء ازدادو فقرا والمظلومين في السابق لم تنصفهم التغيرات الحالية والسراق في السابق تفننوا وازدادوا خبرة ومهارة في الحاضر، القتلة ارتدوا بدلات رسمية وتسنموا ارقى المناصب وازدادوا بالناس قتلا وتنكيلا ولكن بصفة رسمية وبسلاح الدولة واموالها السياسيين ازدادوا كذبا وانتجت المرحلة الحالية الاف الصحّافيين بعد ان كان هناك صحّافا واحدا وعاظ السلاطين كانوا من لون واحد والان تعددت الوانهم واشكالهم وملابسهم وصفاتهم.وحده الشعب المبتلى يزداد قهرا وضجرا ورغم انه وحده من يدفع فواتير تلك الصراعات ولكنه لازال ينظر بعينيه ولا يحرك ساكنا في طريق صناعة الصنمية والدكتاتورية, فـ(زيد) الذي يمثل الطيف الفلاني مقدسا لا يمكن المساس به و(عمرا) الذي يمثل الطيف الثاني لا يجوز التجاوز عليه و(خالدا) الثالث رمزا من رموز البلاد التي لايمكن التشكيك بها وهكذا نسير والبلد يسير الى الهاوية .يخيفنا اولئك المتصارعون بشبح العودة الى المربع الاول ومالضير ان نعود لتصحيح الاخطاء نرسم طريقا مستقيما يصحح الاعوجاج الذي سّيرنا به الاخرون مالضيرمن مراجعة دستور استغل نقاط ضعفه الانتهازيون والمنتفعين والسراق مالمشكلة التي سيسببها التوقف وحتى العودة لوضع النقاط على حروف ظلت بلا نقاط جعلت المحروم يبقى على حرمانه وجعلت الظالم يزداد ظلما وصيرت من كان منتفعا من نظام القمع والقتل السابق تاجرا وسياسيا واداريا وعسكريا كبيرا مالذي سيسيئنا ان اوجدنا القوانين التي تعيد الحق لاهله وتقصي الدخلاء ،مالذي يخيفنا ونحن نسير وفق امور لازال فيها الجلاد متخفيا بيننا نمكنه من الضحية لازالت الارامل تزداد يوما بعد اخر ودموع اليتامى لم تتوقف اطفال بلد المليارات لازالوا يملئون المزابل بحثا عن ما يسد رمق عوائلهم بينما تنفجر ميزانياتنا في جيوب السراق صانعي الازمات فاالى متى الصبر والى متى الانتظار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك