علي العطواني
الازمة السياسية التي تعيشها البلاد تتميز بكونها شاملة لكل ما يتعلق بحياة الناس ولا تقتصر فقط على صراعات بين اشخاص او احزاب او كتل ، فالسياسيون لا يخسرون في هذه الازمة سوى تصريح هنا وتعليق هناك وشتم لهذا وسب لذاك وانتقاد لتلك الحالة ونفي لذلك التصريح، هذا كل ما عليهم فعله، اولئك السياسيين سواء كانوا اعضاء برلمان او حكومات محلية اواعضاء حزب لديهم ادوار معينة يؤدوها حسب توجيهات القيادة العامة للحزب او الكتلة دورهم فيها كالجندي في الوحدة العسكرية الذي لازال شعار، نفذ ثم ناقش، يطبق عليه بكل عنجهية.مايعيشه البلد لا يعدو عن كونه خلاف بين عدد من الاشخاص لا يتعدى عددهم اصابع اليد الواحدة وربما لا يشمل ذلك العد الوصول الى السبابة منها ولكن نتائجه يدفع ثمنها الملايين وقد تصل تلك الملايين الى 34 مليونا من البشر بحسب ما اعلنته احدى الوزارات المعنية بالتعداد السكاني للعراق وادوات هذه الازمة لا تتجاوز الالف منهم بين برلماني وعضو حكومة مركزية او محلية .ازمة سياسية تتسبب في ازمة امنية واقتصادية وخدمية واجتماعية وقانونية وزراعية وصناعية ومالية وثقافية ورياضية وفنية واخلاقية وغيرها الكثير ، ضحيتها ملايين من الرجال والنساء كهول وشباب واطفال لاذنب لهم سوى ان جنسيتهم كتب في الحقل الخاص بمكان الولادة مدينة من مدن العراق يتوارثون الظلم والجور من حاكميهم منذ عقود لا يأتيهم من ينصفهم وان كان هنالك من يعترض فليقدم لنا اسم قرية او محلة تنعم بالرخاء والامن والعيش الرغيد في هذا البلد بأستثناء المنطقة الخضراء التي تنعم بجزء من هذه الامور.لا توجد حالة صحية في هذا البلد فالفقراء ازدادو فقرا والمظلومين في السابق لم تنصفهم التغيرات الحالية والسراق في السابق تفننوا وازدادوا خبرة ومهارة في الحاضر، القتلة ارتدوا بدلات رسمية وتسنموا ارقى المناصب وازدادوا بالناس قتلا وتنكيلا ولكن بصفة رسمية وبسلاح الدولة واموالها السياسيين ازدادوا كذبا وانتجت المرحلة الحالية الاف الصحّافيين بعد ان كان هناك صحّافا واحدا وعاظ السلاطين كانوا من لون واحد والان تعددت الوانهم واشكالهم وملابسهم وصفاتهم.وحده الشعب المبتلى يزداد قهرا وضجرا ورغم انه وحده من يدفع فواتير تلك الصراعات ولكنه لازال ينظر بعينيه ولا يحرك ساكنا في طريق صناعة الصنمية والدكتاتورية, فـ(زيد) الذي يمثل الطيف الفلاني مقدسا لا يمكن المساس به و(عمرا) الذي يمثل الطيف الثاني لا يجوز التجاوز عليه و(خالدا) الثالث رمزا من رموز البلاد التي لايمكن التشكيك بها وهكذا نسير والبلد يسير الى الهاوية .يخيفنا اولئك المتصارعون بشبح العودة الى المربع الاول ومالضير ان نعود لتصحيح الاخطاء نرسم طريقا مستقيما يصحح الاعوجاج الذي سّيرنا به الاخرون مالضيرمن مراجعة دستور استغل نقاط ضعفه الانتهازيون والمنتفعين والسراق مالمشكلة التي سيسببها التوقف وحتى العودة لوضع النقاط على حروف ظلت بلا نقاط جعلت المحروم يبقى على حرمانه وجعلت الظالم يزداد ظلما وصيرت من كان منتفعا من نظام القمع والقتل السابق تاجرا وسياسيا واداريا وعسكريا كبيرا مالذي سيسيئنا ان اوجدنا القوانين التي تعيد الحق لاهله وتقصي الدخلاء ،مالذي يخيفنا ونحن نسير وفق امور لازال فيها الجلاد متخفيا بيننا نمكنه من الضحية لازالت الارامل تزداد يوما بعد اخر ودموع اليتامى لم تتوقف اطفال بلد المليارات لازالوا يملئون المزابل بحثا عن ما يسد رمق عوائلهم بينما تنفجر ميزانياتنا في جيوب السراق صانعي الازمات فاالى متى الصبر والى متى الانتظار.
https://telegram.me/buratha