الحاج هادي العكيلي
لبناية المدرسة اهمية بالغة في تنفيذ الفعاليات والانشطة ذات العلاقة لتحقيق الاهداف التربوية والتعليمية فاذا ما وجدت البناية الجيدة ذات القاعات والصفوف الملائمة فان عنصراً أساسياً من عناصر العملية التربوية يكون متوافراً .فقد تفتقد كثير من مدارسنا الى جوانب منها مدى جودة الصفوف الدراسية من حيث السعة والتهوية وتوفير المستلزمات الدراسية منها الرحلات والسبورات الجيدة والاثاث ومدى توفر ملاعب جيدة وغرفة خاصة لدروس التربية الفنية ومكتبة ومختبر وقاعة دراسية لاقامة النشاطات المختلفة وحديقة ومخزن وحانوت .حيث ان العراق توقف عن بناء المدارس منذ عام 1989 مع أخر وجبة بنيت في العراق وبقي العجز يتسع الى حين عودة بناء المدارس بعد سقوط نظام الطاغية الصدامي ،فتشكلت مديرية الابنية المدرسية التابعة لوزارة التربية بعد ان كانت الوزارة تستلم الابنية من وزارة الاسكان والتي اضافة عبء جديد على الوزارة لقلة خبرة العاملين فيها وحالات الفساد التي يشوب عملهم هنا او هناك وفي جميع محافظات العراق .ومن اجل حل مشكلة الابنية المدرسية في العراق وفك الدوام المزدوج والثلاثي في المدرسة الواحدة فان حاجة الوزارة الى سبعة الاف مدرسة وهذه الحاجة تزداد سنوياً لزيادة النمو السكاني الذي قد يصل الى 4% سنوياً .ان ارباك العملية التربوية في العراق اليوم قائم على نهج وزارة التربية في هدم المدارس بالتزامن مع بدء العام الدارسي الجديد فانه أمراً غير مقبول او مدروس لان اغلب طلبة المدارس الاعدادية والمتوسطة وخاصة طلبة الصفوف المنتهية يشمئزون من هذا الدوام لقلة عدد ساعات الدوام وقلة الحصة الواحدة الى 25 دقيقة فمن الصعب على المدرس اكما المنهج او اعطاء المحاضرة حقها ،وكذلك يسبب نقص الخدمات الصحية في المدرسة ،وعلى وزارة التربية اعادة النظر في الية عمل المدارس او ترميمها واعتماد الطرق الصحيحة والسليمة التي تساعد على دفع العملية التربوية الى الامام ،حيث نجد وزير التربية قد شن هجوماً عنيفاً على نائب رئيس الجمهورية ووزير التربية السابق من على شاشة الرشيد الفضائية واصفاً أياه بانه نموذجاً للفساد المالي ،حيث سرقت الملايين من الدولارات التي خصصت لبناء المدارس الجديدة على ابعاد واسعة في كل ارجاء العراق .فقد منحت الوزارة في عهد (خضير الخزاعي ) مبلغ 50 مليار دينار سلفة لشركة ايرانية من اجل بناء (200) مدرسة جديدة في مشروع تجاوزة كلفته (280) مليار دينار الا ان الشركة الايرانية فشلت في انجازه بالصورة النهائية وبقية على شكل هياكل حديدية يتأكلها الصدأ ،وكشف عضو في مجلس النواب بوجود فساد اداري ومالي في مشروع المدارس الحديدية حعل خسائر المشروع (300) مليار دينار عراقي مؤكد تورط مسؤولين كبار في وزارة التربية في الصفقة .ويبقى حال طلبتنا الاعزاء بين هدم المدارس غير المدروس وبين الفساد المالي وهدر المال العام وبين الدوام الثلاثي واحياناً الرباعي وبين ضياع مستقبلهم الدراسي وخاصة الصفوف السادس الاعدادي لتكتفي وزارة التربية بالتصريحات فقط دون ان تفعل دورها بالشكل المطلوب لحل المشكلة والتي نراها تتفاقم مع بدء العام الدراسي الجديد من كل عام وان لاتبقى مكتوفية الايدي لتعالج المشكلة ببعض الترقيعات التي لاتنفع جدوى مستقبلاً بل عليها اتخاذ القرارات المناسبة التي تساعد على تحسن الوضع الدارسي في العراق .
https://telegram.me/buratha