بهاء العراقي
يحاول بعض ساسة العراق ركوب موجة الحرب المستعرة في سوريا موجها نصحه المغشوش المليء بالمغالطات لاطراف داخل العراق بينما هو يؤدي فرض طاعة لاطراف عربية ضالعة في تاجيج الاوضاع هناك واخر ما سمعناه عراقيا هو تصريحات النائب عن العراقية حامد المطلك الذي يرى في وقوف حزب العمال الكردستاني التركي مع اكراد سوريا خطرا يتهدد المنطقة وربما يوسع دائرة الحرب لتشمل دولا اخرى خارجها ولبيان الهدف الخفي من هذه التصريحات فلابد ان نفهم ان حزب العمال طرف مؤثر في دائرة الصراع الاقليمي كونه العدواللدود لحكومة تركيا الغارقة في حرب التحرير والتحرر السورية وبغض النظر عن موقف الجهة الداعمة لهذا الحزب من احاديث المطلك هذه والتي نعلم انها عراقية كردية ممثلة برئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني وجهات اخرى داعمة من الحكومة السورية الحالية التي تعزف على وتر الخلافات التركية الكردية الا ان الرسالة موجهة ايضا وبشكل غير مباشر لشخص رئيس الحكومة نوري المالكي الذي دخل على خط اللعبة الكردية من خلال اجتماعات ووساطات مع قادة من حزب العمال قادها بعض المقربين منه لدفعهم لمواصلة حرب تركيا وللحيلولة دون انحيازهم لتوجهات البارزاني الذي يرغب بالتهدئة مع الجارة العدو للاقليم تركيا سيما مع رفض امريكا اعلان الدولة الكردية وخشيته من مؤامرة دولية لمنع الشعب الكردي من اقامة دولته على اراضي عراقية وتركية وسورية وايرانية فالمطلك بهذا يقول ان عقد مثل هذه التحالفات التي يتبعها تقديم الدعم العسكري واللوجستي لعناصر حزب العمال ستضر تركيا المنادية بحقوق سنة العراق كما انه سيضر بالمشروع السني العربي الذي نظرت له السعودية وقطر بحربهما ضد نظام الاسد والذي ان نجح سيكون له اثر بالغ في اعادة معادلة الحكم السني للعراق مستقبلا او اقامة اقليم سني مستقل في العراق على اقل تقدير وهو ما لايريده المطلك وكل من يقف ورائه, الذين اثبتوا غير مرة ان اخر ما يفكرون فيه هو مصلحة العراق وابنائه وهم من وقف بكل صلافة مع منظمة خلق الارهابية ووصفوا من يحاول اخراجها من البلاد بالعدو فلاندري لما يصر المطلك وعموم قادة العراقية على زج انوفهم في حرب لاناقة لهم فيها ولاجمل كما اننا لانفهم لماذا يجنح المالكي والبارزاني الى التخاطب عبر لغة التهديد وعقد التحالفات مع هذا الطرف او تلك الميليشيا على حساب مصالح الشعب والوطن بينما هناك وسائل افضل واكثر تاثيرا ومنها الحوار المباشر ووضع المشاكل على الطاولة كما اننا لا نعلم لما يسمحان بوصول حال القطيعة الى هذا الحد الذي يجعل كل دول المنطقة مرشحة للعب دور واسع وكبير في العراق مستقبلا والسؤال الاهم هو كيف يمكن للبارزاني اقامة دولته وسط حقل متفجر من الالغام وفي الطرف المقابل هل يعتقد المالكي انه قادر على اخضاع الاقليم بقوة السلاح ولهجة التهديد وهو يعلم انه امر مستحيل كونه خيار واختبار صعب فشل في تحقيقه رؤساء الحكومات العراقية السابقين بما فيهم صدام وانفالاته واساليبه القمعية القاسية ,اما اذا كانا يريان لحزب العمال دور بارز وقوة جبارة توفرها البيئة الصعبة لمنطقة كردستان فاعتقد انه لن يفرط فيها لارضاء المالكي او لنصرة توجهات البارزاني الحالية كون هذا الحزب يطمح باكثر من ذلك ووقف نشاطاته الحالية لتحقيق مصالح غيره ستجعله بعيدا عن التاثير, فيما المنطق يقول انه الطرف الاكثر استفادة من حالة الحرب التي تكون فيها تركيا طرفا واذا فسح لها المجال اليوم لكسب هذه الحرب فأن الدور سيأتي عليه غدا وبناءا على كل هذه المتغيرات فأنه لن يمانع دعم المالكي كما انه لن يتأثر بنصح المطلك الذي يعتقد ان "الجيش السوري الحر" سيكون اكثر المتضررين بدخول حزب العمال الكردستاني ندا للتحالف التركي الخليجي السلفي الطامح لحسم المعركة بعد ان طال امدها . وهو غير مبالي بما تريد الاشارة اليه انه كما غير أبه بمطالبات سابقة تحذره من استخدام الأراضي العراقية في التدخل بشأن الدول الأخرى" والتي اطلقها قبلك السيد المالكي بجلالة قدره .
https://telegram.me/buratha