المقالات

الدولة.. المجتمع.. الاخلاق العامة

701 17:02:00 2012-11-03

بقلم: نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

تشير الدراسات الى تراجع قيم الوفاء والنزاهة والكفاءة في مجتمعنا رغم انتشار الفكر الديني الذي يعتبر المدافع الاقوى عن هذه القيم..

وان هذه الامور تراجعت -ولو بنسب- على صعيد التربية والمدرسة والبيت والعشيرة والعمل وفي المعاملات اليومية والاجتماعية، دون استثناء المؤسسات الدينية والتربوية والحزبية والمدنية. لاشك ان للتدهور تفاسير.. اهمها المعاناة، لاسيما خلال الحروب الداخلية والخارجية والمقاطعة والحصار التي جعلت الشعب وقوداً لمحارق النظم السابقة ولنظام دولي غير عادل.

ولاشك ان النظم الامنية والاستخباراتية، والوشاية، واحتلال المواقع عبر التلون والتملق قد رسخ هذه السلوكيات.. والتي دخلت النفوس كمرتكزات اساسية للعيش والبقاء.. وانزرعت في مكونات الشخصية وتعابيرها. ولاريب ان النظام الاحادي للفرد والحزب والفكر والاستبداد والسجون والتعذيب والقتل سترسخ ذلك كله. فالامر يبدأ خوفاً ومصلحة، ثم يتحول الى غسيل قيم، ومنظومات سلوك متكاملة.. ليبدو الشاذ طبيعياً، والطبيعي شاذاً. وعندما تتراجع التقوى والفضيلة لمستويات خطيرة،...

فان احداث التاريخ بمفردها لا تفسر الظاهرة. صحيح ان السلوكيات تأخذ استقلالية لنفسها عن عوامل ولادتها.. لكننا يجب ان نشهد تراجع الظاهرة بتراجع تلك العوامل.. مما يشير لوجود حاضنة كبيرة تديمها وتنميها، وهي الدولة المستلِبة لمساحات متزايدة من حقوق المجتمع. فارزاق الناس وامنهم وتعليمهم وصحتهم ورفاههم ومستقبلهم واملاكهم وحقوقهم وحرياتهم وقضائهم تهيمن عليه الدولة بطرق مباشرة وغير مباشرة.. واخلاق الدولة، عندما تحتكر كل شيء، تختلف عن الاخلاق التي تنميها الامة والمجتمع.. وهما اساس الحقوق والتمثيليات والدوافع والاهداف.. فالاجتماع هو الذي حمى (تاريخياً) العفة والنزاهة والاخلاص، بينما افسدت دول الجور والظلم بمجونها وغدرها اخلاق الناس. فالدولة المحتكرة دوائر محدودة.. ووظائف برواتب.. ومواقع مفصولة مصالحها -كقاعدة- عن مصالح الناس.. قانونها الموضوعي التسلط والتصارع رغم الوحدة.. والطرد والتفرد والتخويف. خلاف المجتمع الذي ادواته التنافس، والتكامل رغم الاختلاف، والترغيب والاقناع والكسب.. والذي يتسع للجميع وينفتح على المبادرات والمشاريع والمؤسسات، حيث للجمهور ليس قرار الحكم على كفاءتها وصدقيتها ورصانتها فقط، بل يمتلك -وبسرعة مذهلة- امكانية غربلتها وتبويبها ايضاً. فالمجتمع المتعافي الماسك للدولة، مهيء بقانونه الموضوعي (ان استثمر) بناء مفاهيم الصدق والكفاءة والنزاهة، في اوساط الشعب والدولة.. والاخيرة ان استمرت على تغولها واحتكارها فستغري (الا من حصنه ربي) على الغش والغدر والفساد وعدم الأهلية، في الدولة والمجتمع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك