لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليخالف الفطرة الأنسانية التي جبل عليها البشر، فرجل يسافر يوما أو بعض يوم ينادي على أحد إخوانه أو جيرانه: أوصيك بعيالي فإني مسافر كذا يوم ، ورسولنا عليه الصلاة والسلام وعلى آله كان على سفر طويل،: إني أمرء يوشك أن يدعى فيجيب، فلقد نعى نفسه روحي له الفداء في غدير خم الى الأمة، وأستخلف فيها من يصح أن يقودها من بعده بمواصفات وأساليب تتطابق مع الرؤية الألهية ـ النبوية لقيادة الأمة من بعده.
لقد أراد الرسول للأمة أن ترتبط بمن سيتولاها من بعده إرتباطا ولائيا، تتحد فيه قلوبهم مع من سيقودهم على طريق المودّة والمحبّة والإيثار والإتفاق على بناء دولة العدل الألهي.
لقد كان الرسول يريد أن تضع الأمة قدمها على صراط الإيقان المستقيم، و الخطو خطوة راسخة على طريق ترك الرسميّات، و التحلي بالحقّ و الحقيقة والموضوعيّة خالصاً..
ومع أن الرسول كان ممنوح الصلاحيات إلهيا لإتخاذ ما يراه مناسبا، لكونه معصوم قطعا بالنص الألهي، إلا أنه سبحانه وتعالى هذه المرة اصدر ما لن يترك القضية سدى لتخضع لتفسيرات الأمة وأهواء ذوي الأهواء: لتكون إستجابة النبي الأكرم لنداء القدّوس السبّوح بحصر الولاية في القرآن الكريم في قوله: {يَأ يُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ}..
وبقي الأمر الألهي أزليا أزل الزمان...من كنت مولاه فعلي هذا مولاه..
https://telegram.me/buratha