لم يترك رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مناسبة إلا وأشار من خلالها الى الدور المناط بأمير المؤمنين علي عليه السلام ، سواء في حياة الرسول ، أو بعد مغادرته الدنيا، ولو حاولنا أن نعدد تلك المناسبات، لوجدنا أنها بعدد أيام الرسالة النبوية بالتمام والكمال!..ومعنى هذا أنه عليه الصلاة والسلام كان في كل يوم يعيد على الأمة ما يتعين عليها أن تتصرفه بعده، ولكي يحول هذه القضية الى منظومة عملية تأخذ مداها في وعي "المواطنين" في "الدولة" التي أسسها، أشهد "جمعا" كبيرا من هؤلاء "المواطنين" على تفاصيل "المرسوم النبوي" الذي بموجبه إستخلف عليا في الأمة من بعده، ولم يأل قبلها جهدا في تهيئة الأرضية المناسبة لأن يكون المرسوم النبوي الذي ألقاه بنفسه ولم يكلف أحداً غيره بإعلانه ـ لأهميته البالغة ـ وسيلة لأنتقال "سلمي" للسلطة من بعده.. وكان من بين وسائل تهيئة الأرضية، أن زوج عليا من كريمته الحبيبة الوحيدة "فاطمة" عليها السلام، وقد كان بحق زواجا مهما، لأن العديد من صفوة "المواطنين"؛ ولنطلق عليهم "الصحابة" كما أعتاد أن يسميهم بهذا الأسم الملأ في ذلك الزمان، وجرى عليه أقوام أتوا بعدهم ليومنا هذا، كانوا يمنون أنفسهم أن يتزوجوا منها، فالزواج منها يخلط دماء أبنائهم بدماء بيت النبوة، وهو شرف يدير الرؤوس... لكن الزواج تم بخطبة ملائكية لإبن عمها، وتراجعت آمال الصفوة وليحفظ الله أرث النبوة..
ومن بين وسائل التهيئة التي أشرت أليها، أن إستخلفه في عاصمة دولته وهو يخرج منها في إحدى مهام نشر رسالته، وحينما وجد غصة في قلب علي من بقائه وحيدا في المدينة، قال له: أما يرضيك ان تكون مني بمنزلة هرون من موسى، ألا أن لا نبي بعدي ..
وحسمها واضحة لا لبس فيها بقوله: من كنت مولاه فهذا علي مولاه ؛ وقد إختار الرسول مكانا مناسبا ليجمع فيه "الجمع" الذي شهد "المرسوم النبوي" يضم قرابة مائة وثلاثة وعشرين ألفا من صفوة " المواطنين"، فقد كان "غديرا" وارف المياه لتتوفر للجمع أهم مستلزمات صفاء البال وراحته : المياه والظلال في بلد صحراوي شحيح الماء .. ولذلك كانت إستجابة الأمة إستجابة واعية جدا، فقد قال أحد "الصفوة" بعد المرسوم النبوي لإنتقال السلطة بخ ..بخ ..ابا حسن، فقد أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة، يومها كان الرسول بكامل صحته ووعيه وقوته وسطوةدولته، ولم يكن ممكنا لأحد أن يجرؤ على مخالفته...
كلام قبل السلام:في يوم وفاة الرسول روحي له فداء؛ قال أحد الصفوة: إن الرسول ليهجر، حسبنا كتاب الله، لقد مزقوا المرسوم النبوي...!
سلام...
13/5/1004
https://telegram.me/buratha