الحاج هادي العكيلي
اولاً وقبل كل شيء أعتذر على أدراجي كلمة (العهر ) ولكن الضرورات الكتابية تتطلب ذلك .سرعان ما اقتبس الناقدون السياسيون عبارة (ثقافة العهر السياسي) فراحوا يسمون بها الكاتب والمفكر السياسي العاجز عن تقديم اي طرح جديد وابداع فكري نافع للقراء لفشله وضألة معلوماته وكسله في القراءة واستخلاص الافكار لانه عاجز عن الشهرة والوصول الى المعجبين يلجأ الى السياسة التشاؤمية السوداوية في رسم المستقبل والواقع هو خلاف ذلك للوصول الى الشهرة والجماهير والمتابعين لكون اغلب الناس يستهويها حراك غرائزها كالخوف من الواقع والمستقبل المشؤوم وكذلك الى الوحشية ضد اي رمزاً او مسؤول سياسي تقذفه بالاوصاف والتهكم عليه متجاوز حرية التعبير الى التشهير والتجريح والهدف من هذه الثقافة العهرية في السياسة المشابه للهدف في العهر الفني فالممثل والممثلة التي لاتمتلك موهبة التمثيل الاقناعي والجيد للجمهور ولم تستطع صقل مهاراتها كانت تلجأ للعهر الفني اي تتخذ مشاهد لاثارة الجنسية دوراً رئيساً وخطاً واحداً في حياتها الفنية وكذلك الحال لبعض الممثلين يمارسون ادوار الاثارة الجنسية كحال زميلاتهم في الفن .وها نحن كثيراً ما نرى انتشار ثقافة العهر ( البرلماني) فكم من مُدعي انه برلماني او برلمانية يمثل ابناء الشعب العراقي في البرلمان ويحمل افكار وطنية وبرامج تساهم في خدمة الوطن والمواطن اثناء حملته الانتخابية لتنقلب تلك الثقافة الى ثقافة العهر البرلماني عندما اصبح برلمانياً يمتلك الحصانة الدبلوماسية في التصريحات والتهريجات ليمارس وحشية التطاول والتجريح وتشويه الواقع وطبعه بالسوداوية القاتمة عساه ان يشعر بالشهرة والشعبية لدى ابناء الشعب فنغمس في ثقافة العهر البرلماني وتمرغ في وحلها .وللاسف ان بعض اعضاء البرلمان تراهم يجاهدون وبشكل هستيري ليل نهار وكلما سنحت لهم الفرصة بالظهور امام الجمهور او من خلال الاعلام او غيره ، وقد خرجت علينا نائبة في القائمة العراقية لتقول كان لي الشرف في معالجة المسلحين السعوديين والسوريين والعرب الاخرين الارهابيين الذين دخلوا العراق وقتلوا الابرياء من ابناء الشعب العراقي على مختلف انتماءاتهم المذهبية والطائفية والقومية والدينية وهي برلمانية تمثل ابناء الشعب ،ليتعالى صوتها بالصريخ والعويل واطلاق اقذر العبارات والفاظ مع سوداوية قاتمة ومتشائمة كل ذلك لممارسة العهر البرلماني وهو الوصول الى الجماهيرية ونشوتها فان خفض وتيرة العهر البرلماني سرعان ما ستنفض الجماهير عنهم وتتركهم لحالهم قائمين لكونهم مفلسين في تقديم حلول منطقية للقضايا الهامة .وللاسف هذا هو حال المفلسين البرلمانيين الذين لم يجهدوا انفسهم في تقديم مشاريع تخدم جماهيرهم التي انتخبتهم لينطلق بممارسة وحشية التطاول على العملية السياسية ورموزها السياسية في الدولة اما همزاً او لمزاً او بصريح العبارات .وبالتاكيد ان هولاء لم يصلوا الى ما وصل اليه بعض البرلمانيين الذين اصبحت شهرتهم بفضل ما يقدموه من مشاريع ومقترحات تخدم ابناء شعبهم وتنفع مجتمعاتهم وحلول ناجعة لقضايا شائكة فاصبحوا راسخين كالجبال في أعين الناس والتاريخ .بخلاف العاهرون في البرلمان وفي السياسة والفن وفي مجالات اخرى تراهم كالجبال ولكنهم جبال جليد ما ان انقشعت عنهم غيوم الناس من حولهم اشرقت عليهم شمس الحقيقة المرة ذابوا وصاروا نسياً منسياَ .
https://telegram.me/buratha