عون الربيعي
يعتبر الحديث عن بناء الدولة العصرية وطريقة ادارتها للامور وشؤون المواطنين امرا يحتاج الى عمل كبير بفعل تقادم البنى التحتية وارتفاع نسب التضخم فضلا عن قدم الانظمة والقوانين وتفشي مظاهر سلبية كثيرة في المجتمع العراقي توارثها بفعل سياسات و استبداد الانظمة المتعاقبة التي حكمت البلاد والتي ادت الى عدم ثقة العراقي بالحاكم في اغلب الاحيان, كما ان حالة التدافع والمصلحية التي كرستها بعض القوى السياسية الحالية كل ذلك يعتبر تحديات امام بناء هذه الدولة, وحتى لو كان الامر يسيرا بالشكل الذي يراه البعض الى انه يحتاج الى وقت ليس بالقليل, ولعل هذا ما يذهب اليه السيد الحكيم ومبادراته الاقتصادية والانسانية والاجتماعية ودعمه لكثير من الشرائح المظلومة والمستضعفة فبناء النموذج يبدا بالانسان او لا واخيرا ,وليس غريبا على السيد عمار الحكيم ان يكون بهذا المستوى من العمق والبصيرة والقدرة على احداث التغيير كونه يمتلك العزيمة القوية والتشخيص التام لما يريده ويحتاجه المجتمع بعيدا عن أي تنظيرات فارغة .فالدعوة لبناء دولة عصرية تنهض بالمواطن على انقاض دولة الاستبداد التي سحقت الانسان وامتهنته طرح عقلائي له مبرراته ,كون العراق بلد غني ويمتلك شعبه رصيد كبير من الاصرار الرصانة والتمسك بالثوابت يساعده على مواكبة العصر وبناء دولته بمواصفات مثالية ان توفرت له الشروط الموضوعية والقيادة القادرة على احداث التغيير وطرح المشروع بالياته القابلة للتطبيق على ارض الواقع, وما نراه ونشعر به بكل ثقة هو ذلك السعي الصادق الذي يبذله الحكيم في هذا الاتجاه مسخرا طاقاته وامكانياته لالفات نظر من يهمهم الامر في تحريك الملفات التي ترفع الحيف عن هذا الشعب وتنهض بمستوى معيشته وتعليمه ورعايته وجميع مستلزمات عيشه الحر الكريم .وكي لا ينظر للامر على انه حلم من احلام اليقظة او عبارة منمقة تستخدم للاستهلاك الاعلامي فمعنى الدولة العصرية العادلة تكون مفتاحا لحل كافة المشاكل التي يعاني منها البلد وهي من تحقق المكاسب للشعب العراقي وهي ايضا من تحمي مؤسساته وتسهم في تحرير الارادة الوطنية وتضع اطرا واليات للتعامل بين ابناء الوطن بكل توجهاتهم واطيافهم.والعملية ان اريد لها ان تكون وتثمر عملية بناء للثقة والدولة التي يوثق بها هي من تحقق الانجازات وتحترم ارادة المنتمين اليها والملتزمين بقضاياها وقوانينها فهي دولة مواطن اولا والمسؤول فيها اجير او مخول لادارة الشؤون والمصالح العامة للشعب وهو واحد منه لافضل له ولامنة عليه وعليهم ,ومسؤولنا الذي حلمنا به ونريد لسلوكه ان يكون سلوكا اسلاميا متحضرا يحترم القيم الانسانية قبل كل شيء خصوصا تلك التي اكدها ديننا العظيم فهو كما نحب ان نراه بهذا الوصف ذلك الشخص الذي يرى في نفسه القصور والحرص الدائم على تحقيق العدالة كوننا سئمنا زمن القائد الضرورة ومن يسيرون في ركبه, وليس اخيرا اقول ان نظرتنا للدولة العصرية ليست دولة مظاهر واكسسوارات وديكورات بقدر ماهي دولة حفظ حق وتأمين مصير وحل مشاكل وبناء ذات ومشروع يحفظ الكرامة للجميع في ظل دستور وقانون الجميع امامه متساوون في الحقوق والواجبات, لا ان يقدم المفسد والمرتشي والكاذب وغير الكفوء لشغل المناصب والتلاعب بمصائر الناس كما تدار بعض المفاصل الحساسة في الدولة واعود لتكرار حديثي مؤكدا قول من يرون ان الدولة العصرية ليست تنظيرا فارغا بل انها مشروع يجب ان نسعى لتحقيقه لننعم بخيرات بلدنا الذي يزداد فيه اليوم الاغنياء غنى والجياع جوعا وحرمانا .
https://telegram.me/buratha