حافظ آل بشارة
في البداية لا بد من تسجيل الشكر والامتنان للرواة التالية اسماؤهم : البخاري ، احمد بن حنبل ، مسلم ، النسائي ، ابن حبان ، ابن سعد ، البيهقي ، القندوزي ، المقريزي ، السيوطي ، المحب الطبري ، ابن خلكان ، الخطيب البغدادي ، ابن قتيبة ، ابن تيمية ، المسعودي ، البلاذري ، ابن كثير ، ابن حجر الهيثمي ، وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم ، فهؤلاء هم الذين رووا واقعة الغدير التأريخية تفصيلا وقول النبي (ص) وهو يرفع يد علي (ع) ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) والغريب ان هؤلاء الرواة هم انقسهم من اتفقوا على رواية (حديث الثقلين ) أيضا ( اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ) وكل المذكورين اعلاه ليس بينهم شيعي واحد وبينهم نواصب ولكن خضعوا للأمر الواقع ، وقال احد اساتذة الوهابية بعد ان ترك مذهبه واستبصر ، قال ضاحكا لأحد اصدقاءه اذا اردت ان تجادل علماء النواصب ومنكري ولاية علي وبنيه فلا تتعب نفسك في المواضيع الجانبية قل له وانت مسترخ تماما : (سأترك التشيع واكون امويا وهابيا اذا انت اثبت لي بطلان حديث الغدير وحديث الثقلين واعطيك خمس سنوات بلياليها لانجاز هذه المهمة) واطمئن فان هزيمته مضمونة ، واضاف لقد فعلتها مع بعضهم فكان كل من ابادره بهذا التحدي يأتيني بعد ايام منكسرا مذعنا وبعضهم يدوخ الى أجل غير مسمى وبعضهم تصيبه أزمة نفسية وبستيقظ من نومة طويلة ويعيش صراعا مدمرا بين عقيدة درج عليها وبين اكتشاف قاتل لا يمكن تفنيده ... خبر مهم كثير من دور النشر الناصبية عاكفة الآن على اعادة طبع امهات الكتب الحديثية والتأريخية بعد ان تحذف منها ما يتعلق بالحديثين وفضائل علي وما الى ذلك . من يدرس تأريخ الاسلام وتحولاته يدرك ان العملية السياسية بعد النبي ارتكزت على مذهب جديد في التفكير ، وهو مذهب الاجتهاد مقابل النص ، خلافا للقواعد فالمجتهد يجتهد عندما لا يجد حكما صريحا في مسألة فيذهب ليستنبط حتى يكتشف الحكم ، ولذا هناك احكام شرعية وهناك فتاوى ، ولا يجوز الاجتهاد مقابل النص الالهي باتفاق المسلمين ، ويعد ذلك معصية لا جدال فيها ومنهي عنها بصريح التنزيل ( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) و (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) و (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا ) و (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) و(ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون ) . رواة السنة والجماعة يقولون ان الصحابة تركوا أمر الله ورسوله واتبعوا اجتهادهم في قضية الخلافة والامامة ، وبعضهم يعترف انه اجتهاد مقابل النص لكنهم يدافعون عنه ، ومن شعاراتهم في الخلافة : وسعوها في قريش تتسع ، منا أمير ومنكم أمير ، لا نجمع لبني هاشم النبوة والامامة ... كلام قبائل مقابل كلام الله ورسوله نقله اؤلئك الرواة مشكورين ، عملية سياسية مبنية على فكرة تداول السلطة في بطون قريش وهي عشرة بطون سميت باسماء الاجداد وهم : تيم ، عدي ، زهرة ، قصي (منهم بنو هاشم وبنو أمية) ، مخزوم ، سهم ، جمح ، عامر ، الحارث ، محارب ، لذا فقد ذهبت لتيم وعدي وأمية وتوقفت عند بني أمية بالاحتكار والقمع ، وعادت الى بني العباس بحد السيف ، صرف الخلافة عن صاحبها له ثمن باهظ ومستمر فتن وقتال ودماء وثارات جاهلية . وصور انتقامية فضيعة ، مقابل قلع باب خيبر قلعوا باب فاطمة ، ومقابل فتح مكة وتركهم طلقاء فتح يزيد مكة ثانية واحرق الكعبة واستباح المدينة ، ومقابل قتل كبار مشركيهم في بدر قتلوا ريحانة الرسول في كربلاء ، وأخيرا اتضح انهم لم يؤمنوا يوما فقال قائلهم : لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل ، خلاصة يزيد بيت شعر اختصر به كل اديولوجيا التناقض . والثارات مستمرة ، كل عملية سياسية الآن في العالم فيها رائحة علي ع واهل البيت يجب ان تمر بسقيفة وباب فاطمي يحرق وطف ورؤوس على الرماح وسبايا وسجن وسم وتشريد وتكفير .
https://telegram.me/buratha