عادل العتابي
بعد تسع سنوات من الاطاحة بالنظام الدكتاتوري الصدامي، وتنفس الشعب لنسائم الحرية والديمقراطية، ما زال البعض من روموز وعلامات النظام السابق ، يردد هنا وهناك الكثير من الكلمات التي تريد ارجاع العراق الى عهد الظلمة والاضطهاد، قد يستغرب الكثير من الشباب العراقي على مختلف انتماءاتهم القومية والمذهبية، بان ممثل العراق في مجالس الاتحادات الشبابية على المستوى العربي او العربي الافريقي، ما زال ينقل من خلال الاجتماعات الرسمية الى الشباب العربي والافريقي على حد السواء تحيات الرفيق المناضل والمجاهد، بل شيخ المجاهدين العرب عزت الدوري !!ومازال الاتحاد العام لشباب العراق، وهو صنيعة البعث، الممثل الرسمي لشباب العراق في الكثير من المؤتمرات العربية وغير العربية، ويكون حضوره رسميا، على الرغم من وجود العشرات من المنظمات الشبابية العراقية التي عملت، وناضلت، وجاهدت، من اجل العراق الجديد وان لديها كل الامكانيات، والخبرات، والكفاءات، لتمثيل العراق خير تمثيل في كل المحافل، وفي الوقت الذي انتظرت فيه كل تلك الاتحادات الشبابية بان تكون في خدمة الشباب العراقي، الا ان الجهة الرسمية التي لابد وان تقف وقفتها المشهودة وهي وزارة الشباب والرياضة لم تحرك ساكنا في هذا الموضوع ونحن ندخل السنة العاشرة على التغيير.ربما لااحد يعرف ان منظمات المجتمع المدني العراقية وفي كل اختصاصاتها لاتسمح بتدخل حكومي في شانها، الا ان الوزارة ضربت كل ذلك عرض الحائط عندما اسست، ومولت، ودعمت، برلمان الشباب على وفق مقاييس تخصها وضوابط تخدم مصالحها قبل ان تخدم مصلحة الشباب، فاخرجت بدلة انيقة، ومرتبة، وجاهزة لتكون بيد الوزارة، والادهى من كل ذلك ان تلك البدلة يراد منها توجيه الضربة الى كل الاتحادات الشبابية العاملة حاليا في العراق والتي تسهم على قدر امكانياتها المتواضعة لتقديم الخدمة الى الشباب.ثم من قال ان الشباب في خدمة المشروع السياسي فقط، من خلال الحصول على اصواتهم الانتخابية عند الحاجة ومن ثم يهملون، ويركنون، وينسون، الى الدورة الانتخابية التالية، اين رياضة الشباب، والتمثيل ، والغناء، والموسيقى، والرسم ، والنحت، والقصيدة ، والقصة، والعشرات من التوجهات والهوايات الشبابية الاخرى، فهناك توجهات عديدة لشباب اليوم، فهم اكثر فهما في الحاسوب ، والانترنيت، والهاتف النقال، وكل التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال المتاحة، رغم اختلاف مستوياتهم الدراسية، الا ان لااحد يستفاد من كل ذلك، فالوزارة تحرص على انتظام الدوام في منتديات اصبحت خاوية من روادها، بل ان هناك منتديات خاصة بالمراة في بغداد والمحافظات لم تدخلها امراة واحدة! في وقت يكون النشاط الشبابي في القمة في ساعات العصر وقبل المغيب الا انهم لايجدون من يفتح لهم ابواب تلك المنتديات المهجورة.لانريد ان تتدخل الوزارة رسميا في موضوع اتحادات الشباب، ولانريد اهمالا تاما وكبيرا لتلك الاتحادات من قبلها، بحجة عدم التدخل الحكومي، لان الوزارة هي المسؤولة عن كل الانشطة الشبابية وبالتالي فان من طبيعة عملها الاسهام في دعم الاتحادات وتنسيق عملها، وتوحيد جهدها ليكون هناك اتحاد واحد يمثل كل شباب العراق بغض النظر عن الانتماء الحزبي والقومي والمذهبي، ولنا تجربة ناجحة وكبيرة من خلال مجلس شباب العراق الذي عمل طيلة السنوات الماضية بين صفوف الشباب لتنظيم العمل الشبابي بما يخدم العراق ومسيرته الديمقراطية الظافرة، ووضع الشباب وهم الشريحة الاكثر تأثيرا في المجتمع في صلب عملهم ومهامهم وهو بناء العراق.
https://telegram.me/buratha