سعيد البدري
يثبت حكام البلدان العربية و الاسلامية زيف مدعاهم وحرصهم على حماية ارواح المسلمين, فبعد ابادات تمت في عدد كبير من دول اوربا الشرقية والهند وافريقيا وفلسطين المحتلة على يد جماعات متطرفة وقوات حكومية هناك تبرز قضية المسلمين البورميين و ما يتعرضون له من اعمال تصفية وحشية في اقليم أراكان على يد المتشددين البوذيين وبدعم واسناد حكومي, فهولاء المساكين الذين لايملكون الحول والقوة يقتلون وتحرق منازلهم بمساعدة شرطة الحكومة فيما لم تنفع مع الطرف الاخر مناشدات المنظمات الانسانية والحقوقية بوقف دوامة العنف فيما يغط حكام ودجالي البلدان الاسلامية في نوم عميق بانتظار ان يتخذ قرار بوذي بوقف هذه المجازر الدامية.ولعل الصور الذي تصل تباعا تؤكد وحشية الاعتداءات والمصير المجهول للبقية الباقية التي تتسلط عليها قوات امنية متواطئة فاسدة تصب الزيت على ماتبقى من المنازل وتسهم بحرقها واشعالها وفي هذا الوقت الحرج جدا يبقى مسلموا بورما بانتظار العون والمدد بدل الشعارات والكلمات حيث نجحت هذه الممارسات الظالمة حتى الان بحسب اخر الاحصائيات في تهجير 3ـ 4 مليون مسلم من (الروهينجا) ولانعلم لماذا خرست السن الزعامات المتصارعة على قيادة الامة الاسلامية في مواجهة هذا الخطر الداهم بحق هولاء المنتمين للاسلام ام ان الامر مرتبط بتنظيم الجهاد في سوريا وقتل المزيد من المسلمين السوريين على يد الجهاديين الرعاع.فلا السعودية مدعية الزعامة ولا قطر القطب الاقليمي الصغير الصاعد ولاحتى تركيا حركت ساكنا رغم زيارة الرئيس اردوغان لبورما ومطالبته الخجولة بحل المشكلة هناك والتي تعود جذورها لاكثر من ستين سنة وبقيت الامور في اطار البروتوكولية بما فيها ايضا مطالبات منظمة المؤتمر الاسلامي, فإلى اين تمضي الامور ونحن نتشدق بالاسلام ونرفع اصواتنا وقت الرخاء باستعدادنا للتضحية وبذل الغالي والنفيس في سبيله بينما تخرس الالسن في وقت الشدة ونحكم لغة الديبلوماسية ونرفع شعار قضية داخلية لا يمكن ان نتدخل فيها.وفي الامس القريب انقلب العالم بما فيه من اجل شاليط الاسرائيلي الذي احتجز واسر من قبل مجاهدي حماس فأي ذلة وهوان الذان نعيشهما والخسران العظيم الذي يحيط بنا في ظل هذه الحكومات الفاجرة الداعرة التي لاتملك غير اثارة الفتنة بين ابناء البلد الواحد والشعب الواحد امعانا في السير فيخلف ركب امريكا على حساب دماء وثروات وكرامة المسلمين ولمن يهمهم الامر فأن عصابات الماغ البوذية المدعومة حكوميا في بورما (ماينمار) تجوب مسلحة بالسكاكين وعصي الخيزران المسنونة العديد من مناطق وبلدات اقليم أراكان, تقتل ماتبقى من المسلمين وتحرق وتدمر مئات المنازل، وخاصة في منطقة 'مونغاناو' في شمال هذا الاقليم إضافة لمدينة 'سيتوي' عاصمة ولاية آراكان بعد ان دمرت وحرقت مئات القرى المسلمة مع اهلها .واعتقد جازما ان الامة بشعوبها ومواقفهم تستطيع حماية ابنائها ومن ينتمون اليها سيما مع وفرة الامكانات المادية والبشرية وغير ذلك كما انه يمكنها ان تنقذ ابناء بورما المسلمين العزل ان اتخذ حكامها القرار الصحيح وصححوا المسار ووحدا كلمتهم مع كلمة شعوبهم بدل حالة التشرذم التي يعيشونها وهنا نقول بدل ان يتجادل حكام الامة الاسلامية في قمم منظمة المؤتمر الاسلامي على طبيعة البيان الختامي ومحتواه فالاجدر ان يتخذوا قراراهم ويتفقوا على نقاذ هذا الشعب المسلم وتخليصه من عمليات القتل الممنهج ليس في بورما وحسب بل في كل اصقاع المعمورة ليحس المسلم ان خلفه امة تحميه وكيان اوسع واعظم واعم من كل القطريات التي لن تتمكن ان تمنحه هذا الشعور منفردة والا فالمشتكى لله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم يامسلمي بورما المظلومين .
https://telegram.me/buratha