حميد سامي
ليس هناك صورة أكثر حلكة من صور الفقراء وهم يستظلون سماء قاسية ويفترشون أرضا محصبة لايجدون مايسد به غلواء الجوع ولاما يكفيهم موؤنة الافتقار في بلد تعج خزائنه بالثروات وتتفجر أرضه بحارا من الخيرات ،فأي صورة قبيحة هي تلك التي يمكن التقاطها لمجتمعنا الذي تتناهب فقراء تلك الظروف القاحلة الصعبة وتقطع السبل أم أبنائه سكاكين النبذ والإهمال كنا نتحدث عن نظام غير عادل وثروات تسرق وتهدر ،ليس لان احد لايسمع بل لان أي منا لايستطيع أن يطلق لسانه ليذكر مساوئ القوم أو يدافع عن أي كان سواء ذلك النقد بناء أو هادما تغيرت ا لصورة آو تبلدت وظل لفقراء فقراء لايلتفت إليهم ملتفت ولا يبال بما يعانونه إلا القلة الخيرة التي لاتملك مفاتح الخزائن وليس عندها من الحول والقوة والسلطان مايمكن أن تمحوا به تلك المسكنة وسوء الحال والفقر المدقع عن الناس فالخيرون المنصفون قلائل والمؤسسات التي ترعى المحتاجين لاتكاد تسد حاجة البلاد والأعداد الكبيرة من الفقراء والفقراء الجدد من ضحايا الحروب والإرهاب والتدافع السياسي والتوترات في المنطقة والبطالة والترمل وغيرها من مساوئ العهد الجديد لاشيء تغير أكثر من إطار الصورة المذهب الذي يبرز معالم صورة أكثر قبحا من ذي قبل سابقا كان المنعمون وأصحاب الثروات في كل محافظة يعدون على الأصابع أما اليوم فصاروا أكثر يصعب عدهم وحصرهم وهم مرشحون للتزايد والتناسل والتكاثر والانشطار والانقسام والاستنساخ وبفضل ماتجود به وسائل الإثراء الفاحش غير القانونية وهي كثيرة ،نعم اليوم صار الفقير اشد فقرا بل باتت الهوة الساحقة التي تفصل بين الطبقات الوسطى وبين أثرياء العهد الجديد وفي أسفل القائمة هناك معدمون مسحوقون ينتظرون الفرج الذي لم يأتي وفي أعينهم بصيص من الأمل والرجاءان يتحلى المسوؤلون بالشجاعة والإنصاف الكافي لتخصيص جزء من أموال الشعب المنهوبة إلى تلك الفئات التي اقل حظا والأكثر فقرا نعم هناك معدومون وفقراء الله الله بهم أنهم أولى بالعناية من غيرهم فالدنيا فانية وكنا غدا مسوؤلون ومتسائلون فمن هرب من مسائلة القانون سوف لن يجد مهربا من الحساب يوم الحساب ...
https://telegram.me/buratha