الحاج هادي العكيلي
أستهل عنوان مقالتي من قصدية (تنويمة الجياع ) للشاعر الكبير الخالد محمد مهدي الجواهري معذرة من تحوير في بعض الكلمات .في العراق الجديد تتم معالجة القضايا الملحة على أفضل الحالات بحجج واهية والمسببات غير المنطقية والدوران حول المشكلة وليس الغور في صلبها او البحث عن طرق علمية تساهم على قدر الامكان بايجاد الحلول لها كما هو الحال في بلدان العالم او بلدان المنطقة والعراق جزء منها على اقل تقدير .وفي الوقت الذي يطفو العراق على بحار من البترول والموارد الطبيعية يشكو الشعب العراقي من الفقر والحرمان والجوع وتصاعد الازمات فالكهرباء معضلة التي لاتنتهي بعد صرف مليارات الدولارات والفساد الاداري والمالي فحدث ولا حرج ليسلب من المواطنين لقمة العيش التي يعتاش عليها المواطن العراقي الفقير لتصدر حكومة المالكي قرارها القاضي بالغاء البطاقة التموينية وابدالها ببدل نقدي 15 الف دينار لكل فرد والسبب كما يقال وجود اموال مهدورة على شراء مواد غذائية فاسدة او رديئة والتخلص من الحلقات الوسيطة للسمامرة المفسدين .ان غالبية الشعب العراقي يعتمدون على ما تزوده البطاقة التموينية في حياتهم اليومية منذ بدء الحصار الدولي على العراق في عهد النظام الصدامي البائد عام 1991 بعد حرب الخليج الاولى وتقدر قيمة هذه المواد بالنسبة للفرد الواحد في السوق المحلية بنحو عشرة دولارات من دون احتساب حليب الاطفال في حين يتم الحصول عليها عن طريق البطاقة التموينية 500دينار فقط .وبعد ان قلصت البطاقة التموينية عام 2010 مفردات البطاقة الى خمس مواد اساسية هي مادة الطحين والرز والسكر والزيت وحليب الاطفال بينما كانت تشمل سابقا البقوليات والشاي ومسحوق الغسيل وحليب الكبار .وحتى ولو كانت البطاقة التموينية وهماً فانها تساعد على اسقرار سوق المواد الغذائية .وفي حالة اصرار الحكومة على الغاءها فانها بالتاكيد تساهم على زيادة الفقر في العراق وزيادة العوائل الفقيرة و العوائل المحرومة التي كانت تنتظر من التغيير في العراق نحو حلالات الرفاهية والسعادة ونبذ الجوع والحرمان ولكن للاسف الشديد لم تجد هذه العوائل من احد من يسعفها من الفقر والجوع لتبقى على حالها وغدا ستبدا الانتخابات وتبدا البرامج والشعارات الكاذبة لتضع خمامة على عيونهم بانكم سوف تكونون معهم .ونقول متى ستنهض الجماهير وتنتفض على الظلم الاجتماعي والجور السلطوي .فالازمات تتصارع والحلول لاتتعدى ما يصرح به المسؤولون في اجهزة الاعلام والوعود لا يشابهها الا كلام ( جياع الشعب نامي ..... حرستك حكومة المالكي ).
https://telegram.me/buratha