المقالات

الديكة والخرابة..! .. بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

531 08:06:00 2012-11-08

 

ربما تتذكرون مسرحية الخرابة ، هذه المسرحية العراقية الشهيرة التي عرضت في بغداد في سبعينيات القرن الماضي وأخرجها القديرين الذين لن يتكررا: قاسم محمد وسامي عبد الحميد و كتبها ومثل فيها عملاق المسرح العراقي يوسف العاني، ولعل العواجيز أمثالي يتذكرون شخوصها وشخصياتها مثل نجم البقال ولعيبي الفلاح وسكينة وحساني"خبالو المجنون" وغنية...

حسنا..ربما سيتسائل قاريء كريم ؛ وما رباط الكلام في هذا الاستذكار في موضوعك اليوم؟ ..

الحقيقة أن الاجابة تكمن في أن الكثيرين وجدوا أن سياستنا تسير كمن يمشي على يديه، فالحكومة الحالية تشكلت وهي " خرابة"!! إذ أنها ولدت وهي تحمل عوامل فنائها معها!! ..فقد سلكنا مسلكا لم يسبقنا أحد في العالمين أليه، وخدعنا أنفسنا وأعطيناه أسما كبيرا هو " حكومة الشراكة الوطنية" ، بيد أن هذه الشراكة كانت شراكة خصوم، لا بد أن يأتي يوم و"تخرب" !

لقد ولد الشراكة ومعها نشطت محاولات محمومة لعرقلتها عبر آليات وادوات باتت مكشوفة الأغراض والأهداف، وتنصب أهداف تلك التجاذبات على الوصول الى هدفين، الأول هو الحصول على أكبر قدر ممكن من كعكة السلطة لإشباع الذات والحزب والفئة، وهذا بالطبع يؤدي الى تراجع كبير في المسيرة الديمقراطية، الأمر الذي وضع البلاد امام ازمة كبيرة إذا لم تعالج ستفتح باب الفتنة وتساهم بعودة الدكتاتورية البعثية وتعزز التدخلات الاقليمية، و الثاني تشكيل سلطة موازية لسلطة الحكومة بأهداف ورؤى وخطط مختلفة تماما عن هدف بناء دولة مؤسسات حقيقية، و يغذي هذا المنهج القوى التي تعمل على بعثها الطائفية المتعصبة العمياء موظفة إمكانات كبيرة معظمها وارد من الخارج علنا للوصول الى هذا الهدف الخبيث , ولا تتورع في سبيل تحقيق أهدافها من تدمير كل شيء وكل منجزات العراقيين السياسية.

إن مستقبل العراق لن يبنى إلا بشراكة حقيقية تركن على الرف الإعتبارات الشخصية والفئوية والحزبية في هذه المرحلة على الأقل، فلا شراكة حقيقية بين متخاصمين يبحث كل منهم عن زلات وهنات الآخر يتصيدها ويطبل لها. في شراكتنا تحول كل من الحكومة والبرلمان الى ديكين في خرابة ينهش أحدها الآخر ، وأنعكس أثر الخصومات على الشارع،لأن ثقافة الإحتراب ما زالت معشعشة في بعض الرؤوس التي لم تستطع مغادرة الماضي بكل آثامه وآلامه ، ولن نتمكن من مغادرة الماضي لأنها نسخة أصلية منه...!

كلام قبل السلام: مفتاح باب الفشل في السياسة يكمن في محاولة إرضاء الجميع..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-11-09
مفتاح باب الفشل في السياسة يكمن في محاولة إرضاء الجميع. بالضبط ان ارضاء الجميع معناه ان نبقى ندور في دارة مغلقة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك