لا تختلف المملكة الاردنية الهاشمية وملكها عبد الله الثاني عن معظم الدول العربية وأمرائها ومشايخها ورؤسائها في مواقفها المعادية للتجربة العراقية الديمقراطية وحنينها الدائم الى مهانة وذل النظام المقبور الذي كان يتعامل مع الممالك والدول العربية بتعالي واحتقار وامتهان،وهو ما يستحقونه وما يتماشى مع طبيعة الشخصية العربية ، لسبب بسيط وهو ان حكم الاقلية الذي كان يقود العراق كان يلتقي مع الفكر العقائدي والاخلاقي الفاسد لهذه الدول بينما يمثل حكم الاكثرية الذي يعيشه العراق الان خروجا على القاعدة وتحديا سافرا للمحيط العربية والاقليمي ،وهذا التحدي يتحمل تبعاته وردود الافعال التي تترتب عليه الشعب العراقي،بينما تبقى قدرة الحكومة العراقية والجهات المختصة هي المجس الاساس لتوجيه طبيعة هذه العلاقة سلبا او ايجابا باتجاه مصلحة الشعب العراقي لان طبيعة العلاقة مع الدول العربية لن تكون قائمة على التكافأ لذا فان الحكومة امام امتحان عسير لوقف تجاوزات الدول العربية واستهتارها بدماء وحقوق ابناء الشعب العراقي.
ويتذكر الجميع كيف ان الدول العربية عامة والدول المجاورة خاصة فتحت ابوابها وحدودها لكل قاتل ومجرم من اجل ان يلتحق بالجهاد والمجاهدين في العراق ومقاتلة المحتلين الصفويين وتطهير البلاد والعباد منهم وارجاع الوضع الى ما كان عليه قبل عام 2003 دون ان يخفق لهم جفن ،لان الدول العربية ارادت بافعالها هذه ان تضرب عصفورين بحجر ،فهذا المجرم والقاتل ان قًتل من العراقيين كان فتح وان قُتل فالى جهنم وبئس المصير اما اذا القي القبض عليه فان الحكومة العراقية لطيفة ورؤوفة ومتعاونة ولن تتردد في ارجاع هؤلاء المجرمين الى دولهم لتحتفي بهم وتقيم المهرجانات والندوات والاحتفالات تكريما لهؤلاء الابطال الذين رفعوا راس بلادهم بمقاتلتهم الشيعة الانجاس وتمكنوا من قتل اطفالهم ورجالهم ونسائهم وتدمير مدنهم وتفخيخ منازلهم واهانة مقدساتهم،على جانب اخر فان السجناء العراقيين في السجون العربية عليهم ان ينالوا جزائهم بسيف الجلاد والحاقد والوهابي.
وقيمة وقدر اي شعب لا تصنعه التنازلات والخنوع بقدر ما تصنعه البطولات والتضحيات والمواقف الصلبة التي لاتتهاون بدماء وارواح هذا الشعب،وللاسف فان الحكومة العراقية سعت وبكل غباء الى امتهان دماء وكرامة ابناء الشعب العراقي ومهدت الطريق للحكام العرب لاسترخاص دمائنا وبكل برود ودون اي اعتبار وهذا ما حدث بالضبط في المملكة الاردنية عندما اقدم ملكها المتصهين بالعفوا عن مجرمين وقتلة ،كانوا في السجون العراقية وتم تسليمهم الى المملكة ومن المتهمين باعمال ارهابية ويستحقون الاعدام ،هؤلاء القتلة اطلق سراحهم دون قيد او شرط باستثناء العودة الى العراق لمواصلة الجهاد والكفاح الذي لم ينتهي بعد خاصة بعد خروج الاحتلال الامريكي،وهذا ما اعلنه تنظيم القاعدة الارهابي.وتسليم القتلة والمجرمين الى دولهم وصمة عار في جبين الحكومة والقضاء العراقي واستهانة بدماء الابرياء الذي لم يحصلوا على حقوقهم لا من الحكومة العراقية المنشغلة بخلق الازمات ولا من الدول التي ينتمي لها هؤلاء المجرمين لان ارواح ودماء العراقيين رخيصة ولا تستحق التعويض كما هو الحال بالنسبة لارواح الامريكيين والاوربين والشاهد لوكربي والقذافي وليبيا والمقرحي.المحزن في الامر ان بامكان العراق ان يفعل اشياء كثيرة لتاديب الاردن وغيرها وجعلها تسير على الصراط الا ان الحكومة العراقية لا زالت لم تعرف قدراتها بعد وان كان الطريق الى هذا الامر بسيط ولا يحتاج الى معجزات فالاردن لولا العراق لبقيت مملكة متخلفة حافية لا تجد قوت يومها ،ومن خيرات العراق اصبح صوتها عاليا.. وبامكان الحكومة العراقية ان تعيد الاردن وشعبها الى وضعه الطبيعي من خلال جملة من الاجراءات اهمها ايجاد منافذ اخرى للاستيراد غير المنافذ الاردنية وقطع امدادات النفط التفضيلي وغلق الحدود نهائيا وعدم استخدام الاجواء والمواصلات التابعة للمملكة ورفع التعريفة الكمركية على السلع والبضائع الاردنية حتى لا يتم شراء سلعها وغيرها من الاجراءات المماثلة.
لن يحترم احد ارواح العراقيين ودمائهم الا اذا تم القصاص من المجرمين وتوزيع اشلاء جثثهم العفنة ،بعد اعدامهم او حرق جثثهم، على محافظاتنا كانذار ورسالة واضحة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على العراقيين.
يقول تشرشل:لن تهدأ المملكة العظمى او تنام ليلها في وقت يتعرض بريطاني للظلم والاضطهاد في اي بقعة من بقاع الارض.
16/5/1108/ تح: علي عبد سلمان
https://telegram.me/buratha