محمد حسن الساعدي
تواترت الاخبار عن عودة قوات الاحتلال الامريكي الى العراق في قاعدة الاسد بالانبار ومطار المثنى بحدود 16 الف جندي قتالي مع كامل معداتهم وعتادهم وان العدد قابل للزيادة ، ومع الاحتفال الرسمي بإنزال العلم الأمريكي بمناسبة انسحاب قوات الغزو الأمريكي للعراق وتسليم كافة المسؤوليات إلى السلطات العراقية بعد قرابة تسعة أعوام من الاحتلال بدأ المحللون العسكريون والسياسيون الأمريكيون عملية تقييم لتلك المغامرة العسكرية في بلاد الرافدين التي خسرت خلالها الولايات المتحدة 4474 قتيلا و33 ألف جريح حسب الأرقام الرسمية وأنفقت حوالي تريليون دولار. هل حققت أي أهداف أم كانت عملية خاسرة ، اليوم تعود الاخبار الواردة بعودة الجنود الاميركان الى العراق تحت غطاء ما يسمى الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق وبين الولايات المتحدة الامريكية ، ومع نهاية العام المنصرم وإتمام الأميركيون انسحابهم من العراق بعد ثمان أعوام من التواجد العسكري،عانى خلالها العراق اختلالا كبيرا في بنية مؤسساته السياسية والاقتصادية والثقافية والصحية والأمنيةوالخدمية، واثر كثيرا على مستقبل العراق السياسي في المجالين الإقليمي والدولي، فعلاقات الدول العربية وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي مع العراق ينتابها بعض الفتور، من الممكن أن يصل حد التوتر، خصوصاً مع الكويت بسبب إنشاء ميناء مبارك الذي كان مثار توتر وجدل بين الكويت والعراق، كما أن العلاقة مع تركيا ستحكمها تطورات الوضع في إقليم كردستان العراق والعلاقات مع الدول الاخرى المجاورة والأوضاع في سورية. ومحليا فان المستقبل السياسي العراقي بعد الانسحاب شابه التصارع بين القوى السياسية على السلطة والغنائم والمناصب، وظلت هذه المؤسسات السياسية تعتمد على مصالح حزبية ضيقة.ومع دخول تشكيلات من القوات الامريكية الى العراق وتمركزها في قواعد عسكرية في عدة مدن.. نضع التساؤل كيف عادت تلك القوات بعد تسعة اشهر من انسحابها الكامل من العراق، وما هي اهداف دخولها ومن سمح لها بذلك؟
https://telegram.me/buratha