علي محمد الطائي
كان الحجاج بن يوسف الثقفي والياً على العراق من قِبل عبد الملك بن مروان ، وكان معروفاً بالظلم وسفك الدماء وتعدي حرمات الله بأدنى شبهة ، وقد أطبق أهل العلم بالتاريخ والسير على أنه كان من أشد الناس ظلما ، وأسرعهم للدم الحرام سفكا ، ولم يحفظ حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه ، ولا وصيته في أهل العلم والفضل والصلاح من أتباع أصحابه ، وكان ناصبيا بغيضا يكره علي بن أبي طالب عليه السلام وعلى آل بيته ٠
ترك الحجاج ميراث ٠ فقد بنى الحجاج واسط ، وسير الفتوح لفتح المشرق، غير أن الحجاج خلف أيضاً ميراثاً من الظلم وسفك الدماء لم يسبق له مثيل بقي ميراث الحجاج حياً إلى الآن، كان يرى بتكفير الخارج على السلطة خارج عن الملة لذلك كان يرى مايفعله تقرب الى الله ويرجوا به الآجر . وهذا النهج اي نهج الحجاج أتبعته بعض الكتل السياسية في مبدأ السلطة والتسلط على العباد اي ان لم تكن معي ولا تنتمي الى حزبي فأنك مطرود من رحمة الله ومطرود من الحصول على اي وظيفة او اي استحقاق وطني .
بل لا نبالغ أذا قلنا ان بعض السياسيين أتخذوا مستشارين لدراسة تاريخ حكام و سلاطين الجور لكي يقوموا بتطبيقها على شعوبهم حتى يدوم سلطانهم وحكمهم وهذا مايحدث في العراق الان احتكار للسلطة وتطبيق مذهب الحجاج ومبداء السلطان الاوحد الذي لم تنجب الامهات غيره وكأن العراق قد أنجب هذه الكتل السياسيية واصبح عقيم .
أن الحجاج ورغم تاريخة الحافل بسفك الدماء وقتل النفس التي حرم الله قتلها الا ان الحجاج قام وبنجاح في المجال الاقتصادي والزراعي ففي مجال العمران قام ببناء مدينة واسط وكانت رغبتة في اصلاح المستنقعات بين دجلة والفرات والتي عرفت باسم البطحة وتحويله الى ارض منتجة لتنمية موارد الدولة وروي عنه أمور تزيد من المدخول الاقتصادي في مجال الاصلاح الزراعي أي انه يحتاج الى الحيوانات فواجه هذا الامر أنه حضر ذبح البقر مدة من الزمن حتى يمكن الاستفادة من جهدها في الزراعة والحرث ومن نتاجها من العجول والابقار في زيادة الثروة الحيوانية . وكان الحجاج يستورد الجاموس من بلاد الهند للمساعدة في مواجهة الاحتياجات المحلية .
أما الان والحمدلله اننا نتمتع بحكومة مسلمة . لماذا لا يسخر بعض السياسيين مستشاريها لدراسة الجانب الاقتصادي والعمراني من حياة الحجاج ايضا يجب ان لا تختصر دراستهم فقط على ادامة سلطانهم . ان الحجاج ترك جانب من جوانب حكمه يخلد فيه رغم الظلم والدموية التي عرف بها الحجاج . فماذا تركتم انتم للشعب العراقي يخلدكم فيه . على بعض سياسيين العراق مراجعة انفسهم حتى لا يصيبهم ما اصاب الحجاج من مرض كان مرضه بالآكلة وقعت في بطنه وسلط الله عليه الزمهرير . وكان الحجاج يستشعر موقف اهل العراق له والظلم الذي تعرضوا له اهل العراق فكان ينشد في مرض موته .
يارب قد حلف الاعداء وأجتهدوا أيمانهم انني من ساكني النارأيحلفون على عمياء ويحهم ماظنهم بعظيم العفو غفار
نتمنى على سياسيين العراق ان لا ينشدوا هذه الابيات عندما يأتي الاجل ....
https://telegram.me/buratha