لا يمضي وقت طويل إلا وتحصل تغيرات كبرى في وطننا أو فيما يؤثر عليه، فقد بدأت عجلة التغيير بالدوران، رضينا أم لم نرض، قبل الساسة أم لم يقبلوا،ومن المؤكد أن لعبة الكثيرين قد إنتهت أو هي على وشك أن تنتهي..
وفي المعطيات التي بين أيدينا ثمة ما يؤكد هذا "الإدعاء"..أوباما رئيس الدولة التي "ترعى" كثيراً من ساسة العراق قد جددت له ولاية ثانية، ومعنى هذا أنه ليس في وارد ولاية ثالثة وفقا للدستور الأمريكي، ومعنى هذا أيضا أنه سيكرس السنوات الأربع القادمة ليس لخدمة أهداف إنتخابية مرحلية، ولكن هذه السنوات ستكرس لخدمة الأهداف البعيدة للإستراتيجية الأمريكية، وهذا ديدن السياسة الأمريكية منذ أمد بعيد: الفترة الأولى للرئيس، والثانية لأمريكا!! وتتذكرون ولاية أوباما الأولى، حينما رحل الرئيس بوش وتربع على مكتبه البيضاوي رئيس جديد كل علاقته بأمريكا أنه ولد "فيها" لأبوين ليسا أمريكيين أصلا!..وتلك هي السياسة الأمريكية، وذاك درس في ديمقراطية الإنتماء الوطني يتوجب النظر به..والمعطى الثاني أنه وقريبا جدا ستتغير مجالس المحافظات عندنا، وستحكم محافظاتنا طواقم جديدة لن تكون مثل هؤلاء الذين في مجالس اليوم، ستكون أقل شراهة وأكثر مسؤولية، فقصاع وليمة الثعالب باتت خاوية، سيما وأن الشعب صار أكثر وعيا بحقوقه.. وستكون هناك إنتخابات مماثلة لمحافظات إقليم كوردستان، تكشف المستور، وستجري إنتخابات لمحافظة كركوك أيضا وسيتعين على الكركوكليين أن يصنعوا لأنفسهم بطاقة أوهوية خاصة بمحافظتهم بعيدا عن تجاذبات الحكومة المركزية وحكومة أقليم كوردستان..ومعطى ثالث لا ننساه، هو أنه يتحتم على العراقيين حكومة وساسة ومراكز قوى الذهاب لأجراء تعداد عام للسكان يضعون فيه النقاط على الحروف في توزيع الثروات، وفي نهاية عملية التغيير المنتظرة ستكون الملحمة الكبرى قد أزفت ساعتها، فسيتغير مجلس النواب بإنتخابات تجري بقوائم مفتوحة، وعندها سيكون نوابنا الجدد معروفين سلفا لنا، وليس الحال مثل الذي جرى، "نص ونص" حين إنتخبنا "إضطرارا" رجالا و " نسوانا" لا نعرفهم، بعضهم مازال في ظل الجدران يسير، وبعضهم قابع في عمان وغيرها من العواصم، وفي نهاية العملية التغييرية سيكون عندنا طاقم حكم جديد، سنكون قد تمعنا فيه جيدا قبل أن يتسلل إليه قاتل محترف مثل طارق الهاشمي، أو آخرون يعدون ويخلفون الوعد، وسيكون عندنا رئيس جمهورية ورئيس وزراء جديدين بلا نواب محاصصة، وسنشيع المحاصصة الطائفية والسياسية الى القبر، وسيضع كل عراقي في بيته (روزنامة) ورقية، يقتلع منها ورقة كل يوم على أمل يوم جديد
كلام قبل السلام: يقول كلود برنارد '' التجريب هو الوسيلة الوحيدة التي نملكها لنطلع على طبيعة الأشياء التي هي خارجة عنا''..!
سلام...
https://telegram.me/buratha