هادي ندا المالكي
يمنح النظام الديمقراطي مريديه واتباعه فرصة افضل لتصحيح الاخطاء وعدم تكرارها والبدا من جديد والتمسك بالخيارات التي يمكنها تحقيق تطلعات الشعوب التواقة الى الاستقرار والرخاء وخلق فرص متواصلة لتغيير نمط الحياة نحو الافضل وهذه الفرص لا تتوفر في الانظمة الشمولية وانظمة الحزب الواحد.وتلعب الثقافة الانتخابية ووعي الناخب وحسه الانتخابي ومدة التجربة الديمقراطية ومقدار التدخل الخارجي ونزاهة التجربة عوامل اساسية في نضوج ونجاح التجربة الديمقراطية وفشلها وكلما كانت العوامل السلبية المؤثرة على سير العملية الانتخابية اقل كلما كانت التجربة الديمقراطية ناجحة اكثر والعكس صحيح حينما تكون المعوقات والسلبيات اكبر تكون التجربة الديمقراطية هزيلة ومعرضة للانكسار والهزات.ويلعب الاعلام في الزمن الحالي دورا كبيرا في الدفع اما باتجاه تعزيز التجربة الديمقراطية وزيادة مكتسباتها او الدفع باتجاه تحجيمها وخلق مساحات لنشوء الانظمة الشمولية وزرع جذور التفرد وعودة الانظمة الديكتاتورية وقد اثبتت التجارب ان سلاح الاعلام بات اليوم يمثل التهديد الاكبر لنمو الديمقراطيات الناشئة بعد ان يتم تسخير مئات المليارات من الدولارات لهذا السلاح ضد حقوق الانسان وتحقيق الاستقرار.وتمثل التجربة العراقية حالة طبيعية لتجارب مماثلة في العالم وخاصة العالم الثالث بما تعانيه من ولادت عسيرة وصعوبة تثبيت الاركان الاساية للنظام الديمقراطي رغم المحاولات الحثيثة لبعض المكونات الاساسية والكتل السياسية الرائدة وخاصة تلك المكونات التي قدمت الانهار من الدماء من اجل احداث التغيير وبناء الدولة المدنية العصرية الحديثة والوقوف بوجه اي محاولات سلبية من شانها ان تعيد الوضع الى المربع الاول خاصة محاولات التدخل الخارجي في الشان العراقي وشراسة الهجمة الارهابية التي يعاني منها الشعب العراقي.ان الشعب العراقي امام فرصة جيدة لتصحيح اخطاء المرحلة الماضية من خلال المشاركة الواسعة في انتخابات مجالس المحافظات واختيار العناصر النزيهة والكفوءة خاصة بعد ان جرب الشعب العراقي الخيارات المتاحة لديه وتكونت في مخيلته صورة واضحة لمن يريد ان يخدم ولمن يريد ان يحكم كما ان المشاركة الواسعة في الانتخابات ستخلق فرص افضل لعدم صعود العناصر الغير مؤهلة لان تكون في هذه المواقع.ان علينا ان نتمسك بحقنا الذي منحه لنا الدستور الدائم وان نعزز تجربتنا الفتية في احترام التوقيتات وان نرفض اي تلاعب في مواعيد اجراء الانتخابات لان التاخير يعني التمدد على حساب التوقيتات الاخرى وبالتالي حدوث ارباك وفوضى تسبب تعطيل العملية الديمقراطية.ان نتائج انتخابات مجالس المحافظات ستكون مقدمة وبروفة مسبقة للانتخابات النيابية المقبلة لذا فان الحث على المشاركة فيها سيخدم التجربة العراقية اكثر مما يخدم اي كتلة سياسية وان نجاح الانتخابات قبل ان يحسب لاي طرف يمثل التقدم خطوة اضافية لتعزيز وتثبيت التجربة الديمقراطية وبناء الدولة المدنية العصرية .
https://telegram.me/buratha