عادل العتابي
في ظهيرة يوم الاربعاء الماضي 7/11/2012 كنت استمع كعادتي الى المحاضرة الدينية من اذاعة الفرقان العراقية، كان المحاضر هو الدكتور المصري الجنسية عمر عبد الكافي، وطالما سمعت ذلك الدكتور وهو يتحدث عبر عدد من الفضائيات والاذاعات قبل وبعد سقوط النظام البائد لحسني مبارك وازلامه ، وحقيقة انا اعتبره من الخطباء ورجال الدين المعتدلين الذين يمثلون الوسط فهو ليس متطرفا يمينيا او من اصحاب الفكر الوهابي البغيض، انما هو معتدل في كل طروحاته.
محاضرته الاسلامية في تلك الظهيرة كانت تتحدث عن اهل الكهف، وما فيها من القصص التي تؤكد ايمان اؤلئك الفتية، وبدأ المحاضر يسترسل في كلامه الى ان وصل الى ان فتية اهل الكهف وهم يسيرون في الطريق الى الكهف ليمكثوا فيه التقوا براعي غنم ومعه كلبه وطلب منهم ذلك الراعي ان يصحبوه معهم، بعد ان آمن برسالتهم، ومن دون سابق انذار تحول الدكتور عبدالكافي بكلامه وبصورة غير متوقعة من موضوع الكهف وقصة الفتية ليؤكد بأن الله ذكر في كتابه الحكيم الكلب في قصة اهل الكهف الا ان الله لم يذكر الكافر ابو طالب!!!
صعقت من هذا الكلام غير العلمي وغير الموزون وغير المؤدب من شخص يفترض باعتباره حامل لشهادة الدكتوراه ان لايدخل نفسه في مثل تلك المقارنة البائسة التي لايقبلها حتى الطالب في المدرسة الابتدائية، ما علاقة ذكر كلب اهل الكهف في القرآن الكريم مع ابو طالب (عليه السلام) ؟ وبعد ذلك بدأ الدكتور يؤكد ان ابو طالب توفي وهو كافر وعلى دين عبدالمطلب رغم ان الكثيرين من الذين حضروا وفاته طلبوا منه ان ينطق بالشهادتين الا انه رفض ذلك، وهذا تزييف للتاريخ ولكل مواقف ابو طالب من الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم.
المهم لايهمنا ما يقول عبد الكافي وغيره ممن ركبتهم البغضاء لامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه وعلى ابيه السلام ) فهذا امر متوقع منهم وحتى المعتدليين منهم، لكن ان تبث اذاعة الفرقان وهي المعروفة بتوجاتها المعتدلة والعلمية تلك المحاضرة فتلك هي العلة الكبرى، رحم الله ابو طالب الذي حمى الاسلام والمسلمين كافة في مكة ، ثم جاء ذوالفقار في المدينة المنورة ليكمل تلك المهمة بالسيف وعلى يد امير المؤمنين عليبن ابي طالب، لذا لن يسلم ابو طالب (ع) من الاذى لكونه ابو الامير علي بن ابي طالب (ع) لااكثر ولااقل.
https://telegram.me/buratha