كتابة - ياسر العنبكي
حتى يحين موعدها في نيسان القادم ( إن لم تؤجل ) سينشغل الشعب سياسيا واجتماعيا واعلاميا وصراعاتيا بالانتخابات المحلية المقبلة حيث موسم قطف ثمار 4 سنوات من التخطيط والعمل.الكيانات السياسية التي تطرح مبادئ الاسلام كشعار ومنهج للعمل ستواجه محنة حقيقية في اختيار المرشحين ضمن قوائمها. اصبح المنصب المحلي او النيابي مكسبا ومغنما وفرصة للثراء والوجاهة لذا فهو مطمع (ولا نقول مطمح) لفئات كبيرة من الشعب , ولايتحقق هذا الا بالدخول ضمن قائمة لكيان سياسي كبير.- اصحاب العكل والوجوه الاجتماعية ( يريدون بها اضافة وجاهة ومكسب سياسي يضاف للمكسب الاجتماعي )- اعضاء المجالس السابقة بكل انواعها ( يريدون بها الاستمرار بما بدءوه من خدمة عظيمة للشعب " من وجهة نظرهم طبعا " ويكملون مسيرتهم بخبرتهم التي اكتسبوها)- المقاولون والاثرياء الجدد ( يريدون بها فرصة للحصول على المقاولات مباشرة بدل التوسل بالاعضاء ودفع العمولات)- الطامحون والحالمون بالثراء والعيش الرغيد ( يريدون بها ان يطكون ومفيش حد احسن من حد)هذه الفئات اعلاه هي من ستتصارع على الترشيح ضمن القوائم , وهذه الفئات كلها تدعي خدمة الشعب وتحقيق العدالة والنزاهة , وهم في الحقيقة يقصدون عدالة حصولهم على المغانم والمكاسب ونزاهة عدم سؤالهم عنها , هذه الفئات التي شح الخير فيها وهي مليئة بالانتهازية والمصلحية ولاتملك الكفاءة والعلمية هي من ستتقاتل لتدخل المعركة الانتخابية.الكيانات الشعبية التي تطرح مبادئ الاسلام والمثالية والعدالة وخدمة الناس شعارات ومنهج عمل لها ستواجه صعوبة بالغة ان لم نقل محنة في اختيار المرشحين , معادلة صعبة تكمن في ان المرشحين من الفئات اعلاه قادرين على جمع اصوات اكبر ومقاعد اكثر بحكم مايتميزون به من امكانات مادية واجتماعية وقدرة على الحشد والحركة , اما غيرهم ممن يحمل المبادئ والعدالة والنزاهة ويمثلون صورة ناصعة جميلة للكيان إن رشحهم فهم وللاسف غير قادرين على جمع اصوات او جلب مقاعد. محنة في اختيار مرشحين من الفئات اعلاه وبذلك نخسر الصورة الجميلة والمبادئ , وبين اختيار مرشحين من غيرهم وخسارة المقاعد.يجب ان نؤشر حقيقة انه لايوجد حد وسط بين الفئات اعلاه وبين غيرهم , في العراق اليوم نحن بين طرفين متناقضين تماما , ومن النادر النادر جدا ان نجد من هو في احدى الفئات اعلاه وايضا يحمل نزاهة وعدالة ومبدئية تستحق ان تمثل الكيان السياسي الذي يطرح الاسلام ومبادئه كشعار ومنهج للعمل.هذه المحنة سيواجهها المجلس الاعلى وايضا التيار الصدري , بقية الكيانات لن تواجه هذه الصعوبة لان السنوات الماضية كشفت انها تعمل وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وهو شعار لاتستطيع كيانات شعبية مثل المجلس الاعلى العمل به.4 سنوات مضت لم يكن للمجلس الاعلى ناقة او جمل في الحكومة , وليس لديه اغلبية في مجالس المحافظات , وعدد مقاعده في مجلس النواب قليلة , ومع هذا فالصورة تتحسن , والشعبية والاعجاب موجود وواضح ان لم نقل يزداد. هل سيضحي المجلس الاعلى وقياداته بالصورة الجميلة والانطباع الحسن والمثالية مقابل الحصول على مقاعد اكثر؟ ام سيدققون جيدا في مرشحي قائمتهم ( من الافضل لهم عدم التحالف مع اي قائمة اخرى والدخول بقائمة منفردة لوحدهم ) في كل المحافظات بحيث يبعدون عنها اي مرشح من الفئات اعلاه ويتحملون كل شئ من اجل مبادئ اسلامية ومثالية يرفعونها كشعار دائم لهم؟ هذا ماستكشفه القوادم من الايام.وللحديث بقية....
https://telegram.me/buratha