سليم الرميثي
بعد ان شعرت الولايات المتحدة الاميريكية ومعها الغرب خطر زوال الانظمة الدكتاتيورية في المنطقة العربية وعدم فعاليتها في مواجهة التيارات الاسلامية السلفية التكفيرية الصاعدة وفقدان تلك النظم لقوتها وجبروتها في اكراه الشعوب على تمشية الامور حسب رغبات ومصالح البيت الابيض في المنطقة عمدت اميركا الى تغيير بوصلة غرامها وعشقها لمبارك ورفاقه والتظاهر بالمساندة والدعم للتغيير في المنطقة واستطاعت ان تدغدغ مشاعر السلفيين واحتوائهم من خلال توافق مصالحهم في معادات ايران الشيعية واللعب على الوتر الطائفي وهي نجحت لحد الان في ذلك ولو نجاحا مؤقتا لان كلا الطرفين لايثق حقيقة بالاخر وهم يعلموا ان هذا التوافق لن يستمر طويلا ولاسباب كثيرة لامجال لذكرها مثل ماحدث في افغانستان مع القاعدة.وكل ذلك يحدث طبعا تحت عبائة آل سعود باعتبار مملكتهم المتخمة ثراءا هي الداعمة والمساندة لكل التيارات السلفية والتكفيرية في جميع انحاء العالم ومن ورائها قطر والخليج ودخول السياسة المنبطحة لاردوغان لتنفيذ مايطلب منه بحجة مساعدة الشعوب التي ترزح تحت حكم الدكتاتوريات وتحريرها وبنفس الوقت فان اميركا والغرب ربما لايدفعون سنتا واحدا مادام كرم آل بترول بالوجود في الجزيرة العربية..وعندما ينجح الاسلاميين في السيطرة على الحكم في تلك الدول او غيرها مستقبلا تحاول الولايات المتحدة الاستفادة من وجودهم المؤقت في التضييق على ايران الشيعية وحلفائها وربما تكون فرصة لاميركا واسرائيل في الانتقام من ايران وشن حرب عليها ومحاولة اسقاط نظامها ان استطاعت ذلك او على الاقل اضعافها وتفتيت حلم الايرانيين بان تكون لهم دولة نووية وقوية.. والقاسم المشترك الاكبر بين التكفيريين من جهة واميركا والغرب من جهة اخرى هو ان هدف و هم التكفريين الاغبياء هو محاربة الشيعة في ايران و المنطقة واما اميريكا واتباعها همهم الاول الان هو اسقاط الدولة الايرانية بغض النظر عما سيحدث بعدها من فوضى عارمة في المنطقة.ربما اميركا ستجعل من الجيوش العربية كبش فداء جديد و مطيع في حربها القادمة واعادة سيناريو صدام ولكن سيكون الاختلاف هو دخول اميركا على الخط مباشرة في هذه الحرب لو حدثت لاسامح الله وعندها سيهلهل ويرقص اعلام وفضائيات آل سعود ومشايخهم وستجعل من بترول الجزيرة العربية و الخليج مجتمعا الوقود الذي يغذي طاحونة الحرب ويشعل نارها التي ستحرق الجميع ولن يسلم منها حتى الذين اوقدوها ويظنوا انفسهم بعيدين عنه.الولايات المتحدة وقادتها يعلمون تعاطف الشعوب العربية خاصة مع التيارات الاسلامية في هذه المرحلة وفعلا استطاع الاسلاميون ان يتربعوا على عرش مصر وهم في طريقهم الى ذلك في كل من تونس وليبيا ويحاولون في سوريا وتعلم اميركا ايضا ان الاسلاميين المتشددين عندما يسيطروا على اي بلد فذلك يعني الفوضى وعدم الاستقرار وستستمر مشاهد القتل والدمار وانهاك الشعوب العربية والاسلامية وعندها ستتدخل اميركا بمساندة الغرب بحجة القضاء على الفوضى في المنطقة وستستمر الحرب في المنطقة الى ان يشاء الله,,.
https://telegram.me/buratha